كشفت معلومات حصلت عليها «الوطن»، أن التحرك الأميركي الفرنسي لتسوية أزمة كردستان يعكس مدى توجس القوى الغربية من تفرد طهرانوأنقرة بالأزمة، وأبانت المصادر أن الغرب يرفض تكرار سيناريو الأزمة السورية في كردستان، وذلك بعد أن تفردت كل من موسكووطهرانوأنقرة بذلك طيلة السنوات الماضية. طرح التحركان الفرنسي والأميركي باتجاه الحكومة العراقية في بغداد برئاسة حيدر العبادي بهدف تسوية الأزمة مع الزعيم الكردي مسعود بارازاني، على خلفية تداعيات استفتاء استقلال إقليم كردستان شمال العراق، احتمال تقاطع التحركين مع التقارب العراقي مع إيرانوتركيا. وذكرت مصادر مطلعة أن أنقرة عرضت على بغداد خطة لاستعادة محافظة كركوك وبالتحديد حقول النفط فيها، والهدف من ذلك هو إعادة تشغيل صادرات النفط عبر الأنبوب العراقي باتجاه ميناء جيهان التركي المطل على البحر المتوسط، والذي تستفيد تركيا من عائداته بصورة فعالة. المخاوف الغربية صرح قيادي رفيع في ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي ل«الوطن»، أن دخول باريس وواشنطن على خط حل الأزمة بين بغداد وأربيل، يهدف إلى تقويض التقارب بين العراق من جهة وإيرانوتركيا من جهة أخرى، لافتا إلى احتمالية وجود مخاوف أميركية فرنسية بتفرد طهرانوأنقرة في أزمة كردستان. وأوضح المصدر أن المعلومات الواردة تفيد بأن الفرنسيين والأميركيين غير مرتاحين من ثالوث التنسيق بين بغدادوأنقرةوطهران، والذي تزامن مع زيارة الرئيس الروسي فلادمير بوتين لأنقرة مؤخرا، للتباحث في موضوع أزمة كردستان، مبينا أن باريس وواشنطن لا تريدان رؤية نفسيهما معزولتين عن الوضع الجاري في المنطقة. وأشار المصدر إلى أن الوضع في كردستان فاقم التوجسات الغربية من تكرار الأزمة السورية التي تفردت بها كل من موسكووطهرانوأنقرة، وقد تزيد هذه المخاوف من احتمالية شن هذه العواصم عملا عسكريا مشتركا ضد التحرك الكردي في العراق. أطماع أنقرة في كركوك بحسب معلومات حصلت عليها «الوطن»، عرضت أنقرة على حكومة العبادي خطة للسيطرة على كامل محافظة كركوك الغنية بالنفط، حيث تضمنت اقتراحا تركيا بشن القوات العراقية عملية عسكرية ضد كركوك فور الانتهاء من عملية الحويجة ضد داعش، وذلك تمهيدا لطرد قوات البشمركة منها، وإقالة محافظها الكردي بالقوة بعد أن تمرد على بغداد، وتعتبره الحكومة التركية شخصية معادية للتركمان. ولفتت المصادر إلى أن الخطة تشمل قيام أنقرة بتحريك المجموعات المسلحة التركمانية داخل كركوك لدعم عمليات القوات العراقية ضد الأكراد، فيما تقوم الشركات النفطية التركية لاحقا بتأهيل جميع حقول النفط بكركوك إلى جانب مطارها المدني. الاصطدام بالخطة الدولية تقول مصادر في وزارة الدفاع العراقية، إن بعض دول التحالف الدولي مثل الولاياتالمتحدة و فرنسا، يمكن أن تنشر قوات في كركوك بعد الانتهاء من العملية العسكرية لاستعادة قضاء الحويجة، لتتولى هذه القوات الفصل بين القوات العراقية التي سيطرت على الحويجة، وبين القوات الكردية التي تسيطر على معظم كركوك، مشيرة إلى أن هذه الخطة تهدف إلى منع وقوع مواجهة عسكرية بين بغداد وأربيل، وإجهاض أي دور تركي في مستقبل كركوك.