تواصلت أمس ردود الفعل حول استفتاء انفصال كردستان العراق الذي أجري أول من أمس، إذ أكد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي أمس، أن الحكومة العراقية غير مستعدة لمناقشة نتائج الاستفتاء حول انفصال الإقليم ولن تتعامل معه، موضحا أن الاستفتاء «غير دستوري»، وقد تم بدون اعتراف دولي أو إذن محلي. وقال العبادي في كلمة بثها التلفزيون العراقي، إن الحكومة ستصعد من إجراءاتها بحق المسؤولين عن الفوضى والفتنة، لتحميل من قاموا بالاستفتاء المسؤولية وليس المواطن الكردي، معتبرا أن حماية كل المواطنين في كردستان مسؤولية الحكومة، ومؤكدا أن الاستفتاء تخللته عمليات تهجير وتلاعب وتهديد للمواطنين بالقوة للتصويت بنعم. وفي سياق متصل يطرح رئيس الحكومة العراقية في جلسة البرلمان اليوم الإجراءات المتعلقة باستعادة المنافذ الحدودية والمطارات والسيطرة على منابع وحقول النفط في إقليم كردستان. وكان المستشار الإعلامي لرئيس إقليم كردستان، كفاح محمود، قد أشار إلى أن نسبة المشاركة النهائية في استفتاء كردستان بلغت 80%، وأن إعلان نتائج استفتاء الإقليم خلال الساعات المقبلة. وشهدت محافظة كركوك أول من أمس، حظرا للتجول ليلا مع تصاعد التوتر بسبب الاستفتاء.
خطأ جسيم اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، بالخيانة لقراره تنظيم الاستفتاء على انفصال الإقليم دون الإصغاء إلى موقف أنقرة. وذكر أردوغان أمس في خطاب أدلى به أثناء حفل افتتاح العام الأكاديمي، أن أنقرة كانت تتوقع حتى آخر لحظة ألا يرتكب بارزاني هذا الخطأ، غير أن هذه التوقعات لم تتحقق. وكان أردوغان هدد أول من أمس بإغلاق خط أنابيب ينقل النفط من شمال العراق إلى العالم الخارجي، الأمر الذي أدى إلى رفع أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها في عامين. ومن جانبها، واصلت شخصيات سياسية وعسكرية إيرانية توجيه الانتقادات للاستفتاء في إقليم كردستان العراق، واصفة المشروع بأنه «مؤامرة». وأكد قياديون إيرانيون أن طهران ترفض تحرك الأقليات بالمنطقة للمطالبة بالاستقلال، كما حذروا من «تبعات أمنية» على حدود كردستان. يأتي ذلك فيما أعربت الجامعة العربية أمس، عن أسفها لما أسمته «إصرار» الأكراد على إجراء استفتاء انفصال الإقليم الكردي عن العراق، رغم مساع عربية ودولية مكثفة للحيلولة دون تفاقم الأوضاع. وجدّد الأمين العام للجامعة، أحمد أبوالغيط، في بيان صدر أمس، الدعوة للعراقيين ل «نبذ الفرقة وفتح حوار شامل بضمانات عربية ودولية حول كافة الموضوعات الخلافية، تفاديا لأي صدام محتمل».
خيبة أمل واشنطن فيما أعلنت الولاياتالمتحدة أنها أصيبت ب «خيبة أمل عميقة» بسبب الاستفتاء على الاستقلال الذي أجراه إقليم كردستان العراق أول من أمس، مؤكدة أن هذا الاستفتاء «سيزيد من انعدام الاستقرار والمصاعب» في الإقليم خاصة في ظل الحرب ضد داعش، قالت مصادر إن من الرهانات التي يعتمد عليها بارزاني في منع بغداد من القيام بعمل عسكري ضده هو وجود التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة كطرف ثالث في العلاقة بين القوات الكردية والقوات العراقية التابعة لحكومة العبادي. وخلال السنوات الثلاث الماضية، قام التحالف بإنشاء غرفة علميات مشتركة ثلاثية مع بغداد وأربيل لقيادة الحرب على تنظيم داعش ورغم أن حدة هذه الحرب قد تراجعت بعد هزيمة التنظيم في مدن الموصل وتلعفر وباتجاه الحويجة من الجهة الشمالية ومناطق غرب العراق ألا أن مسؤولين في الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يرأسه بارزاني يرون أن انسحاب التحالف الدولي من العراق وإنهاء مهمته قد تحتاج إلى سنوات كثيرة ولذلك هو سيضمن عدم وقوع أي مواجهة عسكرية بين حكومة كردستان وحكومة العبادي. آثار العقوبات المتوقعة عدم تمكن الإقليم من بيع النفط التوقف عن دفع رواتب الموظفين وقوع اضطرابات اقتصادية واسعة تخفيض امتيازات أعضاء حزب بارزاني انشقاق العديد من أعضاء الحزب خروج أحزاب كردية أخرى على فكرة الاستقلال