فيما بدأت القوات العراقية معركتها لاستعادة مدينة الحويجة ثاني أكبر مدن محافظة كركوك من قبضة تنظيم داعش، قال مراقبون إن معركة الحويجة، تثير مخاوف حقيقية حول مستقبل محافظة كركوك لأن استعادة الحويجة ستؤدي إلى تقسيم المحافظة بين نفوذين أو قوتين: قوات عراقية تابعة لبغداد تتمركز في الحويجة بعد استعادتها وقوات كردية تتمركز في بقية محافظة كركوك وبالتحديد في ثلاثة مدن هي كركوك والدبس وداقوق. وحسب المراقبين فإن العملية العسكرية العراقية لاستعادة الحويجة تتزامن مع تفاقم الخلاف السياسي بين حكومة بغداد وسلطات إقليم كردستان برئاسة مسعود بارزاني حول استفتاء الانفصال لأكراد العراق المقرر بعد أيام قليلة. ولا يستبعد سياسيون عراقيون، تقسيم محافظة كركوك إلى محافظتين هما كركوك والحويجة، باعتباره أحد الخيارات المطروحة في مداولات القوى السياسية الرئيسية في العراق لتفادي استمرار الخلاف بين بغداد وأربيل، وتجنب سيناريو عمل عسكري بين الطرفين في ظل وجود مناخ عام في أن تبقى كركوك موحدة ومدينة تعايش بين المكونات وقد تصبح إقليما بذاتها. سير العمليات كانت الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي، قد استبعدت أي دور لقوات البيشمركة الكردية من أي دور ميداني في دعم الهجوم على الحويجة، على اعتبار أن القوات العراقية لم تسلك ممرات الدخول إلى المدينة من جنوب وغرب كركوك، وبالتحديد من مناطق طوزخرماتو وداقوق والزاب الصغير، وهي مناطق تقع تحت سيطرت القوات الكردية، بل اختارت طريقاً أطول وأصعب وهو استعادة مناطق الساحل الشرقي للشرقاط، الواقعة في محافظة صلاح الدين، شمال العراق لتكون مرحلتها الأولى في العملية العسكرية لاستعادة الحويجة،حيث يمثل الساحل الشرقي للشرقاط، أحد أهم قواعد تنظيم داعش التي يستخدمها الإرهابيون في شن الهجمات ضد القوات العراقية في المدن القريبة في بيجي و تكريت و مناطق جنوب مدينة الموصل. وحسب المراقبين فإن استعادة شرق الشرقاط له أهمية عسكرية استراتيجية باتجاهين: إنهاء تهديدات داعش في مناطق مثلث ثلاث محافظات هي نينوى وصلاح الدين وكركوك، كما أن استعادتها يسمح باندفاع القوات العراقية إلى الحويجة في غضون 48 أو 72 ساعة. نهاية الأرهاب تتوقع الحكومة العراقية أن تسهم معركة استعادة الحويجة في إنهاء تنظيم داعش في مناطق شمال البلاد بشكل نهائي، على أن تسمح هذه الخطوة لاحقاً في تأمين الطرق الخارجية الرابطة بين المحافظات الشمالية العراقية التي تبدأ من محافظة ديالى مرورا بصلاح الدين وكركوك، وصولاً إلى نينوى على الحدود العراقية مع تركيا وسورية. وقالت مصادر مهمة في وزارة الدفاع العراقية في تصريحات إلى «الوطن»، إن استعادة الحويجة يشكل عملاً استخباراتياً مهماً للغاية، لأن قيادات بارزة في داعش موجودة في هذا القضاء الذي كان دائماً يشكل أحد أهم معاقل الإرهابيين في العراق حتى قبل يونيو العام 2014، عندما احتلها داعش ولذلك استعادة القضاء هو ضربة عنيفة لمجموعات التنظيم الإرهابي داخل مساحة واسعة من الأراضي العراقية. أسباب المخاوف تتزامن مع الخلاف حول استفتاء انفصال إقليم كردستان وجود قوات عراقية تابعة لبغداد تتمركز في الحويجة تمركز قوات كردية في بقية محافظة كركوك توقعات بإمكانية مواجهة عسكرية بين الجانبين