أفصح مصدر رفيع المستوى عن مخطط قطري لتشكيل تجمعات قبلية موالية للدوحة داخل الحدود اليمنية المحاذية للسعودية، مبينا أن هذا المخطط تم عبر تشكيل لجنة قطرية سميت حينها ب«لجنة إعمار صعدة». وقال إن هذه اللجنة وهمية، كما ثبت تلقي عدد من وجهاء القبائل أموالا قطرية لشراء أسلحة وتخزينها في منازلهم، تمهيدا للانطلاق نحو الحدود السعودية، واستهداف مراكز المراقبة ومدن الحد الجنوبي. كشف مصدر رفيع المستوى، تصدي قوات التحالف العربي لمخطط قطري يهدف إلى تشكيل تجمعات قبلية موالية لها داخل الحدود اليمنية المحاذية للسعودية، وذلك عقب ثبوت تورط عدد من وجهاء قبائل الحدود اليمنية في تلقي أموال قطرية، لشراء مختلف أنواع الأسلحة وتخزينها في منازلهم، وجعل تلك المنازل نقطة لانطلاق ميليشيات التمرد الحوثي وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح نحو الحدود السعودية، واستهداف مراكز المراقبة ومدن الحد الجنوبي. دعم القاعدة أكد المصدر في تصريحات إلى «الوطن»، أن نشاط قطر المشبوه في محافظات صعدة والجوف ومأرب اليمنية المحاذية للحدود الجنوبية للمملكة، تمثل في تقديم الدعم المالي لأعضاء من تنظيم القاعدة في تلك المناطق، مستغلة الموقع الجغرافي الحيوي لسكان تلك القيادات بالقرب من الحدود في تسهيل عمليات هروب واستقبال الإرهابيين، وتمكينهم من الالتحاق بالجماعات المسلحة جنوب اليمن، وتأمين السيولة المالية لشراء متفجرات وأسلحة، فضلا عن قيام مندوبين من قطر بتوزيع استمارة شروط التحاق أبناء قبائل الحدود اليمنية للتدريب والعمل في صفوف الجيش القطري. تمكين الحوثيين أضاف المصدر، أن قطر انتقلت بدعمها الحوثيين في صعدة، من أن تكون طوق النجاة لهم عقب سيطرة الجيش اليمني على المحافظة في الحرب الرابعة، ووصول أمير قطر السابق حمد بن خليفة إلى صنعاء للتوسط بين طرفي النزاع، إلى تعزيز بسط نفوذ الميليشيات على كامل صعدة ومديرية حرف سفيان أهم منطقة عسكرية في محافظة عمران، مبينا أن هذا المخطط تم خلال تشكيل لجنة قطرية سميت حينها ب«لجنة إعمار صعدة»، والتي لم تعد بناء منازل الأسر المنكوبة بقدر ما كانت وسيلة قطر الرسمية، تم بموجبها تنفيذ أجندة إيرانية لبسط نفوذها على كل أرجاء هذه المحافظة ذات الموقع الإستراتيجي، إذ بدأت تظهر جوازات السفر القطرية لمشايخ وأعيان من محافظة صعدة، بعد أن حصلوا على الجنسية القطرية، ثم ظهور الآليات العسكرية الحديثة يقودها مقاتلو الحوثي التي أمّنتها لهم قطر. التصدي للمؤامرة أوضح المصدر، أنه ومنذ بدء عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل اللتين أطلقهما التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، صورت طائرات خاصة أعمالا مشبوهة في منازل بعض وجهاء صعدة، الساكنين بالقرب من الحدود السعودية في جازانونجران والربوعة، وسجلت بالفيديو دخول كميات كبيرة من الأسلحة إلى منازل هؤلاء الأعيان، وتخزينها في مستودعات خصصت لذلك، كذلك خروج مجموعات من تلك المنازل الحدودية والتوجه نحو الحدود بمحاذاة نجرانوجازان والربوعة في ظهران الجنوب، واستهداف الرقابات السعودية ومرابطي الحد الجنوبي. ولفت المصدر إلى أن الأجهزة المختصة اكتشفت بعد ذلك أن بعض هؤلاء المشايخ يحمل الجنسية القطرية، رغم أنهم كانوا يتحدثون عن تأييدهم عاصفة الحزم، داعيا قبائل الحدود اليمنية الموازية للحدود السعودية الجنوبية، إلى تجنب الدخول في تحالفات مشبوهة مع أي دولة تعتزم الإضرار بالحدود السعودية، والتوقف عن تقديم أي دعم لانقلابيي اليمن، مشيدا في الوقت نفسه بالموقف الأصيل لعدد كبير من مشايخ قبائل الحدود اليمنية الذين يؤيدون تدخل التحالف العربي، ويثقون في المواقف الإنسانية النبيلة للمملكة مع الشعب اليمني، والتصدي للمد الفارسي الإيراني وميليشياتهم الحوثية وحلفائها.