لا أعلم ما هو السبب الذي ساعد على انتشار الشيلات بهذه السرعة في أوساط المجتمع السعودي، على الرغم من أن غالبية كلماتها عنصرية وتثير المجتمع وتنشر التفرقة بين أطيافه، ولا تحتوي على أي معنى يفيد المستمع، حتى لو أراد شخص ما تصنيف الشيلات فلن يجد لها مكانا بين الفنون، لأنها بلا فن وبلا مهارة، ولم نجن منها سوى إحياء الجاهلية التي تخلصنا منها خلال العقود الماضية. هناك شريحة كبيرة من الناس تسمع الشيلات بحجة أن الأغاني محرمة رغم أن أدوات العزف الموجودة بالشيلات هي نفسها مستخدمة بالأغاني، وحتى في مناسبات الزواج طغت الشيلات التي تبث الفرقة العنصرية على الأغاني، هناك فئة تسمى الباحثون عن المديح، حيث إن دورهم لا يتعدى الاتفاق مع بعض الشعراء والشباب ذوي الأصوات الجميلة للتعاون في تسجيل بعض الشيلات وإهدائها لشخصيات معينة في المجتمع بغرض التودد لهم والتقرب منهم في بادرة تدل على ضعف تفكيرهم، لا أحد ينكر أن هناك موجة من العنصرية القبلية تقودها الشيلات تؤجج المراهقين بالقصائد الحماسية وقد يقع مالا يحمد عقباه، القبيلة أصبحت هي السند لذلك المراهق وتم إلغاء الوطنية بداخله وهذا خطأ فادح، نحتاج الوحدة والتكاتف كمواطنين تحت راية الوطن جميعا لكي لا يجد علينا الأعداء أي مدخل.