استضافت اثنينية رجل الأعمال الأستاذ حمود الذييب الأسبوع الماضي الشاعر والمنشد مهنا العتيبي، الذي أثرى الأمسية بقصائده الشعرية الوطنية والغزلية، بحضور عدد من الشعراء والمثقفين، والذين ناقشوا أثر الشيلات والقصائد الشعبية على اللحمة الوطنية داخل المجتمع السعودي. في البداية تحدث الشاعر مهنا العتيبي عن الفرق بين الشيلة والأغنية من حيث الانتشار والتأثير الجماهيري، مشيراً إلى أن فن الشيلات بدا مؤثراً للغاية في الفترة الأخيرة، معللاً ذلك بأن أصحاب هذا الفن درجوا على اختيار الكلمات الأقرب والأسهل في قصائدهم على أذن المستمع، مبيناً أن الشيلة يقدم موروثاً ثرياً ويخرج من فطرة المؤدي بعكس الأغنية التي تحتاج إلى كثير من الإعداد والتدريبات قبل الأداء، لافتاً إلى إن فن الشيلات أصبح جاذباً لكثير من المطربين الذين بدؤون بالتحول بالفعل إلى تقديم الشيلات في مقابل الأغنية. أما عن أثرها الوطني، فيبين الشاعر مهنا أن طبيعة الشيلات حماسية بكلماتها القوية والباعثة على الفخر والاعتزاز بالوطن والقيم المجتمعية والأخلاقية، وذلك بعكس الأغنية التي وإن كانت تقدم مشاعر الوطنية من خلال كلماتها، إلا إن الشيلة تظل أقرب للمتلقي العادي وأكبر تأثيراً. وقال إن الشيلة بدون إيقاع تمنح المستمع فرصة أكبر للتركيز في الكلمات والاستمتاع بما تحمله من معانٍ، مفيدأ أن لديه 12 ديواناً قدمها لجمهوره بدون إيقاع. وأشار الإعلامي مناحي الحصان إلى فكرة إدراج اللحن في فن الشيلة، لافتاً إلى أن الشيلات كانت تلقى بدون موسيقى، مما يعني أن هناك من الجمهور تعود على الاستماع إليها بدون إضافة موسيقى وألحان. وحول ذلك عقب الأستاذ فهد الصالح، مشيراً إلى أن الأذن تطرب إلى صوت المنشد أكثر مما تطرب من النغم. أما عن أصل الشيلات فيقول الصالح: أصل الشيلات يرجع إلى فن العرضة النجدية، والتي كانت تثير الحماس واللحمة خاصة في مواقف الحروب والمواجهات. وأضاف: «ذلك فلا عجب أن نجد الشيلة تؤثر في وجدان المتلقي، مضيفة إلى حسه الوطني». وزاد: «الشيلة يألفها المستمع بعكس الأغنية التي يمل المستمع من تكرارها». وسأل الدكتور عبدالله المغلوث عن أهم الرسائل أو الموضوعات التي يناقشها فن الشيلات، حيث أجاب الشاعر مهنا العتيبي بقوله إن الرسائل كثيرة، أهمها الوطني والاجتماعي، وكذلك هناك الشيلات التي تعمل على حل المشكلات المجتمعية أو فض النزاعات، وليس أدل على ذلك من الشيلات التي تحث على عتق الرقاب من القصاص والتنازل عن حق الدم لوجه الله تعالى. وأجاب العتيبي في رده على اتهام الزميل سعود الشيباني، بأن منشدي الشيلات معظم ألحانهم مسروقة، مما يعني أنها مكررة، كما أن الكلمات التي يرددونها في كثير من شيلاتهم تكرس للعنصرية، مبيناً أن مغنيي الشيلات يتغنون بالقبيلة وأمجادها وقيمها، دون عنصرية وتجريح للآخرين. وأما بالنسبة للألحان فيقول العتيبي: «أرى أن الألحان موثقة ويتم حفظها ومعاقبة المتعدي عليها». في نهاية الأمسية تفضل الأستاذ حمود الذييب بتقديم درع التكريم لضيف الاثنينية الشاعر والمنشد مهنا العتيبي، بعد أن أثرى الأمسية بعدد من قصائده وشيلاته التي تنوعت بين الوطني والغزلي والاجتماعي.