انتقدت مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية، في تقرير إخباري، الانتخابات الرئاسية الماضية، كونها لم تتطرق إطلاقا إلى التدخل الأميركي في أفغانستان، مشيرة إلى أن الأخيرة لو لم تكن مهمة في المشهد الأميركي لما قرر الرئيس حينها تجنيد المئات من القوات الخاصة لدعم الحكومة الأفغانية في مهامها الأمنية ضد العمليات الإرهابية التي تواجهها. وأكد التقرير أنه خلال ال 15 عاما الماضية خصصت الولاياتالمتحدة مئات المليارات من خزينتها، وخسرت آلاف الأرواح من جنودها من أجل السيطرة على تمرد حركة طالبان المتطرفة، وهزيمة تنظيم القاعدة وداعش في البلاد، فضلا عن التكاليف المترتبة على تدريب القوات الأمنية الأفغانية، مشيرا إلى أن إجمالي الحصيلة قدر ب 2392 قتيلا من القوات الأميركية، وإصابة الآلاف وخسارة 70 مليار دولار من أجل تمكين الجيش الأفغاني والشرطة المحلية للدفاع عن بلادهم بأنفسهم. وأعقب التقرير بالقول "إنه من الضروري أن يقوم الرئيس الجديد دونالد ترمب بمناقشة هذه القضية مع مستشاريه الأمنيين من أجل الوصول إلى مراجعات شاملة حول سياسة واشنطن في أفغانستان". ولفت التقرير إلى وجود 5 أخطاء يجب أن تطرح حول إدارة ترمب المقبلة، وهي: تفاقم مدة الحرب الأفغانية والتكلفة العالية المترتبة عليها، وجدوى القضاء على الحركات المتطرفة، ومحدودية آثار المواجهات الجوية، فضلا عن فساد هيئات إعادة إعمار البلاد. أطول الحروب تاريخيا وحسب التقرير فإن الفترة التي ستحتاج فيها الحكومة الأفغانية للاعتماد بشكل كلي على الولاياتالمتحدة، حيث إن الحرب الأفغانية التي استمرت 15 عاما وما زالت، تعتبر من أطول الحروب التي مرت بها الولاياتالمتحدة على مر تاريخها، مقارنة مع الحروب العالمية، والحرب الأهلية الأميركية، وحرب الخليج، وحرب العراق. وأضاف التقرير "وفقا للمفتش العام المختص بإعادة إعمار أفغانستان، فإن مجلس النواب الأميركي منح الحكومة في كابل أكثر من 115 مليار دولار كإجمالي مساعدات منذ عام 2002 ، بالإضافة إلى أكثر من 50 مليار دولار خصصت لصناديق الجيش والشرطة الأفغانية منذ عام 2009 ، فضلا عن سماح مجلس النواب بتقديم 4.2 مليارات دولار إضافية لقوات الأمن الأفغانية، وتشجيع أوباما لترمب بمواصلة تمويل الأفغانيين بمبالغ مشابهة حتى عام 2020 على الأقل. استفادة التنظيمات المتطرفة تطرق التقرير إلى القضية الثالثة، وهي حول جدوى التدريبات والعمليات التي تشنها واشنطن في أفغانستان، حيث إن إجمالي قتلى الجيش الأفغاني خلال الأشهر ال 8 الأولى من هذا العام بلغ أكثر من 5500 جندي وضابط، وهو لا يشمل ال 10 آلاف الذين أصيبوا في الحرب، في وقت يحاول فيه المستشارون الأميركيون تقليل نقاط التفتيش المنتشرة في أرجاء البلاد، واستبدالها بوحدات أمنية متنقلة، الأمر الذي أعطى فرصة كبيرة لطالبان كي تزيد من عملياتها الإرهابية ضد القوات الحكومية في أي وقت تشاء. الفساد والصلاحيات من جانبه، أكد التقرير أن القضية الرابعة تتمحور حول إعطاء صلاحيات أوسع للطيارين الأميركيين، لاستهداف أماكن تمركز المتطرفين، بعكس ما كان مسموحا لهم في السابق، وهي المواجهات على الأرض. وخلص التقرير إلى أن المشكلة الخامسة تتلخص حول إعادة تقييم هيئة التفتيش العامة لإعادة إعمار أفغانستان، حيث إنها تواجه انتقادات حول سوء استغلالها للموارد المالية، فضلا عن سياستها البيروقراطية التي ينتج عنها وصول النفقات التشغيلية لها أكثر من 327 مليون دولار من نشأتها في عام