في وقت بدأ تطبيق نظام منع الرعي في محمية الغضا بمحافظة عنيزة، الذي أعلنته مديرية الزراعة بالمحافظة مطلع محرم الجاري، تذمر عدد من أصحاب المواشي من هذا الإجراء. منع تام أوضح المواطن هاني السليم أن القرار تضرر منه صغار مربي المواشي، مؤكدا أنه لم يأخذ حقه من الدراسة؛ معتبراً أن المنع التام للرعي بحد ذاته خطر يهدد مناطق الغضا والأعشاب، مشيرا إلى أن قرار المنع لم يشمل التصدي للمهددات الحقيقية للغطاء النباتي كالدبابات والسيارات؛ كما لم يتضمن القرار إيضاحاً لمدة المنع أو فتراته. فيما استغرب المواطن خالد العتيبي، المنع بهذه الصيغة، قائلا "إن هنالك مهددات رئيسية للنبات تم تغافلها، كالتخييم وما يتطلبه من احتطاب، إضافة للمهرجانات الشبابية التي تقام خلالها فعاليات التحدي والتطعيس وما يصاحبها من تجمع وتجمهر". اعتماد استراتيجية اقترح عضو جمعية آفاق خضراء البيئية عبدالعزيز العقيّل اعتماد الاستراتيجية الوطنية للمراعي، وذلك لتحقيق الموازنة الطبيعية التي يحدد فيها أعداد الحيوانات لتتناسب مع قدرة المراعي الإنتاجية؛ مشيراً إلى أهمية التشجيع على أسلوب التربية المكثفة داخل الحظائر خصوصاً فترات بداية الربيع وأوقات نمو النباتات المعمرة. ودعا إلى تنظيم الرعي والاحتطاب؛ وإنشاء مناطق حماية طويلة وقصيرة؛ إضافة إلى دعم الأعلاف واستحداث أساليب تنمية للغطاء النباتي طبيعياً وعملياً بواسطة مشاريع تنموية وتطوعية. تحسين الغطاء النباتي أشار أخصائي المراعي المهندس عبده الشريف، إلى أن منع الرعي سيساعد على تحسين الغطاء النباتي الرعوي كما ونوعا، وسيعود بالفائدة على مربي الثروة الحيوانية عند فتح الموقع للرعي، محذرا من منع الرعي التام، مطالباً بأن يكون المنع لفترة محدودة ومن ثم فتح الموقع وفق ضوابط. وأكد على أن جزءا كبيرا من تدهور الغطاء النباتي في حمى الغضا راجع لدخول سيارات المتنزهين العشوائي، داعياً إلى قفل جزء منه ومنع التنزه فيه لمدة خمس سنوات على الأقل. وحذر الشريف من الآثار العكسية للحماية الطويلة، فالحماية تؤدي إلى تحسن وزيادة في الإنتاجية وعودة النباتات الجيدة رعويا إلى المناطق المحمية، ولكن بعد عدة سنوات من الحماية تصل الإنتاجية إلى ذروتها، وبعد ذلك يحدث هبوط في الإنتاجية، وبالتالي لا تعود هناك ضرورة للحماية. وقال "إن المراعي في معظم مناطق المملكة متدهورة ولا تفي بنحو 20% من احتياجات الثروة الحيوانية من الأعلاف، ومعظم هذه الاحتياجات تأتي من النباتات الحولية التي تنمو في موسم الربيع إن هطلت الأمطار".
مؤشرات لتدهور النبات من جهته أوضح مدير شؤون الزراعة بالقصيم سلمان الصوينع، أن خلال 10 سنوات ماضية تم تقييم منطقة المراعي، وهناك مؤشرات واضحة تشير إلى تدهور الكثير من المواقع التي تنمو فيها شجيرات الغضا والأرطى والرمث، ومن أسباب ذلك الرعي الجائر، إضافة إلى الاحتطاب على الشجيرات، كما أن الإبل من المسببات الرئيسية في تكسير الأفرع، وكذلك في قضم الأهداب أثناء مواسم التزهير. وبين أن الحاجة كانت ملحة لإعداد خطة عاجلة لتأهيل المناطق المتدهورة وزراعتها بالشتلات، ومنع الرعي فيها مدة تسمح بإعادة وتنمية الغطاء النباتي بهذه المناطق حسب ما تضمنه نظام المراعي والغابات، وهناك مواقع في منطقة المراعي دمرت تماما وتم إعادة استزراعها العام الماضي. وأضاف أن قرار المنع محدد بفترة محددة بخمس سنوات قابلة للتجديد، مشيرا إلى أنه يتوقع من خلال المنع زيادة جديدة في النمو.
منع سباق السيارات أكد الصوينع أنه تم منع فعاليات سباق السيارات داخل متنزهات الغضا، ووضع سياج مخصص لأصحاب مخيمات الدراجات النارية بموجب تنظيم معين يمارسون هواياتهم داخل هذا المسيج، وفي حال الخروج من المواقع المخصصة هناك لجنة المتنزهات يمثلها أعضاء من (الزراعة والأمن والإمارة والبلدية)، ويتم معاقبة صاحب مخيم الدراجات النارية وحجز الدبابات لحين نهاية الموسم حسب العقد المتفق معهم. وأشار إلى أن ما تم منعه يشكل نسبة 25% تقريبا من مساحة المراعي، وهناك موقع مسموح لأصحاب الماشية الرعي فيها جنوب أبراج الضغط العالي بطريق الخرماء وعلى مساحات كبيرة جدا، ويمكن للمربين الاستفادة منها حاليا.