أكد وكيل وزارة الزراعة لشؤون الزراعة المهندس محمد الشيحة، أن بعض المتنزهين في الروضات تسببوا في تدهور الغطاء النباتي وتوسع ظاهرة التصحر، مشيراً إلى أن وزارة الزراعة وعدداً من الجهات الحكومية تبذل جهوداً كبيرة لحماية الغطاء النباتي في المتنزهات الطبيعية وإعادة تأهيل بعض المواقع المتدهورة، وتنظيف المتنزهات الملوثة. وقال الشيحة في تصريح أمس: «بعض مرتادي الروضات يلوثونها بما يتركونه من مخلّفات صناعية تتلف النباتات، إلى جانب تسببهم في انضغاط التربة بإدخال سياراتهم إلى أعماق الروضات، وإشعال النيران في وسطها»، لافتاً إلى أن هذه التصرفات أدّت إلى تدهور الغطاء النباتي وتقلصه وانخفاض إنتاجيته، وانقراض عدد من الأنواع النباتية والحياة البرية، وتوسع ظاهرة التصحر وزحف الرمال والزوابع الرملية والترابية، الأمر الذي هدّد بالفعل الدور الاقتصادي والاجتماعي والبيئي لهذه الموارد. وأضاف أن الغطاء النباتي في فياض وروضات وأودية وشعاب المناطق الصحراوية تواجه تحديات كبيرة بسبب موجات الجفاف، وسوء الاستغلال عن طريق الرعي الجائر بواسطة الإبل والأغنام التي تتكاثر أعدادها موسعةً الهوة بين حاجات الثروة الحيوانية وبين الإنتاجية المتناقصة للمراعي التي تزيد تدهوراً يوماً بعد يوم، وكذلك الاحتطاب الجائر. وتطرق إلى أن وزارة الزراعة وعدداً من الجهات الحكومية تبذل جهوداً كبيرة لحماية الغطاء النباتي الطبيعي والمتنزهات الطبيعية من التدهور والقطع والحرائق والتلوث، منها تأمين حراسة لعدد من المواقع الرعوية، وتسييج وتبتير عدد من الفياض والروضات الحساسة ذات الغطاء النباتي الجيد لحمايتها من التعديات ومن دخول السيارات، مثل روضات وفياض: خريم، والتنهات، ونورة، والخفس، والخرارة، والمحلية، والنظيم، والشوكي، والشمس والشميسة، وسمحان. وأكد أن وزارة الزراعة تعمل على إعادة تأهيل بعض المواقع المتدهورة، وتنظيف المتنزهات الملوثة، وتشمل هذه العملية سنوياً نحو 50 موقعاً من ضمنها الروضات والفياض، فضلاً عن التعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في عمل دراسة لمسح وتقويم ومتابعة الغطاء النباتي الطبيعي الرعوي والغابي عن طريق الأقمار الاصطناعيّة. وكشف عن سعي وزارة الزراعة لتنفيذ حملة توعوية واسعة خلال الأشهر المقبلة، من أجل المحافظة على الغطاء النباتي، وترسيخ حبه في نفوس الجميع خصوصاً الصغار، بالتعاون مع المؤسسات التربوية والجهات الحكومية ذات العلاقة والمجتمعات المحلية والقطاع الخاص، فضلاً عما تنفذه من برامج إعلاميّة، ونشرات وملصقات ولوحات إرشادية توضح أنواع النباتات الموجودة في بعض الروضات والفياض وتحث على المحافظة على الغطاء النباتي. وتشهد منطقة الرياض مع نهاية فترة الاختبارات حركة نشطة من الراغبين في التنزه في الروضات والفياض. وتتمتع منطقة الرياض التي تعد ثاني أكبر مناطق المملكة مساحةً بعد المنطقة الشرقية، بوجود ما يزيد على 100 روضة، موزعة في ربوعها التي يحدها من الشمال عروق الدهناء ونفوذ الثويرات، ومن الشرق عروق الدهناء، ومن الجنوب الربع الخالي، ومن الغرب حرات الحجاز، وتختلف هذه الروضات في مسمياتها، ومظاهرها الطبيعية ومساحتها، بيد أن معظمها انقرض بسبب عوامل الطبيعة أو الاستخدام السيئ من مرتادي البراري، وهو ما جعل وزارة الزراعة بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة تعدّ لها الخطط الإستراتيجية لحمايتها من الهلاك. وتتميز الروضات والفياض في منطقة الرياض، بأشجار ونباتات بعضها يتحمل البيئة القاسية من شدة الحرارة والبرودة وقلة المطر، والآخر ينبت إبان فصل الربيع بعد هطول الأمطار، في حين استعان الأجداد في الماضي بهذه النباتات في تدبير أمور حياتهم اليومية، ورعي أنعامهم. وينبت في مواسم مختلفة بهذه الروضات أكثر من 45 نوعاً من النباتات الرعوية والحولية، ومن أبرز الروضات التي توليها وزارة الزراعة اهتماماً «روضة السبلة»، التي تقع في الشمال الشرقي من محافظة الزلفي (24 كيلو متراً جنوب غرب نفوذ الثويرات) وتعد من أهم المناطق التي تتنوع فيها النباتات الرعوية مثل: السدر، والعوشج، والرمث، إضافة إلى النباتات الحولية، وتستقبل في رحابها عدداً من وديان جبل طويق.