يعتبر مركز ابحاث تنمية المراعي والثروة الحيوانية بالجوف من المراكز ذات الاختصاص الدقيق حيث ينحصر عملها في المجال البيئي والغطاء النباتي الرعوي والثروة الحيوانية القائمة على الرعي من ابل واغنام. وهو مؤسسة نموذجية مكتملة والاول من نوعه بمنطقة الشرق الاوسط وقد بدأ هذا المشروع عام 1402ه الموافق 1982م بالتعاون بين وزارة الزراعة والمياه ومنظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة. اقسام المركز وقد اوضح مدير المركز عيسى الصلال ان المركز يضم حاليا ستة اقسام رئيسية هي: ادارة المراعي، بيئة المراعي، صيانة التربة، الانتاج الحيواني والصحة الحيوانية، ادارة الموقع، الشؤون الاداية والمالية. بالاضافة إلى وحدة لنقل الاجنة في الاغنام انشئت بالتعاون مع ادارة الثروة الحيوانية وقد تم انشاء مجمع متكامل بمقر المركز يشمل المكاتب والمختبرات للتحاليل النباتية وتحليل المياه بالاضافة الى معمل لتشخيص امراض الحيوان ويحتوي المركز ايضا على ثلاث مزارع لابحاث الانتاج الحيواني ومزرعتين للابل والاغنام بالمقر الرئيسي ومحطة فرعية لتربية الاغنام بطبرجل كما توجد اربع مسيجات كبيرة في كل من التمريات بمنطقة الجوف ومعيلة بمنطقة عرعر ووادي فجر بمنطقة تبوك وهي عبارة عن محخطات لابحاث تنمية المراعي يتبع المركز ايضا محطة لاكثار بذور المراعي في بسيطة بالاضافة الى 10 مسيجات اخرى صغيرة لرصد التغيرات البيئية للمراعي موزعة على المناطق الرعوية المختلفة ومزارع لانتاج الاعلاف وتجارب خاصة بالشجيرات الرعوية. ومنذ تأسيس المركز تم اجراء العديد من الدراسات والابحاث التي شملت مسوحات شاملة عن المراعي والثروة الحيوانية والاحوال الاقتصادية والاجتماعية لسكان البادية لتوفير قاعدة اساسية من المعلومات عن حالة الموارد وطرق استغلالها ونظم الانتاج والتحولات الاقتصادية والاجتماعية. كما تم اجراء دراسات مكثفة بمحطات تنمية المراعي حول استعادة الاراضي الصحراوية لقدرتها في انبات الاعشاب المفيدة للحيوان وذلك باستخدام وسائل وتقنيات تحسين المراعي كالحمى والمعاملات الزراعية والبذر الصناعي وحصار المياه وايضا اجراء الدراسات عن انظمة الرعي وانواع الحيوانات المناسبة لاستغلال المراعي والكفاءة الغذائية لنبات المراعي. الابحاث ويقوم المركز ايضا باجراء الابحاث على الشجيرات العلفية المروية كمصدر لتغذية الحيوان ولاغراض حماية البيئة واكثار بذور نباتات المراعي لاغراض تحسين المراعي والمحافظة على الاصول الوراثية للنباتات المحلية. وقد تم حصر وتقييم الموارد الرعوية بالمنطقة الشمالية واظهرت نتائج المسوحات الرعوية ودراسات رصد المراعي ان هناك تدهورا كبيرا في حالة المراعي بسبب الضغط الرعوي المستمر وانجراف التربة وعوامل التصحر حيث اختفت الكثير من النباتات ذات الاهمية الرعوية وانخفض الغطاء النباتي للمعمرات في بعض المواقع الى اقل من 1 بالمائة مما ادى الى الاعتماد المتزايد للبادية على الشعير كما تم تصنيف المجتمعات النباتية السائدة وانواع المراعي. كما اجريت دراسات تحسين المراعي وتنمية الغطاء النباتي واعطت الدراسات الخاصة باحياء وتحسين المراعي المتدهورة باستخدام وسائل وتقنيات مختلفة وبتطبيق المعاملات الزراعية والبذر الصناعي ومع الحماية يمكن رفع انتاجية المراعي في الاودية من 50 كجم للهكتار تحت الظروف المتدهورة الى حوالي 1050 كجم في السنوات العادية. اضافة الى دراسة المراعي واستغلال المراعي حيث اظهرت نتائج دراسات الرعي بالاغنام على المراعي المحسنة ضرورة تقديم علائق اضافية في فصل الشتاء والفترات الحرجة حيث لايمكن الاعتماد كليا على المراعي لتلبية احتياجات الاغنام اكثر من ثمانية اشهر حتى في السنوات الجيدة اما الابل فهي اكثر كفاءة في استغلال الشجيرات الصحراوية من الاغنام وهي اقل ضررا على النباتات في رعيها من الاغنام. كما اظهرت ابحاث الشجيرات العلفية المروية نتائج اولية مبشرة جدا حيث تراوح انتاج الشجيرات العلفية من المادة الجافة بين 3.3 طن للهكتار في السنة الاولى الى 6.6 طن للهكتار بعد سنتين من تاريخ الزراعة بكميات من الري لاتزيد عن 4 الاف متر مكعب في السنة ويمكن استخدام المياه المالحة لزراعة الشجيرات العلفية كما تصلح زراعتها في الاراضي عالية الملوحة وقليلة الخصوبة. اضافة الى اكثار بذور النباتات الرعوية حيث تمت زراعة 48 نوعا من النباتات المحلية بلغت طاقتها الانتاجية ستة اطنان من البذور سنويا. كما تم تقييم انتاجية السلالات المحلية للابل حيث اظهرت السجلات للانواع الرئيسية للابل بالمملكة (المجاهيم المغاتير الصفر الحمر) ان متوسط انتاج الناقة من الحليب تحت ظروف التربية المحسنة يبلغ حوالي 3635 كجم خلال موسم الحلابة الذي يستمر حوالي 14 شهرا في المتوسط وقد تم تسجيل 6312 كجم كأعلى رقم للانتاج في الموسم و18 كجم حليب في اليوم مما يؤكد ان الابل يمكن ان تلعب دورا هاما في مجال الالبان خاصة انها اكثر ملائمة للمناخ الجاف. كما اظهرت المقننات الغذائية للابل حيث اجريت التجارب على عدة مستويات من العلائق المركزة الى العليقة المالئة وقد اظهرت النتائج ان تركيز الطاقة في العالق اذا زادت عن 2.5 ميجا كالورى في كل كجم مادة جافة تؤدي الى السمنة المفرطة في النوق لذلك فان نسبة العليقة المركزة لنوق التربية وانتاج الحليب يفضل ان لاتزيد عن 30 بالمائة الا في حالات التسمين ايضا تم اجراء بعض التجارب على بعض البدائل العلفية مثل استخدام الترمس الاسترالي كمصدر للبروتين والتبن المعامل ليوريا لرفع القيمة الغذائية. كما اجريت تجارب على تصنيع منتجات حليب الابل حيث يعتبر المركز من الرواد في هذا المجال فقد اجريت عدة تجارب مختبرية لمعرفة خواص تصنيع حليب الابل وقد امكن تصنيع جميع منتجات الحليب من جبن وزبدة وزبادي من حليب الابل. بالاضافة الى التربية المكثفة للاغنام والماعز حيث تم تنفيذ برامج لتقييم السلالات المحلية للاغنام والماعز واجراء الدراسات لتحسين مردود الاغنام تحت نظام التربية المكثفة. مسح شامل كما تم انجاز مسح شامل للمراعي شمال المملكة حيث تم تحديد ثلاثة مواقع حتى الان هي الخنفة على طريق تبوك وتبعد حوالي 350 كم عن سكاكا ووادي فجر الذي يبعد عن سكاكا 300 كم والتطبيق الذي يبعد عن سكاكا ما يقارب 140 كم وجميعها بمساحة اجمالية تبلغ اكثر من 30 الف كيلو متر مربع. ويجرى حاليا مسح شامل لسلالات الابل المحلية اذ تتكون من 4 الوان رئيسية اي بنسبة 92 في المائة من العدد الكلي للابل هي الاملح والاوضح والاصفر والاحمر اما بقية الالوان فهي تشمل 8 في المائة تقريبا من القطيع المحلي. وتحسين مستوى الخصوبة في الابل والزيادة في عدد المواليد من خلال تقنيات التلقيح المبكر والفطام المبكر وهذا مكن من اختصار الفترة الفاصلة بين ولادتين من سنتين الى 16 شهرا. بينت مقارنة انتاجية الاغنام المحلية مع الاصناف المستوردة اهمية التحسين الوراثي لهذه السلالات المحلية بواسطة الانتخاب للمحافظة على صفات التأقلم كما ادى تهجين الاصناف المحلية من الاغنام والماعز بسلالات مستوردة الى الزيادة في نسبة التوائم كما تحسن معدل نمو الحيوانات المعدة للتسمين بنسبة 35 الى 50 في المائة. توسع ويسعى المركز حاليا لتوسيع نشاطاته لتشمل وحدة لابحاث الزيتون تعنى بتقييم آفاق زراعة الزيتون في شمال المملكة وتحديد الاصناف المثلي المناسبة لظروف المملكة والتي تتوافر بها اعلى نسبة من الزيت مع القدرة على مقاومة الظروف المناخية والامراض والافات.