أوضح المحلل السياسي، الباحث في الشأن الإيراني، حسن راضي الأحوازي ل"الوطن"، أن طهران لديها مراحل وقتية متعددة، تسعى من خلالها للسيطرة على المنطقة العربية قدر الإمكان. مشيرا إلى أن المطامع الفارسية تظهر كمشاريع توسعية، منذ بدايات القرن الماضي، عندما احتل رضا خان البهلوي إمارات الأحواز العربية، وهي إمارات القواسم، والعبادلة، والبوعلي، والمرازيق، والمنصور، والمحمرة، التي تطل جميعها على الضفة الشرقية للخليج العربي، كما احتلت عام 1971 جزر الإمارات العربية الثلاث، طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى. خطط التوظيف أضاف الأحوازي "بعد سقوط نظام بهلوي عام 1979، لم تسقط الأطماع الإيرانية، بل استمرت تحت غطاء وشعارات أخرى، حيث تبنى الخميني بعد سيطرته على السلطة سياسة تصدير الثورة إلى الدول العربية عبر أدوات عديدة، وذلك بعد فشل طهران في تصدير الثورة عبر حرب الثماني سنوات التي شنتها على العراق"، لافتا إلى أن طهران ترسم خطة خمسينية لتصدير الثورة، للتمكن من بسط نفوذها على الدول العربية. وأضاف الأحوازي "إيران خططت لتنفيذ مشاريعها استنادا على عدد من الركائز، هي التوغل عبر الحكومات الموالية لها، مرورا بتحريك العلماء ورجال الدين في تلك البلدان ضد حكوماتهم، لإصدار بيانات مناهضة ومعادية للدولة، وانتهاء ببناء الحسينيات وامتلاك العقارات، وتأسيس خلايا نائمة وأحزاب سرية، مشيرا إلى أن هنالك العديد من التوظيفات الأخرى التي تستغلها طهران لشراء الذمم والولاءات إليها، مثل توفير المنح الدراسية للطلاب العرب، وبناء المستشفيات والمدارس، فضلا عن توظيفها لوسائل إعلامية منتشرة في أقطار العالم العربي. اتحاد المواجهة شدد الأحوازي على ضرورة مواجهة المشاريع الفارسية من خلال الوحدة العربية المشتركة، وتوظيف كل الإمكانات التي تتمتع بها الدول العربية لمجابهة العدوان الإيراني، على غرار منطقة الأحواز، وبلوشستان ومناطق الشعوب غير الفارسية الأخرى، مؤكدا أن لدى طهران نقاط ضعف كثيرة، منها أنها بلد غير متماسك داخليا، وتضم خمسة شعوب تناضل من أجل التحرر من التحكم الفارسي القمعي ضدها، وهي عرب الأحواز، والبلوش، والتركمان، والترك، والأكراد، في حين ينهش الفساد والبطالة والإدمان على المخدرات، المجتمع الإيراني، بسبب الفساد الإداري والأخلاقي، ناهيك عن الحصار والعزلة الدولية التي تحاصر البلاد بسبب ظلمها وإرهابها.