لعله لا توجد قضية عربية منسية مثل قضية إقليم الأحواز العربي (أو دولة الأحواز كما يفضل العرب هناك تسميتها) الذي كانت تقوم فيه إمارة عربية غنية وواسعة ولكنه سقط ضحية لعبة المصالح الدولية ليكون هدية تقدم لإيران مقابل امتيازات نفط وتحالفات سياسية. كما أنه لا يوجد في التاريخ إلا قليل من الشعوب التي نجحت في الحفاظ على هويتها تحت الاحتلال، والتصميم على مطلب الاستقلال، رغم ضئالة الدعم الدولي لها، كما فعل الشعب العربي الأحوازي الذي رفض حتى الآن الاندماج في الدولة الإيرانية ولا يزال يطالب بتعداده الذي يبلغ 10 ملايين عربي بدولته المستقلة على الساحل الشرقي للخليج العربي. «المدينة» حاولت تسليط الضوء على هذه الدولة المنسية وهذا الشعب الذي يرزح منذ أكثر من 80 عامًا تحت الاحتلال مقاومًا تضييقًا مستمرًا وحملات تهجير وتفقير. ونبدأ بالإشارة إلى أن المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم) تستعد لتنظيم انتفاضة في إبريل المقبل ضد ما تصفه بالاحتلال الإيرانيلإقليم الأحواز العربي والذي حولت إيران اسمه من عربسستان إلى خوزسستان بعد احتلالها الإقليم عام 1925 وبعد حكم عربي مستقل للإقليم استمر 500 عام. وتجرى الدعوة للمظاهرات عبر شبكة الإنترنت وعبر جولة يقوم بها نشطاء من عرب الإقليم في العواصم الأوربية والعربية بهدف إيصال رسالة إلى وسائل الإعلام العربية والعالمية حول المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان الإقليم، وأغلبهم من المذهب السني، تحت الحكم الإيراني إلى درجة عدم القدرة على الافصاح عن مذهبهم حيث يعاقب القانون الإيراني من يخرج عن المذهب الشيعي بالإعدام باعتباره كافرًا ويعادي الله ورسوله. وأوضح عادل السويدي مسؤول المكتب الإعلامي للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز ( حزم) وناصر أحمد عضو منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان بالأحواز ل " المدينة" أن 87% من اقتصاد إيران مرتبط بصورة أساسية بإقليم الأحواز، التي يوجد فيه ما بين 90 % إلى 85% من إنتاج النفط الإيرانى، و 78% من الغاز الإيراني. كما أن الإقليم هو المصدر الرئيسي للمياه العذبة في إيران، ويضم الإقليم كل المفاعلات النووية الإيرانية وخصوصًا مفاعل بوشهر وهو محور تمركز القوات المسلحة الإيرانية. وأرجع السويدي اختيار شهر ابريل موعدا للثورة الجديدة لعرب الأحواز ضد الاحتلال الإيراني إلى أن هذا التوقيت يشهد احتفالات الفرس بعيد النيروز وفيه تنظم السلطات الإيرانية مسيرات للمواطنين الفرس لزيارة الإقليم لاغرائهم بالاستيطان فيه ومزاحمة سكانه الأصليين من العرب، وكشف السويدي عن مخطط إيراني لتهجير عرب الأحواز، حيث أوضحت وثيقة مسربة من مكتب الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي عمل الحكومة على تهجير مليون ونصف المليون من عرب الأحواز سنويا لإفراغها من العرب خلال عدة سنوات وهي الوثيقة التي أدت إلى قيام انتفاضة عارمة في الأحواز عام 2005 بين السكان العرب. وقال السويدي: إن عرب الأحواز لايتمتعون في إيران لا بحقوق سياسية ولا حتى بحقوق إنسان، كاشفا عن أن عرب الأحواز لايحق لهم بناء المساجد أو المنازل ولايشاركون في العمل السياسي أو الادارة المحلية، مطالبًا بمساواتهم على الأقل بيهود إيران الذين يقدر عددهم ما بين 20 22 ألف يهودي ويمثلون في البرلمان ب 12 نائب في حين يمثل الأحواز 11 نائبًا فقط. من جهته يقول ناصر أحمد عضو منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان بالأحواز: إن الإقليم يعيش حالة من الاضطهاد الديني لا مثيل لها حيث يمنع الانتقال من المذهب الشيعي إلى المذهب السنى، وهناك ما يقرب من مليون أحوازي انتقلوا من المذهب الشيعي إلى المذهب السني ولكنهم لايجاهرون بذلك خوفا من الاعدام،كما يمنع على الأحوازي التحدث باللغة العربية أو التفقه في الدين أو أعتلاء المنابر. وقال عادل السويدي: إن الأحوازيين نفذوا 15 انتفاضة ضد الاحتلال الإيراني رغم التعتيم الإعلامي وجهل الشعوب العربية بقضيتهم ويخططون لمظاهرات عارمة في ابريل للاستفادة من زخم الثورات العربية. وأوضح أن السلطات الإيرانية تعتمد سياسة منهجية للقتل والاعدام المنظم للتحرريين الأحوازيين، مقدرا عدد عرب الأحواز الذين تم إعدامهم منذ العام 2005 بأكثر من 270 مواطن أحوازي، 72 منهم أعدموا بتاريخ 13 /6 /2007 في انتفاضة شهدها الإقليم عام 2007. وكشف السويدي عن وثيقة أبطحي المنسوبة إلى محمد أبطحي الذي كان يعمل مديرًا لمكتب الرئيس الأسبق محمد خاتمي الذي يعتبر أكثر الرؤساء الإيرانيين انتفتاحًا وتسامحًا، وقال إن الوثيقة تتضمن خطة من عدة نقاط أبرزها اتخاذ التدابير الضرورية لخفض السكان العرب في خوزستان (الاسم الفارسي للأحواز) لصالح الناطقين بالفارسية لتصبح النسبة أحوازي واحد مقابل ثلاثة من الفرس والقوميات الأخرى بنهاية عام 2008 وتشجيع القوميات الأخرى خصوصًا الأذرية على الهجرة إلى محافظة خوستان وتقديم أقصى التسهيلات لهم. وتهجير الشريحة المتعلمة من الأحواز إلى المحافظات الإيرانية الأخرى وخصوصًا طهران وأصفهان وتبريز وعدم السماح لها بالعودة إلى الإقليم وإزالة جميع المظاهر الدالة على وجود العرب الأحواز وتغيير ما تبقى من أسماء عربية للقرى والمحلات والمناطق والشوارع. وحدد مسؤول الإعلام بمنظمة “حزم” عددًا من مطالب الشعب العربي في الأحواز لأشقائهم العرب تتمثل في استقبال العواصم العربية وفود من الأحواز ومنحهم الفرصة لمحاورة النخب العربية والسماح للوفود بالتواجد في وسائل الإعلام العربي حتى يتعرف الشارع العربي على مأساة أشقائه في الأحواز وحقوقهم المهدرة، مؤكدًا على ضرورة الانفتاح المصري والسعودي على شعب الأحواز وتبني هذه القضية المشروعة وخاصة أن تقرير المصير من مبادئ حقوق الإنسان العالمية، والأحوازيون يريدون تقرير مصيرهم واختيار دولتهم وعقيدتهم الدينية وهي المذهب السني. ---------------------- عساكرة: نعاني من التمييز كعرب منذ الولادة.. ومطلبنا الأساسي دولة مستقلة أكد عباس عساكرة الكعبي نائب رئيس اللجنة المركزية للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز "حزم" أن المطلب الرئيسي لسكان إقليم الأحواز العرب هو التحرر من الاحتلال الإيراني مشددًا في حوار هاتفي مع "المدينة" على أهمية عدم تصغير قضية العرب في الأحواز لتكون مجرد مطالب بحقوق معيشية: * ما هي الصعوبات التي يواجهها العربي الأحوازي في حياته اليومية في ظل السيطرة الإيرانية؟ - الصعوبات تبدأ بمجرد الخروج من باب المنزل، فهناك نظرة فارسية عنصرية ترى أن الإيرانيين عرق آري يفوق ما حوله من أعراق وأجناس، ففي التعامل اليومي يبدأ التمييز العنصري ضد العرب من قبل الفرس، ويمتد هذا التمييز العنصري إلى الأطفال الذين يجدونه في أول يوم مع دخولهم إلى المدرسة حيث يمنع عليهم تعلم اللغة العربية أو التحدث بها أو حتى الإشارة إلى أصولهم العربية. * ويتعلمون اللغة الفارسية بدلًا عن العربية؟ - في الحقيقة هم غالبًا لا يتعلمون هذه ولا تلك، فهم يتحدثون العربية كلغة محكية بين أسرهم وأقرانهم وفي أحيائهم، لكنهم لا يتقنونها كلغة من حيث القواعد والنحو والصرف، في حين تبدأ المدارس بتعليمهم قواعد اللغة الإيرانية وقرائتها وكتابتها بينما هم لا يعرفون اللغة الإيرانية من الأصل، حتى إن معلمي الصفوف الابتدائية في الأحواز يشتكون من أنهم مضطرون لتعليم الطلاب العرب اللغة الإيرانية وقراءتها وكتابتها في وقت واحد، حيث إنك لا يمكن أن تعلم طالبا قراءة وكتابة لغة لا يعرفها. والمشكلة أن هذا الوضع القائم يدفع كثيرا من العرب الأحوازيين لترك الدراسة بسبب عد قدرتهم على التعلم بلغة لا يعرفونها، وبالتالي ينحصر مستقبلهم بأن يكونوا عمالا بسطاء وفي مهن متواضعة، وهو ما يزيد من النظرة العنصرية التي يعانونها. * هل تعني أن لا أحد يتعلم في الأحواز؟ -هناك من يستطيعون إكمال تعليمهم، ولكن هؤلاء يواجهون صعوبة شديدة في التوظيف، وبعد التوظيف يتم تجاهلهم بشكل كامل في حالات الترقية أو الوظائف الحساسة، سواء في مختلف مدن إيران أو في إقليم الأحواز نفسه حيث يتم إسناد الوظائف الهامة للفرس فقط، حتى إنه في مدن مثل أصفهان ويزد يتم توزيع استمارات على المحلات التجارية لتعرض أمام المتسوقين، وعلى أي شخص ملء هذه الاستمارة ليتم توظيفه فورا في الأحواز بينما تمنع الوظائف على أبناء الإقليم. * هل التمييز واضح إلى هذه الدرجة؟ -هو أوضح من ذلك، ويبدأ عند ولادة المواطن العربي في الأحواز، فالشعب الوحيد الذي يلزم باختيار أسماء مواليده من قوائم معدة مسبقا هو الشعب العربي الأحوازي، وهذه القوائم لا تحوي أي أسماء عربية سوى بضعة أسماء شيعية محدودة، أما بقيتها فهي أسماء فارسية، أما الأسماء العربية من قبيل خالد، وليد، عمر، وغيرها فهي ممنوعة. * وأنتم تطلبون إنهاء هذا التمييز؟ - لا أود تصغير قضية الشعب العربي الأحوازي بهذا الشكل، نحن نريد التحرر من الاحتلال وإنشاء دولتنا المستقلة، وبمجرد انتهاء الاحتلال سينتهي هذا التمييز بكافة أشكاله، فلا يمكن أن نوافق على العيش في دولة تمنعنا من التكلم بلغتنا العربية حتى لو كان حديثنا في صالح القضايا التي تدعي إيران دعمها لها. * هل هناك حوادث توثق ما تتحدث عنه - بالتأكيد، فقد كان هناك عضو في البرلمان عن إقليم الأحواز وهو عربي واسمه جاسم شديد زاده التميمي، وقد ألقى خطبة لدعم الفلسطينيين باللغة العربية في العام 2007، وكانت ردة فعل السلطات هي تجميد عضويته في البرلمان فورا، ووضعه تحت الإقامة الجبرية منذ ذلك الوقت وحتى الآن وفقط بتهمة التحدث باللغة العربية. * نعلم بأن إقليم الأحواز يحتوي على معظم احتياطي النفط والغاز في إيران، فهل لكم نصيب من عائدات النفط - نصيبنا الدخان والسموم، أما من حيث العائد المادي فلا نصيب لنا بل لا يوجد نصيب نهائيا، فحتى العمل في المجال النفطي ممنوع علينا ومحصور في المهن البسيطة التي لا يمكن أن تؤثر على صناعة النفط، وليس النفط فقط ما يسلب من الإقليم بل الغاز أيضا والكثير من المعادن، وفوق كل ذلك الماء. * يجففون الأنهار كما أعرف؟ - نعم يجففون الأنهار ويحولون مسارها لتسقي أصفهان وطهران وغيرها ويتركون الإقليم دون ماء، وكل ذلك ضمن مخطط واسع لتهجير السكان، فالزراعة هي مصدر الدخل الرئيسي وتجفيف المياه يقتلها ويجبر السكان على الرحيل من المنطقة، بل حتى الأنهار التي لم يستطيعوا تجفيفها يعمدون إلى تلويثها عبر ما يدعى بمشروع قصب السكر الوطني، وهو مشروع أقر حتى نواب في البرلمان الإيراني أنه مشروع خاسر. * هل هناك أي اعتراف بكم كحركة تحرر؟ - كان هناك اعتراف بنا في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وهناك أسسنا جيش التحرير الأحوازي الذي شارك بفاعلية خلال الحرب العراقية الإيرانية، كما اعترف بنا الزعيم العربي جمال عبدالناصر، وفي فترة من الفترات اعترفت سوريا بحقيقة أن إقليمنا واقع تحت الاحتلال وكان ضمن المنهج الدراسي قبل أن يتم إلغاؤه. * ولكن هذا ليس اعترافًا حقيقيًا، هل تعترف بكم المعارضة الإيرانية؟ - إن كنت تعني المعارضة الفارسية فهي ربما مساوية في عنصريتها أو أشد من الحكومة فيما يخص العرب، أما بقية حركات التحرر داخل إيران مثل الحركات الأذرية التركية أو الكردية أو البلوشية أو التركمانية فهي تعترف بنا. * وفي العالم الغربي؟ - يتم ذكرنا في تقارير مجلس حقوق الانسان وفي التقرير الأمريكي السنوي لحقوق الإنسان كما تم استدعائي سابقا للبرلمان البريطاني لتقديم قضية الشعب العربي الأحوازي أمام النواب * ولكن كل ما ذكرته لا يعد اعترافًا، فعلى ماذا تعتمدون لدعم قضيتكم - نحن نعتمد على الله أولًا، وعلى الشرفاء من الأمتين العربية والإسلامية في دعمنا، كما أننا نعتمد على الشعب العربي الأحوازي الذي يرفض نهائيا الاعتراف بسلطة الدولة الإيرانية الفارسية أو الاندماج فيها * هل هناك ما يثبت هذا الادعاء؟ - في تقرير للمسؤوليين السياسيين والأمنيين في إيران، نشرته فصليّة الدراسات الإستراتيجية، وردت النتائج التالية لعملية استطلاع للرأي العام الأحوازي، وهي: مدى تفضيل عرب الأحواز الحياة في إيران، النسبة = 3.47%. مدى استعدادهم للدفاع عن إيران في حال تعرّضها لهجوم أجنبي، النسبة = 3.6%. مدى تقبّلهم لإيران كوطن النسبة = 3.45%. الرغبة في التزاوج مع غير العرب، النسبة = 1.22%. الرغبة في التجاور مع غير العرب، النسبة = 1.64%. الرغبة في إقامة علاقات اجتماعية مع غير العرب، النسبة = 1.3%. الرغبة في مشاركة غير العرب في المواطنة، النسبة = 1.55%. الرغبة في التزامل مع غير العرب، النسبة = 1.65%. الرغبة في العيش في مناطق غير عربية داخل إيران، النسبة = 1.81%. وتدل هذه النتائج حتمًا على رفض الشعب الأحوازي للوجود الإيراني على أرضه. ---------------------- أهم الثورات في تاريخ الأحواز ثورة الغلمان بدأت مقاومة الأحواز بعد مرور ثلاثة أشهر فقط على احتلال الأحواز الذي تم بتاريخ 20 نيسان ابريل في العام 1925 حيث وقف بوجه سياسة التفريس جنود الشيخ خزعل وحرسه الخاص، وقاموا بثورة سميت باِسم «ثورة الغلمان» في 22 يوليو 1925 وفي هذه الثورة هرب أفراد من الجيش الإيراني إلى الكويت وسيطر الثوار على مدينة المحمرة لعدة أيام. ثم قصفتهم مدفعية الجيش الإيراني بلا رحمة وحاكمت فارس عددًا كبيرًا من الثوار وأعدمت العشرات دون محاكمة. في العام نفسه، تجمع الثوار الأحوازيين في جزيرة "شلحة" في "شط العرب" بهدف الهجوم على الأحواز واستعادتها، إلا أنه بطلب الحاكم العسكري الإيراني في الأحواز، هاجمت القوات البريطانية هذا التجمّع وقضت عليه. ثورة الحويزة عام 1928 ثار محيي الدين الزئبق رئيس عشائر الشرفة، والذي شكل حكومة دامت ستة أشهر، وحاصر الجيش الإيراني مدينة الحويزة ومنع وصول المؤن إليها ثم هاجمها فقمع واخمد تلك الثورة انتفاضة بني طرف (الأولى) عام 1936 أعلنت قبائل بني طرف (طي) رفضها للاِحتلال الفارسي، ورأى رضا شاه في هذه الاِنتفاضة تمردًا عليه فسير جيشه إلى مدينة الخفاجية وأطرافها وقضى على تلك الحركة المسلحة الشعبية وتم أسر العديد من الرموز الوطنية وأعدم منهم ستة عشر رمزًا وطنيًا ورئيسًا من رؤساء القبائل وأمر بدفنهم وهم أحياء. انتفاضة عشيرة كعب في العام 1940 قامت هذه العشيرة العربية باِنتفاضتها الشعبية المسلحة بقيادة زعيمها الشيخ حيدر الكعبي، وذلك في منطقة الميناو على نهر دبيس، وتمكنت من إزالة الحاميات الفارسية والسيطرة على ثكناتها في المنطقة، ولم تتمكن السلطات الفارسية من القضاء عليها إلا بعد الهجوم العسكري عنيف وتم اعتقال الشيخ حيدر الكعبي ورفاقه وأعدامهم جميعا في قلعة - سهر الشهداء-. انتفاضة الغجرية عام 1943 تزعم هذه الثورة الشيخ جاسب بن الشيخ خزعل الكعبي وقام بتحريض بعض القبائل العربية والاِتفاق مع بعض رؤساء العشائر الأحوازية على إعلان الاِنتفاضة، وتمكن المنتفضون من قتل العديد من الجنود والضباط الفرس، وإسقاط إحدى الطائرات الفارسية الحربية. انتفاضة بني طرف (الثانية) عام 1945 امتدت شراراة هذه الاِنتفاضة إلى القبائل العربية، ولاسيما بنو سالة وبنو لام والشرفة والمحيسن منهم، وسيطرت العشائر الثائرة على جميع القرى والمخافر والمدن المنتشرة في مناطقها، ودامت هذه الاِنتفاضة بضعة أشهر، فسيرت لها الحكومة الفارسية جيشًا كبيرًا واجه مقاومة شديدة فأرسلت الحكومة الفارسية طائرات مقاتلة قامت بقصف القرى وتجمعات العشائر وعند تغلب القوات النظامية وسلاح الجو الفارسي على المنتفضين قامت بترحيل 1500 منهم إلى شمال فارس، مشيًا على الأقدام تحت تهديد السلاح، ومات أكثرهم في الطريق بسبب الإعدام العشوائي والجوع والإنهاك والتعب والبرد، ولم يصل منهم إلى طهران سوى حوالي الأربعين مواطنًا أحوازيًا وزعتهم السلطات الإيرانية على القرى النائية. اِنتفاضة الشيخ مذخور الكعبي عام 1946 اِنتفض الشيخ مذخور الكعبي وأنصاره ورفاقه خلال العام 1946 على إثر المجزرة التي ارتكبها الفرس في ثورة بني طرف وقامت مجاميع هذا الشيخ الجليل بمهاجمة الحامية الفارسية، وقامت قوات النظام الفارسي بقمع هذه الاِنتفاضة. اِنتفاضة عشيرة النصار في العام 1946 شهد الشعب العربي الأحوازي تحركًا شعبيًا على خلفية الرفض التام للاِحتلال مما دفع عشيرة آل نصار للاِنتفاض وقد استطاعت القوات الفارسية وبدعم عسكري بريطاني، إفشال هذه الاِنتفاضة من التمدد إلى كل المناطق الأحوازية بمسارعتها في تشديد وتيرة القمع والاِضطهاد وتنفيذ إجراءات الإعدام الميدانية السريعة. اِنتفاضة الشيخ يونس العاصي عام 1949 اِنفضت جموع أحوازية كثيرة في منطقة البسيتين والخفاجية وذلك تحت قيادة الشيخ يونس العاصي الذي اِستطاع الاِستقلال عن السيطرة العسكرية الفارسية مثلما تمكن من جباية الضرائب باسمه، لكن الحكومة الفارسية أجهضت هذه الاِنتفاضة وشنت حملة قمع عنيفة رافقتها عمليات إعدام واسعة، وهو الأمر الذي دعا الشيخ يونس العاصي للاِنسحاب إلى العراق. ثورة المحمرة بعد 30 عامًا من آخر الانتفاضات قامت "ثورة المحمّرة" عام 1979 حينما انتفض الأحوازي في وجه نظام الشاه، ومن خلال سيطرته على آبار النفط المنتشرة في الإقليم، تمكّن من شلّ العجلة الاقتصادية الإيرانية، الأمر الذي أدّى بدوره إلى التعجيل في إسقاط نظام الشاه. وبعد الإطاحة بنظام حكم البهلويين عام 1979، استغل الشعب العربي الأحوازي فرصة سقوط نظام الشاه في إيران، فانطلق لتأسيس مؤسساته إلا أن ردّة فعل النظام الإيراني الجديد بقيادة الخميني تلخصت في مداهمة جميع هذه المراكز وقتل المتواجدين فيها أو اعتقالهم، كما ارتكب الجنرال "احمد مدني" – الذي كان وزيرًا للدفاع مجزرة بمدينة المحمّرة وعبادان راح ضحيّتها أكثر من 500 قتيل. ثورة 1985 فجّرت الجماهير الأحوازية انتفاضة عارمة استمرت 3 أيام عام 1985، قوبلت بالقمع والاستخدام المفرط للقوّة من قبل نظام حكم الخميني. "انتفاضة نيسان الأحوازية" بعد ما وصل التعامل العنصري إلى حد تنفيذ سياسات التطهير العرقي جاءت انتفاضة 15 نيسان 2005 التي فجرها الشعب الأحوازي تعبيرًا عن رفضه واستيائه لاستمرار الاحتلال وخططه العنصرية وإعلانًا لبدء مرحلة جديدة من النضال الأحوازي متمثلة في المقاومة الشعبية بكافة أساليبها بما فيها الكفاح المسلح وقد سقط خلال هذه الانتفاضة مئات من الشهداء والجرحى وآلاف المعتقلين. ---------------------- الأحواز تبلغ مساحة الأحواز 324 ألف كيلو متر مربع. يحدها من الغرب العراق، ومن الجنوب الغربي الخليج العربي والجزيرة العربية، ومن الشمال والشرق والجنوب الشرقي جبال زاجروس التي تفصلها عن إيران. يبلغ تعداد سكان الأحواز ثمانية ملايين عربي. الأحواز غنية بالبترول، الغاز الطبيعي، الزراعة، الأنهار. احتلتها حكومة إيران عام 1925 يرجع وجود العرب في منطقة حوض كارون (الأحواز) الى زمن تاريخي سحيق، وهم يكونون الى يومنا هذا الأغلبية الساحقة المطلقة فيه. والحقيقة الراسخة هي أن الأحواز (عربستان) وطن عربي، وان عروبتها لم تكن وليدة ظرف تاريخي طارئ، وإنما هي أمر ثابت في أعماق التاريخ يعود في أصوله الى جذور ماض عريق في عروبته. والتاريخ القديم يؤكد أن عرب الأحواز ظلوا أسياد ساحل الخليج العربي، وأن الفرس وملوكهم لم يتمكنوا أبدا من التقدم نحو البحر، وأنهم تحملوا صابرين على مضض بقاء هذا الساحل ملكا للعرب، ولعل أكبر دليل على ذلك هو ما جاء به سير بيرسي سايكس أحد المهتمين بدراسة تاريخ فارس، حيث قال “ليس هناك شيء يوضح تأثير العوامل الطبيعية في ميول الناس وسلوكهم أكثر من النفور والكره اللذين يظهرهما الفرس دائما نحو البحر الذي تفصلهم عنه حواجز جبلية شاهقة”. وكانت الأحواز دائما جزءًا من الخلافة العربية الإسلامية وبقيت كذلك حتى انهيار الدولة العباسية في بغداد على يد المغول، ولما ضعف المغول، تحررت الأحواز واستقلت على يد محمد بن فلاح، وهو من أرومة عربية تعود الى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام الذي تمكن بمساعدة بعض القبائل العربية من تأسيس إمارة عربية في الأحواز وكانت عاصمتها مدينة الحويزة، حيث سميت بإمارة المشعشعين العربية، واستطاعت هذه الإمارة إبعاد الأحواز عن النفوذ العثماني والفارسي بكل جدارة، حتى انتهى حكمها سنة 1724م. وتأسست بعد ذلك في الأحواز إمارات عدة ومنها إمارة كعب البوناصر(1690م)، وإمارة كعب البوكاسب (1832م)، وإمارة القواسم، وإمارة المنصور، وإمارة البوعلي، وإمارة المرازيق، وإمارة بنو حماد، وإمارة العبادلة، وهي جميعها إمارات عربية. ونجحت هذه الإمارات في حفظ استقلال الأحواز ولم يخضعوا لا للسيادة الفارسية ولا للسيادة العثمانية كما لم يعترفوا بمعاهدة أرض روم الثانية عام1847م، التي هدفت إلى وضع حد للنزاع الفارسي العثماني وتقسيم الحصص بينهما في الأحواز والعراق، وبذلت عدة محاولات لتسوية هذا النزاع، وكان آخرها عقد مؤتمر في أرض روم بين الدولتين العثمانية والفارسية بتوسط كل من بريطانيا وروسيا القيصرية، وقد تمخض هذا المؤتمر عن عقد معاهدة تنص على أن تعترف الحكومة العثمانية بصورة رسمية بسيادة الحكومة الفارسية على مدينة المحمرة ومينائها وجزيرة خضر (وهي أرض أحوازية). وقد لجأ الفرس فور تصديق هذه المعاهدة إلى أساليب مباشرة وغير مباشرة للسيطرة على الأحواز، وعندما فشلوا أصدر ناصر الدين شاه القاجاري (شاه فارس) مرسوما ملكيا يعترف بالاستقلال الذاتي للاحواز. وبهذا بقيت الأحواز مستقلة تحت حكم شيخ يدعى الحاج جابر حتى العام عام 1881م، ليتولى الحكم بعده ابنه الشيخ مزعل، وخلال حكم هذا الأخير بدأت بريطانيا تحاول الدخول إلى إقليم الأحواز عن طريق فتح نهر كارون للملاحة التجارية ودخلت الأحواز عهدا جديدا في تاريخ العلاقات الدولية تحت إشراف بريطاني مباشر وفي عام 1890م تأسست قنصلية بريطانية لهذا الغرض في الأحواز. وانتهى حكم الشيخ مزعل بتعرضه للاغتيال ليتولى الإمارة أخوه الشيخ خزعل (1897م - 1925م)، وقد شهدت فترة حكمه عددًا كبيرًا من الأحداث المهمة، بدأت بتفجر النفط في الأحواز عام 1908م مما أدى إلى التكالب الفارسي والبريطاني والغربي على مد يد السيطرة عليها وتوسيع النفوذ الاستعماري فيها، ونشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914م حيث كان موقع إمارة الأحواز الاستراتيجي خطيرا إبانها. وأخيرا انهيار الحكم القاجاري في فارس (إيران) وقيام الحكم البهلوي مكانه، وهو الحكم الذي غزا الأحواز (عربستان) واحتلها في عام 1925. ---------------------- “الأحواز” تطالب بالمقعد ال 23 .. والجامعة مشغولة ب “الأوضاع وخليفة موسى” منذ أغسطس 2009 ولا يزال الاحوازيون ينتظرون رد أمانة الجامعة العربية على مذكرة رفعها الوفد الوطني العربي الاحوازي لأمانة الجامعة باعتبار الاحواز الدولة العضو رقم 23 في الجامعة. وتضمنت الوثيقة الاسانيد التى تؤكد عروبة الاحواز وأنها ظلت حتى عام 1925 دولة عربية مستقلة باسم ( عربستان) وأن ايران لم تعترض أو تتحفظ على كونها دولة عربية يحكمها حاكم عربى حتى عام 1925. واشتملت الوثيقة على سرد ممارسات ايران بحق دولة الاحواز التى تخالف المواثيق الدولية التى تنظم أمور الدول الواقعة تحت الاحتلال. وطالب الوفد الاحوازى الجامعة بالاعتراف بدولة الاحواز ورفض ممارسات الاحتلال الايرانى ومنحها مقعداً بالجامعة لكى تتمكن من تدعيم موقفها القانونى ومطالبها المشروعة في المحافل العربية والاقليمية والدولية. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التى يتقدم فيها الاحوازيون بطلب الدعم والمؤازرة من الجامعة لقضيتهم، فقد سبق أن تقدم رؤساء عشائر عربستان إلى الامانة العامة للجامعة في السابع من فبراير عام 1946 بمذكرة ضمنوها جزءاً من تاريخ دولتهم التى تتمتع منذ أكثر من 120 عاماً بحكم ذاتي ليس فيه للفرس سوى السلطة الاسمية الممثلة بمندوب عام ترسانة طهران الذى لا مكتب له داخل قطر عربستان إلى أن تمكن شاه ايران السابق رضا شاه بهما من أسر أمير عربستان الشيخ خزعل أمير المحمرة وتوابعها حيث قتل خنقاً عام 1936 لتفرض ايران منذ ذلك الحين احتلالاً عسكرياً لسكان عربستان. وتختم المذكرة بالتالى : باسم القومية العربية وباسم التآخي العربي نستنجد العون من الجامعة العربية والعرب لمؤازرة اخوان لهم في التاريخ واللغة والتقاليد ملحين على أن يأخذ اخواننا العرب ممثلو الجامعة العربية وضعنا الراهن بنظر العطف والاهتمام قبل القضاء علينا كلياً .. ومن الله نرجو أن يأخذ بيدكم جميعاً لما فيه الخير لهذه الأمة. “المدينة” حاولت الحصول على رد أو تعليق بوضح موقف الجامعة من المطلب " الاحوازي" إلا أن أكثر من مصدر تساءل عن المذكرة ولمن قدمت ؟ ومتى؟ وكيف؟ ولسان حال المصادر: الجامعة مشغولة بالاوضاع فى اليمن وليبيا والبحرين ومصر وخليفة الامين العام للجامعة .. ولا وقت الآن ل “الاحواز”. وعلمت “المدينة” أن مسؤولاً رفيعاً في الجامعة العربية على صلة وثيقة بالملف ويبدي تفهماً كبيراً لمطالب الاحوازيين في دولتهم العربية المستقلة إلا أنه يتخوف من مجرد استقبال وفودهم داخل الجامعة ويفضل الالتقاء بهم خارجها.. وعلى المستوى الرسمي لا يوجد لديه رد سوى أن الجامعة ليست معنية كثيراً بالقضية في الوقت الحالي. ---------------------- خبراء: “الأحواز” قضية عادلة تحتاج الدعم دعا خبراء استراتيجيون إلى ضرورة إحياء قضية الأحواز الدولة العربية التى احتلتها إيران، وقال الخبير الاستراتيجى الدكتور سعد الزنط مدير مركز الدراسات الاستراتيجية وأخلاقيات الاتصال إن قضية عرب الأحواز يجب دعمها عربيا وعلى كل المستويات الرسمية والشعبية والنخبوية لا سيما أنها قضية مرتبطة بحقوق مشروعة للشعب الأحوازي. وأضاف الزنط أن الأحواز العربية المحتلة لم تغب عن المفكر العربى ولكن هناك جهل وعدم معرفة بأبعاد القضية مشددا على ضرورة أن تتصدر قضية الأحواز الاهتمامات الاستراتيجية العربية في الفترة القادمة لعدالة قضية مواطني الأحواز باعتبارهم أصحاب دولة احتلتها إيران وتحاول محوها من التاريخ ومن ذاكرة العرب والعالم. من ناحيته قال الكاتب الصحفى والمحلل العسكرى في مؤسسة أخبار اليوم أحمد السرساوي هناك عدة مجالات يمكن للعرب الدفع بها لدعم عرب الأحواز مثل أن تخاطب منظمات الأحواز الجامعة العربية بهدف قبول منظمة “حزم” كمراقب بالجامعة العربية، وأيضا دعم الأحوازيين في إنشاء فضائية وتعريف الشعوب العربية بقضيتهم العادلة.