لم تكف فترة ال15 عاما التي قضتها القوات الأميركية داخل أفغانستان للقضاء على تنظيم القاعدة، إذ أشارت قيادات في الجيش الأميركي إلى أن التنظيم عاد من جديد، ليزاحم تنظيمي داعش وطالبان، وسط مخاوف من تحالف التنظيمات الثلاثة. مخاوف غربية تحالف التنظيمات الثلاثة شن هجمات خلال الربيع التنسيق مع طالبان باكستان تزايد العنف ضد المدنيين عاد تنظيم القاعدة إلى أفغانستان لينضم إلى طالبان وداعش في الجهاد، أبرز ثلاث جماعات إرهابية في العالم موجودة في ساحة عنف واحدة، وتجر الغرب مرة أخرى إلى صراع دموي كان يسعى للتخلص منه بشكل نهائي. وقالت صحيفة إندنبندنت البريطانية إنه رغم مرور 15 سنة من إعلان الرئيس جورج بوش حربه على الإرهاب، لتدمير تنظيم القاعدة في أفغانستان، فإن التنظيم عاد للانتشار في ذلك البلد. وكان مسؤولون أميركيون ينكرون في السابق صحة تقارير تتحدث عن زيادة حضور تنظيم القاعدة، لكن ذلك تغير أخيرا باعتراف نائب قائد القوات الأميركية في أفغانستان، الجنرال جيف بوكانان، الذي قال إن التقديرات في العام الماضي كانت تشير إلى وجود 50 - 100 عنصر فقط من القاعدة بأفغانستان. لكن القوات الأميركية عثرت في معسكر واحد على أكثر من 150 شخصا، واعتبر بوكانان عودة القاعدة إلى أفغانستان "أمرا مقلقا للغاية"، وقد عثرت القوات الأميركية على المعسكر في منطقة "شوراباك" في قندهار، وتطلبت السيطرة عليه 63 غارة جوية وهجوم بري استمر يومين. كان هناك إنكار مبدئي في العام الماضي من مسؤولين غربيين حول تصاعد قوة تنظيم داعش في أفغانستان، لكن المعلومات تشير إلى أن داعش لديه حوالي ثلاثة آلاف مقاتل في البلد. وفي نفس الوقت، استمرت حركة طالبان في الاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي وشكلت "حكومات ظل" وشنت هجمات متكررة في قلب العاصمة كابول، وتلاشت الآمال في عقد محادثات سلام بين طالبان والحكومة الأفغانية المركزية أخيرا. وسلط قائد القوات الأميركية بأفغانستان، الجنرال جون نيكلسون، الضوء على مخاطر التقارب بين طالبان والقاعدة، وقال أمام مجلس الشيوخ إنه سيعيد تقييم التقليص المقترح للقوات الأميركية إلى خمسة آلاف في العام المقبل، على ضوء ارتفاع نسبة العنف، وتبين الإحصاءات أن ضحايا القوات الأفغانية خلال العام الماضي وصل إلى حوالي 16 ألفا ما بين قتيل وجريح، حيث ارتفع عدد الضحايا بنسبة 26 % تقريبا عن العام السابق، ويرى المراقبون أن فرصة تراجع أعمال العنف قريبا في أفغانستان شبه معدومة، ويستعد تنظيم القاعدة لمشاركة داعش وطالبان في شن هجمات الربيع التقليدية في أفغانستان.