كابول، لندن - أ ف ب، يو بي اي - حذر الجنرال جوزف بلوتز الناطق العسكري باسم الحلف الاطلسي (ناتو) من ان الجنود الاجانب في افغانستان سيواجهون خلال 2011 مزيداً من عنف حركة «طالبان» ستفوق درجته السنة الحالية التي شهدت اصلاً سقوط اكبر عدد من الجنود الاجانب خلال سنوات الحرب التسع الماضية. وقال: «لا بد من مواصلة المعارك، وابقاء الضغط على طالبان»، مضيفاً: «يجب ان نعزز التقدم الذي تحقق خلال الشهور الاخيرة، ما سيؤدي الى مزيد من المواجهات مع العدو». وفيما نفى الجنرال بلوتز تصاعد حدة التمرد، مشدداً على ان القوات الاجنبية حققت «تقدماً» و»قلبت الاتجاه» في وجه المتمردين بهجماتها في الجنوب. لكن 20 خبيراً دولياً حول افغانستان اعتبروا في رسالة مفتوحة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما نشرت السبت الماضي، ان الهجمات العسكرية مصيرها الفشل، ودعوه الى تغيير استراتيجيته والتفاوض مع حركة «طالبان». وسيكون تطور الوضع في جنوبافغانستان، الذي يُعتبر احد اكبر معاقل «طالبان» مع شرقها، نقطة مهمة في التقرير الذي سينشره البيت الابيض هذا الاسبوع حول النزاع الافغاني. وكانت الدول الاعضاء في الحلف الاطلسي وعدت خلال قمة لشبونة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بتسليم كل المسؤولية الامنية الى القوات الافغانية بحلول 2014. وأمس، نفذ وزير الدفاع الالماني كارل ثيودور تسو غوتنبورغ، زيارة مفاجئة لمقر قيادة منطقة شمال افغانستان في مزار الشريف، حيث التقى جنوداً واستعرض وضع القوات قبل احتفالات عيد الميلاد. وتعتبر هذه الزيارة السابعة لتسو غوتنبورغ الى افغانستان منذ توليه مهماته في تشرين الاول (اكتوبر) 2009. وتعود زيارته الاخيرة الى مطلع تشرين الثاني الماضي. في غضون ذلك، كشفت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أن باكستان تدفع بخطة لتقاسم السلطة ستجبر الرئيس الافغاني حميد كارزاي على التحالف مع بعض الفصائل الأكثر فتكاً في «طالبان»، في مقابل ارساء السلام. واوضحت الصحيفة ان قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني اطلق حملة ديبلوماسية لإقناع الولاياتالمتحدة وبريطانيا والرئيس كارزاي بدعم اتفاق يعرض مناصب حكومية على قادة «طالبان» الذين ينبذون تنظيم «القاعدة»، ويمنح «شبكة حقاني» التي يقودها جلال الدين حقاني امكان لعب دور في حكومة افغانية جديدة ذات تمثيل واسع. واضافت أن «الجنرال كياني ورئيس الاستخبارات قابلا كارزاي مرتين في الأشهر الأخيرة، وان الرئيس الافغاني يدرس حالياً العرض الباكستاني انطلاقاً من حرصه على تحسين العلاقات مع إسلام آباد، وسط مخاوف من احتمال سحب الولاياتالمتحدة دعمها له قبل أي تسوية». وأشارت الصحيفة إلى أن مصدراً مطلعاً أبلغها أن «إشراك شبكة حقاني في خطة تقاسم السلطة بأفغانستان سيخرّب مشروع تشكيل نظام جديد في افغانستان الحاصل على مصادقة دولية، كما أن الجنرال كياني يشن حرباً ضده، لأن الحقانيين هم الأكثر اندماجاً بالمقاتلين الأجانب ومقاتلي القاعدة».