إسلام آباد، لندن، واشنطن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - تزايدت المخاوف من تعرض مهمة التحالف في أفغانستان الى انتكاسة مثيرة للقلق، بعد تطور خطر تجسد في خوض القوات الأميركية التي تقود عمليات الحلف الأطلسي هناك، معارك عنيفة مع «مئات المسلحين» من «طالبان» الذين توغلوا في الأراضي الأفغانية انطلاقاً من الحزام القبلي الباكستاني المحاذي لشرق أفغانستان. وأسفرت المعارك التي دارت في ولاية نورستان شمال شرقي أفغانستان ليل السبت - الأحد، عن مقتل 8 جنود أميركيين من فوج سلاح المشاة الخفيف الذي يتولى العمليات الخاصة في المناطق الجبلية الوعرة، إضافة الى عنصرين من القوات الأفغانية، ما شكل أكبر خسارة بشرية للتحالف في أفغانستان منذ نحو سنة. (راجع ص 8) وترافقت هذه المعارك مع مناوشات وهجمات دموية تشنها «طالبان» في ولاية هلمند الجنوبية، ما أوحى بتمدد الحركة في مناطق مختلفة من أفغانستان، خصوصاً غداة مواجهات بينها وبين التحالف في أقصى الشمال الأفغاني أخيراً. ورداً على هذه المخاوف، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيمس جونز ان أفغانستان لا تواجه خطر الوقوع مجدداً في أيدي «طالبان». وقال لشبكة «سي ان ان» التلفزيونية: «لا أتوقع عودة طالبان، وارغب في القول بكل وضوح إن أفغانستان لا تواجه خطراً وشيكاً في السقوط» بين أيديهم. واعتبر الجنرال جونز «من غير المنطقي استعجال استخلاص العبر» من مقتل الجنود الأميركيين الثمانية في نورستان، مؤكداً أن وجود «القاعدة» في أفغانستان «تقلص بشكل كبير». وفي وقت تتمهل إدارة الرئيس باراك اوباما في الموافقة على طلب القائد الأميركي ستانلي ماكريستال تعزيزات، أبدى القائد الجديد للجيش البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز تأييده إرسال مزيد من القوات الأجنبية الى أفغانستان، محذراً من ان التأخير في ذلك، سيكلف دول التحالف مزيداً من الخسائر البشرية ويعرضها الى إخفاق استراتيجي ضخم ويشجع تنظيم «القاعدة»، ما يؤدي الى نتائج «مرعبة». ووجه ريتشاردز نداء الى اليقظة حيال ما سمّاه «المخاطر الهائلة» لخسارة الحرب. وقال لصحيفة «ذي صنداي تلغراف» إن «الإخفاق سيكون حافزاً للتشدد الإسلامي في أنحاء العالم وفي المنطقة» لأن حلف شمال الأطلسي أقوى تحالف عسكري في العالم، يكون قد هزم. في الوقت ذاته، دعا الأمين العام ل «الأطلسي» اندرس فوغ راسموسن الى «بذل المزيد» من الجهود في أفغانستان، مؤكداً أن «المقاربة الأفضل» يجب ان «تركز على السكان». وعن حاجة الحلف الى تعزيزات لأفغانستان، قال راسموسن: «أظن أن من السابق لأوانه اتخاذ قرار نهائي في ما يخص عديد الجنود، لكن بإمكاني القول إننا في حاجة الى مزيد من الجنود في مجال محدد اي مهمتنا التدريبية» للمساعدة في تشكيل جيش أفغاني قوي.