فيما اخترقت طائرة عسكرية روسية، أمس، المجال الجوي التركي، واستهدفت مساء أول من أمس، محيط مستشفى اليمضية داخل الأراضي التركية، حذرت أنقرة من مغبة تكرار مثل هذا الفعل، محملة موسكو تبعاته. وأعلنت الخارجية التركية أن طائرة حربية روسية انتهكت المجال الجوي في منطقة يايلاداغ التابعة لولاية هطاي جنوب البلاد، موضحة أن مقاتلات إف 16 التابعة لسلاح الجو التركي اتخذت التدابير اللازمة خلال دوريتها في المنطقة، ما أدى إلى مغادرة الطائرة الروسية وتحليقها نحو الأجواء السورية. وأضافت الوزارة أنها استدعت السفير الروسي لدى أنقرة، وأبلغته احتجاجها على الحادثة، مؤكدة أن روسيا ستتحمل تبعات تصرفها. حماية المدنيين في سياق متصل، بحث رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، والرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أمس في بروكسل إقامة "منطقة آمنة" على طول الحدود التركية السورية، وهو إجراء تطالب به أنقرة منذ يوليو الماضي. وقال إردوغان في تصريح صحفي "الأسد يمارس إرهاب الدولة، وروسيا وإيران تدافعان عنه"، مبينا أن الدول المتعاونة مع النظام السوري ستُحاسب أمام التاريخ، وأضاف "الخطوات التي تقدم عليها روسيا حاليا، وضرباتها في سورية، ليس لها أي وجه يمكن القبول به، بالنسبة إلينا في تركيا على الأخص". وعن إمكان إعادة اللاجئين السوريين المقيمين في أنقرة إلى بلادهم، قال "لا يمكن أن نعيد الأبرياء إلى أرض تهطل فيها البراميل المتفجرة". على صعيد المعارضة السورية، أكد مسؤول الملف الطبي في الائتلاف الوطني، جواد أبو حطب، أن الضربات الروسية استهدفت أول من أمس محيط مستشفى اليمضية الواقع داخل الأراضي التركية، ومستشفى البطامنة في حماة، إذ أصيب عدد من طاقمه. وأضاف أبو حطب أن الطيران الروسي استهدف أيضا مستشفى أطباء بلا حدود في قرية البرناص، بريف اللاذقية، ما أدى إلى إخلاء المستشفى، وطالب أبو حطب المجتمع الدولي بالضغط من أجل إيقاف "المجازر التي ترتكب في حق السوريين". مشروع التقسيم من جهة ثانية، جدد الائتلاف الوطني السوري المعارض إدانته لما وصفه بالأعمال الإرهابية التي يرتكبها نظام الأسد والعدوان الروسي والإيراني"، مستنكرا "الموقف الأممي الهزيل إزاء هذه الانتهاكات"، وقال الائتلاف في بيان أصدره أمس: "التصعيد العسكري الذي يقوده المثلث الروسي الإيراني الأسدي في ريف حمص؛ يمثل استكمالا لمخطط إفراغ محافظة حمص من مواطنيها، وإتمام عملية تهجير طائفي، وتنفيذ مشروع تقسيم سورية، والذي تتولاه ميليشيات إيرانية في دمشق، ويستكمله الروس وقوات النظام في حمص عبر إبادة المدنيين واستهداف تجمعات سكنية فيها بزعم مكافحة الإرهاب".