كثفت طائرات التحالف أمس من قصفها على مواقع المتمردين الحوثيين المدعومين بفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في العديد من المواقع والمدن اليمنية. كما تصدى مقاتلو المقاومة الشعبية لمحاولات المتمردين للتوغل في العديد من المدن والمحافظات اليمنية. ففي صنعاء، استيقظ السكان على وقع غارات عنيفة استهدفت مخازن أسلحة النظام في جبال فج عطان، التي توجد فيها مخازن ألوية الصواريخ جنوب غرب العاصمة اليمنية. وقال سكان محليون إن غارتين جويتين لقوات التحالف استهدفت مساء أمس فج عطان بصنعاء. وتزامن القصف مع تحليق مكثف لطيران التحالف في سماء العاصمة، بينما واصلت المضادات الأرضية إطلاق نيرانها بكثافة من دون أن تحقق أهدافها. وقد أثار صوت المضادات الأرضية هلع السكان ومخاوفهم، نسبة لدورها في مقتل وإصابة العشرات من المدنيين لأنها بدائية وعشوائية. غارات مكثفة وعلى صعيد محافظة شبوة، قصفت المقاتلات فجر أمس في سلسلة غارات جوية مواقع وآليات تابعة لمسلحي جماعة الحوثي والقوات الموالية لهم في محافظة شبوة شرق البلاد. وأوضح مصدر محلي المقاتلات شنت خمس غارات على معسكر مرة غربي مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي. ولفت المصدر إلى أن غارات أخرى استهدفت مخزنا للأسلحة تابع للحوثيين في عتق ما أدى إلى تدميره، كما تم تدمير شاحنات تحمل ذخائر، وخمس دوريات وناقلة جند ومدرعة. أما محافظة صعدة، فقد شهدت أكبر عدد من الغارات، حيث استهدفتها طائرات التحالف بأكثر من 20 غارة. وأوضحت مصادر ميدانية أن الغارات دمرت مخازن للأسلحة في قرية قرحا التابعة لمنطقة بني واس بمديرية ساقين، مما تسبب في انفجارات عنيفة استمرت فترة طويلة من الوقت، كما استهدفت غارات أخرى منازل قيادات حوثية في نفس المنطقة، ومناطق إمداد للحوثيين في مدينة صعدة. ومضت المصادر بالقول إن الغارات الأخرى تركزت على الشارع العام بمدينة صعدة ومنطقة الرصيف والفرع بمديرية كتاف، ومديرية مجز، ومديرية رازح، ومديرية سحار. تدمير مقدرات التمرد وفي ذات السياق، أسهم طيران التحالف في دعم صمود ثوار تعز، حيث قصفت المقاتلات ظهر أمس العديد من مواقع الحوثيين وقوات المخلوع صالح، وتعد هذه الغارات هي الأعنف على مدينة تعز. وأفادت مصادر محلية أن طيران التحالف العربي نفذ أكثر من 25 غارة على مواقع الحوثيين وقوات الرئيس السابق صالح في مختلف أنحاء المدينة منها سبع غارات على تجمعات الحوثي وصالح في معسكر قوات الأمن الخاصة، ومؤخرة اللواء ثاني حماية رئاسية، و11 غارة أخرى على مواقع الحوثيين غرب المدينة من مقر قيادة اللواء "35" مدرع الواقع في منطقة المطار القديم ومنطقة الثلاثين القريبة من السجن المركزي وحي الزنقل. وعلى صعيد المعارك الميدانية بين مقاتلي المقاومة الشعبية والمتمردين، أكد شهود عيان مقتل 18 على الأقل من الحوثيين في معارك جديدة فجر أمس في عدن. وأضافوا أن الانقلابيين حاولوا التقدم في محيط حي البساتين بعدن، لكنهم اصطدموا بعناصر للجان المقاومة الشعبية الذين تصدوا لهم وكبدوهم خسائر بلغت 18 قتيلا وعشرات الجرحى. كما جدد الحوثيون صباح أمس قصفهم العشوائي على تجمعات سكانية في عدن، حيث أكدت مصادر طبية لوكالة الأناضول إصابة شخصين بجراح في قصف استهدف منطقة صلاح الدين غرب عدن، كما استهدفت أحياء المنصورة بقصف واسع النطاق. صمود المقاومة أما في محافظة مأرب شرق اليمن، فقد أفادت مصادر محلية باندلاع اشتباكات عنيفة في وقت مبكر أمس بين الحوثيين وقوات صالح وبين المقاومة الشعبية. وقالت إن المواجهات اندلعت بعد محاولة الحوثيين وقوات صالح مهاجمة أحد مواقع أنصار الرئيس هادي والمقاومة في جبهة الجفينة غربي مأرب. وأشار المصدر إلى أن الاشتباكات ما تزال مستمرة وأن الطرفين يستخدمان الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مؤكدا تراجع المسلحين الحوثيين وقوات صالح من ذلك الموقع بعد أن صدت المقاومة الشعبية محاولة تقدمهم، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وفي محافظة الضالع أفاد شهود عيان بمقتل 26 من المسلحين الحوثيين فجر أمس في قصف بالكاتيوشا للمقاومة الشعبية على معسكر الأمن المركزي في قعطبة. في غضون ذلك، أكد مصدر مطلع أن مخازن أسلحة المتمردين ومعسكراتهم الاستراتيجية في محافظات تعز والحديدة وصعدة وعمران وعدن تم تدميرها، وكل ما تحمله من أسلحة ثقيلة ومعدات. وأن الانقلابيين يعيشون حالة انهيار متواصل وأنهم يبحثون عن مخرج سريع قبل نفاذ مخزن الأسلحة المتوسطة والخفيفة التي لا يزالون يمولون عملياتهم بها من مدرعات كانت تابعة للأمن المركزي في باجل بالحديدة والمخاء والخوخة وينقلونها إلى باب المندب ومحافظة تعز لتعزيز الجبهات. .. وجيش الشرعية يربك حسابات الانقلابيين كشفت مصادر خاصة إلى "الوطن" أن الإعلان عن جيش الشرعية الذي تم تدريبه وتزويده بأحدث الأسلحة، مثل مفاجأة مرعبة لقوى التمرد الحوثي وحليفها المخلوع صالح، وأضافت المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها في حديث إلى "الوطن" أن ذلك الإعلان أحدث ربكة في صفوف الإرهابيين، خصوصا بعد تأكيد الانتهاء من تدريب وتجهيز وتسليح كتيبة عسكرية هي الأولى بصفوف جيش الشرعية منذ انقلاب الحوثيين وصالح على السلطات الشرعية باليمن. وأفادت المصادر أن قيادة الجيش الموالي للشرعية بمنطقة العبر غرب حضرموت أقامت حفل تخرج لأول كتيبة عسكرية، مضيفة أنه تم تسليح الكتيبة وتجهيز كل عتادها العسكري، كما سيتم إرسالها خلال اليومين للمشاركة بجبهات القتال بمأرب إلى جانب القبائل وقوات المنطقة العسكرية الثالثة. ومضت المصادر بالقول إن الكتيبة التي أطلق عليها اسم "الفتح" تعد الكتيبة العسكرية الأولى في الجيش الجديد، الذي تسعى لتكوينه القوى المؤيدة للشرعية، وذلك للتغلب على مشكلة استقطاب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لعناصر الجيش السابق واستخدامهم لتحقيق أهداف خاصة به، تتمثل في الدفاع عنه وعن عائلته ومنع أي ثورة شعبية على نظامه. لذلك أقدم المخلوع على تصفية كل القيادات المناوئة لهذا المخطط، كما أتى بقيادات أخرى موالية له قبليا ومناطقيا على رأس الأجهزة العسكرية.