جددت طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة لردع المتمردين الحوثيين، ودعم شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، غاراتها المكثفة على مواقع المتمردين الحوثيين في صعدة وأبين وزنجبار، كما أعادت قصف منزل الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، في صنعاء. ففي صعدة، استهدفت الغارات مخازن أسلحة كان الانقلابيون الحوثيون يخبئونها في بعض المناطق السكنية، ما أدى إلى سماع دوي انفجارات هائلة في المنطقة، كما شوهدت أعمدة الدخان ترتفع إلى مسافات عالية نتيجة للقصف المركز لطائرات التحالف. وفي جنوبي البلاد، قصف طيران التحالف الأحد لواء عسكريا للحوثيين في محافظة أبين، وقال شهود إن قوات التحالف شنت غارات عدة على مقر اللواء 15 مشاة التابع للجيش الموالي للحوثيين في مديرية زنجبار. وأضاف الشهود أن أعمدة الدخان تصاعدت من مكان القصف، دون معرفة الخسائر الناجمة عن ذلك على الفور. وتحدثوا عن استهداف آخر لتجمع الحوثيين في زنجبار. وفي صنعاء، أعادت طائرات التحالف قصفها لمنزل الرئيس المخلوع، وأكدت مصادر أن القصف استهدف حديقة القصر التي حول المخلوع جزءا منها إلى مخازن للأسلحة، إذ تردد في المكان دوي ثلاثة انفجارات هائلة تؤكد صحة هذه الرواية. وجاءت الغارات بعد قصف طائرات التحالف المنزل صباح أول من أمس، وأكدت مصادر قريبة من المكان أن القصف الأخير كان هو الأعنف والأشد، للدرجة التي تسبب فيها في اهتزاز كثير من المنازل المجاورة للمكان. إلى ذلك، دان كثير من السياسيين اليمنيين تصريحات الرئيس المخلوع الأخيرة التي أعلن فيها تحالفه مع الحوثيين بصورة رسمية، مشيرين إلى أن ذلك الإعلان يجعل صالح مسؤولا بصورة قانونية عن كل جرائم المتمردين التي يرتكبونها ضد المدنيين، بوصفه شريكا فيها. وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إن صفحة المخلوع السياسية طُويت بالكامل، وأن ما أثاره من خلال إعلانه التحالف مع الحوثيين يؤكد تورطه في تدمير البلاد. وعلى صعيد المواجهات الميدانية بين رجال المقاومة الشعبية والمتمردين الحوثيين، أكدت مصادر من داخل مدينة تعز أن المقاومة واصلت تقدمها على حساب المتمردين، مشيرة إلى أن اشتباكات عنيفة اندلعت فجر أمس بين الجانبين في منطقة جبل صبر، وأن المتمردين تكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، ما دفع المتمردين الحوثيين المدعومين بفلول الرئيس المخلوع، إلى قصف أحياء الإخوة والكوثر والشماسي والروضة بصورة عشوائية. وكان القيادي في المقاومة الشعبية بتعز، عبدالرحيم السامعي، أكد ل"الوطن" أن التمرد انحسر في غالبية أحياء المدينة، مشيرا إلى أن مقاتلي المقاومة تمكنوا من دحر الانقلابيين وطردهم خارجها، وأكد أن الثوار باتوا يسيطرون على حوالى 90% من أحياء تعز. أما في محافظة الجوف، على الحدود مع المملكة، انتفضت قبائل المنطقة ضد الانقلابيين، وسيطرت على عدد من المواقع في منطقة اليتمة التي كان المتمردون سيطروا عليها في وقت سابق، مخلّين بذلك باتفاق عام 2014 الذي أنهى الحروب السابقة بين رجال قبائل الجوف والحوثيين. كما تمكنت المقاومة في الضالع من قتل عشرات المتمردين والقوات الموالية للمخلوع، وسيطرت على مناطق عدة بعد معركة عنيفة استمرت 14 ساعة. وأشارت مصادر إلى أن المئات من مسلحي الحوثي وقوات من الحرس الجمهوري موالية لصالح قادمة من محافظة إب، معززة بالمصفحات والمدرعات العسكرية حاولت التسلل إلى مدينة الضالع قبل أن تتصدى لها المقاومة وتجبرها على التراجع.