كثفت طائرات التحالف لردع المتمردين الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ودعم الشرعية الدستورية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، قصفها أمس على مخازن السلاح الذي تحتفظ به جماعة الحوثيين المتمردة في جبل النهدين المطل على دار الرئاسة في صنعاء، ومخازن الصواريخ في جبال فج عطان. كما قصفت الطائرات عددا من مواقع الانقلابيين الحوثيين في اليمن. يأتي ذلك فيما واصلت المقاومة الشعبية صمودها في وجه المتمردين وأجبرتهم على التراجع في كثير من المدن اليمنية وجبهات القتال المشتعلة. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن القصف الذي شنته طائرات التحالف أمس، يعدّ الأعنف منذ بدء العمليات العسكرية في ال26 من شهر مارس الماضي، إذ بلغت 40 غارة، مشيرة إلى أن الغارات أضاءت سماء المنطقة المحيطة بمخازن السلاح في جبل النهدين وجبال فج عطان، وأن أصوات الانفجارات العنيفة سمعت في مواقع بعيدة داخل العاصمة. كما تطايرت شظايا الأسلحة والصواريخ في محيط المنطقة، ما يؤكد أن المخازن أصيبت إصابات مباشرة. كما استهدف القصف دار الرئاسة، ومعسكرات سلاح النقل الثقيل، والإذاعة في الحصبة، والسواد، وريمة حميد التي تخضع جميعها لسيطرة الحوثيين وقوات صالح. محاولات يائسة كما أضاف شهود عيان أن نيران المضادات الأرضية انطلقت مساء أمس بشكل غير مسبوق في محاولة يائسة من الحوثيين للتصدي لطائرات التحالف. وسط تحذيرات من الآثار السالبة لمضادات المتمردين على الأحياء السكنية التي قالت منظمة العفو الدولية في وقت سابق إنها السبب الرئيس في مقتل عشرات المدنيين، حيث تنفجر هذه المضادات عند سقوطها على الأرض، وهو ما نشرته "الوطن" في وقت سابق. كما أشارت مصادر يمنية إلى أن طائرات التحالف أعادت فجر أمس غاراتها المكثفة التي بدأتها أول من أمس على مجمع 22 مايو العسكري للتصنيع الحربي وسط العاصمة. مشيرة إلى أن انفجارات كبيرة هزت منطقة "سواد حنَش" التي يقع فيها المجمع، حيث تتمركز قوات موالية لصالح، وشوهدت الشظايا تتطاير إلى الأحياء المجاورة. وقالت مصادر صحفية إن الطائرات استهدفت بشكل مركز المجمع الصناعي التابع للجيش ويسيطر عليه حاليا المتمردون الحوثيون الذين حولوه إلى مخزن للسلاح والذخائر، وذلك بحسب مصدر طبي وسكان محليين. كما يقوم المعسكر بصناعة الأسلحة والذخائر وقذائف الآر بي جي. وروجت ميليشيات الحوثي الأسبوع المنصرم لصواريخ أطلقت عليها النجم الثاقب والزلزال وقالت إنها صنع محلي. ونشر الإعلام الحربي الموالي للميليشيات صورا قال إنها لصواريخ محلية الصنع. وفيما زعمت وكالة الأنباء الخاضعة للحوثيين مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين في الغارات التي استهدفت فجرا مواقع بمنطقة الحصبة بصنعاء، أكدت مصادر طبية محايدة أن القصف أدى إلى مقتل أكثر من 55 متمردا وإصابة 79 آخرين بجراح، معظمهم في حالة صحية حرجة. استهداف المتمردين وفي محافظة صعدة، جدد طيران التحالف قصفه فجر أمس مواقع الحوثيين في المحافظة، ونقلت وكالات إعلام غربية أن غارات جوية استهدفت تجمعات الحوثيين في منطقة سحار وبني معاذ والطلح. وعلى صعيد محافظة ذمار، شنت مقاتلات التحالف منذ فجر أمس، غارات مكثفة على عاصمة المحافظة "ذمار"، وقال مصدر محلي إن أكثر من 11 غارة جوية شنتها مقاتلات التحالف على مناطق متفرقة في المدينة ومحيطها منذ فجر أمس، مشيرة إلى أن المقاتلات استهدفت مخازن للسلاح ومواقع أخرى يسيطر عليها مسلحو جماعة الحوثي. وفي عدن، شنت مقاتلات التحالف غارات جوية عدة على مناطق وتجمعات المتمردين في خور مكسر والعريش، كما استهدفت شبكة الاتصالات في جبل حديد، وفق سكان محليين. أما في محافظة الحديدة غرب البلاد، جدد طيران التحالف قصفه أمس مواقع عسكرية تسيطر عليها جماعة الحوثي، وقالت مصادر صحفية من المدينة إن غارات جوية استهدفت مبنى القيادة البحرية ومعسكرا تابعا للقوات البحرية على خط الكثيب. تقدم الثوار وعلى صعيد المعارك التي تدور بين عناصر المقاومة الشعبية وقوات التمرد الحوثي، المدعومة بفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، أفادت مصادر إعلامية بأن قوات الانقلابيين قصفت مجددا فجر أمس بالمدفعية والدبابات أحياء في مدينة تعز جنوب اليمن. مشيرة إلى أن المتمردين كثفوا من قصفهم لمدينة تعز، في محاولة لاقتحامها، إلا أن المقاومة الشعبية تصدت لهم وأرغمتهم على التراجع لمسافات بعيدة. وكانت جبهة حوض الأشرف والشماسي والثورة شهدت أول من أمس اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل 27 مسلحا من الحوثيين وقوات صالح، وفقا لمصادر في لجان المقاومة الشعبية. كما أفادت مصادر للجزيرة بأن قياديا حوثيا كان رئيسا لقسم شرطة الجحملية، يدعى طلال وابل قتل في مواجهات بحي الجمهوري بتعز. وقالت المصادر إن أحد عناصر المقاومة ادعى أنه يتبع مجموعة حوثية مقاتلة، ووصل إلى قسم حي الجحملية ليسأل عن وابل، ثم أمطره بوابل من الرصاص مع مرافقيه، ما أدى إلى مصرعه وخمسة حوثيين آخرين. وفي الجنوب أيضا، أفادت المصادر بأن مسلحي المقاومة الشعبية صدوا محاولة من الحوثيين وقوات صالح للتسلل في الضواحي الشمالية لمدينة عدن التي يخضع معظمها لسيطرة المقاومة. وقال المتحدث باسم مجلس المقاومة الشعبية في عدن، علي الأحمدي، إن ما يفوق 57 من الحوثيين والجنود الموالين لهم قتلوا أثناء صد مقاتلي المقاومة الشعبية محاولتهم للتوغل. مضيفا أن 37 آخرين قتلوا إثر استهداف قافلة عسكرية كانت في طريقها إلى الأطراف الشمالية لعدن. وأن القوة المهاجمة حاولت التوغل في مناطق بئر أحمد وبئر فضل وجعْولة، شمال غرب عدن. ضبط أسلحة وأضافت المصادر أن طائرات التحالف دعمت محاولات الثوار لرد المعتدين، حيث شنت ثماني غارات على مواقعهم، غارات لطيران تحالف عملية إعادة الأمل ردت القوة المتسللة على أعقابها، وتابعت بالقول إن قصف التحالف أسفر أيضا عن تدمير ثلاث دبابات وآليتين. مشيرة إلى أن القوات المنسحبة قصفت منطقة القاهرة، ما أدى إلى إصابة امرأة وطفلتين، كما أسفر القصف عن مقتل بعض المدنيين. كما تمكن رجال المقاومة في المنصورة من ضبط أسلحة بينها قاذفات صواريخ آر بي جي، ومضادات طيران، وعدد من الأسلحة الرشاشة بمنزل أحد رجال الأعمال ويدعى حسن نوح، ينتمي لمحافظة صعدة. وأضافت مصادر المقاومة أنها عثرت كذلك على كميات هائلة من الأسلحة والذخائر. أما في محافظة البيضاء وسط اليمن، فسقط أكثر من 44 متمردا من الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بين قتيل وجريح، وذلك إثر هجوم لعناصر المقاومة الشعبية في البيضاء. وأضافت المصادر أن المقاومة الشعبية سيطرت فجر أمس على موقع "سوْدَاء غُرَاب" بمديرية الزّاهر بالبيضاء بعد اشتباكات مع الحوثيين. إلى ذلك، أعلنت المقاومة أنها سيطرت تماما أمس على موقع "لكمة صلاح" بمحافظة الضالع جنوب البلاد، بعدما سيطرت قبل أيام على مدينة الضالع. وطردت القوات المتمردة خارجها. وفي محافظة شبوة جنوبي اليمن، لقي 22 متمردا مصرعهم وأصيب آخرون فجر أمس، في كمين نصبته عناصر المقاومة الشعبية. وكان الحوثيون وفلول صالح تكبدوا خلال الفترة الماضية خسائر فادحة في الأرواح، عقب تعرضهم لسلسة من الكمائن، بينها كمين بمحافظة إب، وسط البلاد، قتل فيه 28 من مسلحيهم. وأضافت المقاومة الشعبية في مدينة لودر بالمحافظة نفسها أنها سيطرت على موقع جبل الحمراء المطل على المدينة، بعد معارك مع الحوثيين استمرت أسبوعا، في حين يستمر القتال في منطقة عكد. وفي أبين تمكنت المقاومة الشعبية أمس من استعادة السيطرة على موقع جبل الحميراء القريب من جبل عكد عقب اشتباكات عنيفة خاضتها مع ميليشيات الحوثي وصالح دامت ساعات. وقال مصدر محلي إن المقاومة تمكنت عقب اشتباكات عنيفة مع ميليشيات الحوثي وصالح دامت ساعات من استعادة السيطرة على الموقع. مؤكدا أن دبابات المقاومة دمرت مدرعة تابعة لميليشيات الحوثي وقوات صالح وإحراقها بالكامل ومقتل كل من كانوا فيها، كما ألحقت بهم خسائر مادية. .. ومقاومة تعز توافق على الهدنة المرتقبة.. بشروط أعلنت المقاومة الشعبية في تعز موافقتها المشروطة على عقد هدنة إنسانية جديدة في اليمن، وعقد حوار يضم الفرقاء برعاية الأممالمتحدة في جنيف. وأصدرت بيانا قالت فيه إنها رغم وقوفها المبدئي مع ضرورة إيجاد حلول سلمية للأزمة في اليمن، إلا أنها تتمسك بأن تكون أي هدنة إنسانية أخرى يقرها المجتمع الدولي، شاملة لجميع مناطق اليمن، محذرة المتمردين الحوثيين من محاولات استغلال الهدنة لتعزيز صفوفهم، على غرار ما فعلوه خلال هدنة الأيام الخمسة التي أقرتها قوات التحالف الذي تقوده المملكة والتزمت بها، في مقابل انتهاكات متكررة للمتمردين. وأضاف البيان "يتابع المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية بتعز تطورات الأوضاع محليا وخارجيا، مع استمرار ميليشيا الحوثي وصالح في اعتداءاتها على مدينة تعز وسكانها، والقصف العشوائي بمختلف أنواع الأسلحة، بالتزامن مع فرضها الحصار التام، وحرمان المحافظة وأبنائها من أساسيات الحياة، كالماء، والغذاء، والدواء، فيما يتواصل الحديث عن هدنة إنسانية جديدة تسعى إليها الأممالمتحدة وأطراف أخرى، رغم أن تعز كانت خارج إطار الهدنة السابقة التي استغلتها الميليشيات لحشد مزيد من التعزيزات، وارتكاب جرائم قتل وترويع وتدمير. وليس خافيا أن الحديث عن هدنة جديدة في ظل استمرار الاعتداءات والحصار، هو نوع من العبث ومنح المعتدين الانقلابيين مزيدا من الفرص لارتكاب الجرائم، وتمديد عمر انقلابهم على الشرعية، ونهب الدولة ومؤسساتها". واشترط البيان أن تكون الهدنة المقبلة جدية، في حال إقرارها، قائلا "إن المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية بتعز وهو يجدد تأكيده على السلم والحوار، كوسيلة حضارية لحسم الخلافات وترحيبه بأي خطوات ترعاها الدول والمنظمات الدولية من شأنها إيقاف نزيف الدم اليمني وإنهاء معاناة ملايين اليمنيين في هذه المِحنة التي يعيشونها، دون رغبة منهم، فإنه يشدد على ضرورة أن تكون أي هدنة قادمة محددة بخطوات عملية، تتوقف خلالها الميليشيات عن تعزيزاتها وحشودها لارتكاب مزيد من الجرائم والاعتداءات وتشديد حصارها الظالم على المدن والمحافظات وسكانها المدنيين". بدوره، قال قائد المقاومة الشعبية في تعز الشيخ حمود المخلافي إن المجلس جدد تمسكه بالسلطة الشرعية التي يمثلها الرئيس عبدربه منصور هادي، وحكومة الكفاءات برئاسة نائبه خالد بحاح، ورفضه سلطات الانقلاب على تلك الشرعية وعلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن وآخرها القرار 2216 الذي ترفض الميليشيا الالتزام به، في وقت يتم الحديث عن حوارات للأمم المتحدة في جنيف دون الاهتمام بتنفيذ نصوص القرار الأممي الملزم لها.