ظهرت تأثيرات العولمة في شقها الثقافي بوضوح خلال احتفالية فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة في اليوم العالمي للمسرح على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين عن طريق تقديم فن الراب، إلى جانب فقرات تراوحت بين ألوان الفلكلور وألعاب وأهازيج شعبية، وإسكتشات، وألوان فنية كلاسيكية قدمت مسرح العرائس، وفن المونولوج، واستعراضات الأطفال الفنية، إضافة إلى مسرحيات تنتمي لتيار المسرح الاجتماعي والترفيهي. وأكد مدير فرع الجمعية عمر الجاسر خلال كلمته أهمية المسرح ودوره في المجتمع، لافتا إلى حرص الجمعية بفروعها كافة على فتح أبوابها لجميع الفنانين والمواهب الشابة، واصفا إياها بأنها أصبحت جمعية الأسرة السعودية. واستهلت الاحتفالية بعرض فني من فرقة "خواطر الظلام" التي قدمت في ختام العرض لوحة فنية عن فرع الجمعية بجدة صفق لها الحضور كثيرا. أعقبت ذلك مسرحية "كلنا فداء الوطن" من تأليف وإخراج بخيت العامري، ولعب أدوارها بخيت العامري، وأحمد عسيري، ومعاذ عسيري، وعبدالقادر جلان، وأحمد الشاطر وإيهاب عسيري. ثم قدمت فرقة الفنون الشعبية بالجمعية بإشراف الفنان محمد سليم الفلكلور الأشهر في الحجاز "المزمار"، فيما قدم الفنان فايز الزهراني مونولوج تنوال مظاهر اجتماعية. وفي ختام الحفل قدمت لوحات فنية بعنوان "كوكتيل"، وجاءت اللوحة الأولى مع أطفال مجموعة "فوائح الورد" بإشراف سميرة مداح وشارك فيها الفنان فيصل الزيات، ومجموعة من الأطفال قدموا لعبة شعبية بعنوان "بُطّح بُطّح" وأخرى "حج يا جملنا"، جمعتهما وأعدتهما الباحثة في التراث والفلكور الحجازي الدكتورة لمياء باعشن، فيما تولت تدريب الأطفال على أداء اللعبتين عضوات لجنة ثقافة الطفل بفرع الجمعية منى العامودي، وطيبة العامودي، ومرام السليماني، وإخراج رئيسة اللجنة سميرة مداح، وتضمنت اللوحة الثانية فقرة للفنانين عايض الشهري، وأيمن الأحمد، ومحمد طاهر، وعادت في اللوحة الثالثة الفرقة الشعبية وقدمت لون "السمسمية"، وأظهرت اللوحة الرابعة إسكتش "الزواج"، فيما لم تغب الموسيقى والغناء، وقدم الفنان أنس عبدالكريم أغنيتين. وخصص اليوم الآخر من الاحتفالية للنساء والأطفال، والتي سارت على منوال الليلة السابقة، وأعادت الحضور إلى أجواء الحفلات المدرسية الرائعة التي كانت المحطة الأولى لعدد من الفنانين، إذ تنوعت فقراتها عبر استعراضات أدائية ما بين أنشودة ترحيبية بعنوان "يا هلا" من كلمات سميرة مداح وألحان وتوزيع تركي سيريه، و"جدّوا يا جدّوا"، ولم تخل الاستعراضات من ملامح تواصل الثقافات وتأثيرات العولمة، إذ قدم الراب الفن الذي يكاد يكون الشكل الفني الذي يقدمه معظم الشبان في كل الثقافات والمجتمعات، وكتب كلمات العمل سميرة مداح، بينما أكد التقليد الفني العريق لمسرح العرائس ووجوده من خلال عرض "إشراقة فكرة" كلمات سميرة مداح، وتلحين أنس عبدالكريم، وتوزيع تركي سيريه، وختمت المسرحية النسائية "أحد شاف مفتاحي" من تأليف وإخراج سامية البشري، احتفالية فرع جمعية الثقافة والفنون في جدة.