طالب مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ من الدعاة الاطلاع بدورهم بأن يبينوا للناس خطورة العنف الذي تتبناه بعض الجماعات الإرهابية التي تنسب نفسها للإسلام، محذرا إياهم من الخوض في الشأن السياسي، قبل التثبت والتبين، مفضلا عدم الدخول في الأمور السياسية، التي وصفها بالمتغيرة والملتوية، إضافة إلى أن الجدال فيها ليس مجالا للدعوة إلى الله، ونبه إلى الأخذ في الاعتبار الأحداث والمخاطر التي تحيط بالبلاد. مفتي عام المملكة خلال لقائه الدعاة الجدد أمس بمكتبه في الرياض، شدد على أن الدعاة يتوجب عليهم السمع والطاعة لولاة الأمور والتعامل مع الجهات الإشرافية بالطاعة، ومراجعة ما قدموه خلال الفترات الماضية. كما شدد المفتي خلال لقائه بالدعاة على ضرورة الوقوف في صف قادة البلاد وإخلاص النصح لهم، والدعاء لخادم الحرمين الملك سلمان، وولي عهده الأمير مقرن، وولي ولي عهده الأمير محمد بن نايف، بالتوفيق وجمع وتأليف قلوب الناس على حبهم وطاعتهم، مشددا على أن في ذلك صلاحا للبلاد والعباد ودفعا للشرور والمخاطر، كما أشار إلى أن المملكة هي الدولة الوحيدة التي لا تزال متمسكة بشرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وأضاف آل الشيخ أن على الدعاة أن يكونوا عونا لقادتهم في توحيد الكلمة ورص الصفوف والدعاء لهم ونصحهم، وتأصيل محبتهم في قلوب الناس، منبها إياهم لضرورة الابتعاد عما يشوش من كلمات باطلة ودعاوى مغرضة. وأضاف في سياق كلمته الموجهة لهم بالقول "الداعية يجب أن يكون ذا بصيرة نافذة وفراسة تمكنه من الحكم على الناس، والتعامل مع جميع شرائح المجتمع. وعليه معرفة من يخاطب والطريقة التي يخاطبه بها ويقدم له فيها النصحية. ويجب على الداعي أن يكون على معرفة بالمجتمع الذي يدعو فيه ومخاطبة كل شخص بالطريقة التي تناسبه". وفيما يتعلق بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ذكر المفتي أن الشيخ جاء في وقت كثرت فيه الضلالة فأنار الله قلبه وهداه لمعرفة الحق من الباطل، يدعو إلى عبادة الله والعمل بما جاء في كتابه وسنة نبيه، مضيفا أن الشيخ، رحمة الله عليه، كذب عليه الكاذبون وافترى عليه المفترون ومع ذلك لم يتزحزح عن مبدئه ولم يضعف إيمانه، وكان عاقبة صبره أن أظهر الله الحق وأبطل ادعاءات المغرضين، ليتبين للجميع أنها دعوة سلفية صادقة على ركن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. وشدد المفتي على أن من عادى دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب إما جاهل أو منافق، ووصف كتبه ومؤلفاته في الأصول الثلاثة بالمؤلفات العظيمة، داعيا إلى قراءتها على الناس لينتفعوا بها. وفي سياق رده على سؤال لأحد الدعاة قال فيه: "متى يكون الحديث عن شخص ما واجبا شرعيا؟، ومتى يكون من حديث النفس والهوى؟"، دعا آل الشيخ إلى التأني والصبر وعدم الانسياق وراء الأقاويل والأهواء، والتثبت قبل الطعن في الأشخاص، موجها انتقاده إلى من ينشغل بالترهات والقيل والقال عن الأصول والأمور المهمة. وفي رده على سؤال حول ما يتعرض له الدعاة في الخارج، شدد سماحته على أن يكون الداعي الذي ينتدب إلى الدعوة في الخارج مسلحا بالعلم والإيمان، ويستطيع التمييز في الشبهات، وأن يتمتع بالأسلوب الحسن في الدعوة والهدوء والإقناع.