سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الشؤون الإسلامية في لقائه بالأئمة والخطباء بالرياض
بمناسبة بدء برنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها
نشر في اليوم يوم 06 - 11 - 2002

حذر معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ الائمة والخطباء من تنامي التدين بالشك في الناس والله جل وعلا نهى عن هذا لان تنامي التدين بالوقيعة يقع غيره ،ويسيء، وينشر أقوالا كما يظهر حاليا في الانترنت حتى العلماء الكبار ما سلموا من ذلك.
وقال: ان هذا يسبب شرخا في وحدة الناس وهو من اسباب بلبلة القلوب واذا وقعت في القلوب البلبلة حصل الفساد في الكلمة، والله جلا وعلا أمرنا بقوله:(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وأمرنا النبي- صلي الله عليه وسلم- بالجماعة وحضنا عليه ونهانا عن الفرقة بل قال عليه الصلاة والسلام:(الجماعة رحمة والفرقة عذاب) وجاء عن بعض السلف الوعيد بمن قال قولا أعان فيه على تفريق الكلمة ولهذا توجيه اليوم بالخلق وانواعه هذا من الضروريات.
الناس يحتاجون الى توجيهات كثيرة، موضوع الانترنت وما يجري فيه يجب ان يعظ بعضنا بعضا فيه وان نوجه الناس بقوة والذي لديه قدرة ليشارك فيه ويبين وينصح من تجاوز.
وشدد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ على اهمية وحدة الصف، واجتماع الكلمة مؤكدا انه مما يغيظ العدو ايا كان، او من يتربص بالمؤمنين، هو ان تكون القلوب واحدة فإذا صار الناس مختلفين نفذ ووجد له من خلال الخلاف ما يصل اليه، ولذلك يجب أن لا يتعرض الإمام او الخطيب الى ما يفرق الكلمة أو يفرق الصف مهما كان إما بتصنيف الناس او بطعن بعض اهل العلم في بعض او في التشكيك الموجود اليوم في أنحاء كثيرة.
وفي هذا السياق، طالب معاليه الأئمة والخطباء ممن يجد في نفسه القدرة والعلم التصدي لما يكتب ويبث عبر الإنترنت من طعن في الإسلام، ومن الافتراءات والظن والشك والقدح في العلماء وطلبة العلم، مشددا على وجوب أن يكون الرد قويا مستدلا بما ورد في كتاب الله، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام .
جاء ذلك في لقاء لمعالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ مع ائمة وخطباء مدينة الرياض بمناسبة بدء الوزارة في تنفيذ برنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها، وكذا بمناسبة شهر رمضان المبارك.
وأوصى معاليه الأئمة والخطباء بالازدياد من العلم مؤكد ان العلم اثره عظيم في حياة طالب العلم في اقواله واعماله وفي ما يأتي وفيما يذر لان الحياة فيها ماهو مشكل وما هو مشتبه ويحتاج الى بصيرة، والبصيرة هي العلم النافع قال الله جلا وعلا:(قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) ففي قوله: أدعو إلى الله تنبيه على الإخلاص وفي قوله على بصيرة، التنبيه على العلم فإن الداعية والواعظ والمنبه للناس والمرشد لهم والخطيب أعظم ما يكون به على اتباعه بأن يكون داعيا الى الله باخلاص، وداعيا الى الله على بصيرة.
وشدد معاليه على ان وعظ الناس يجب ان يكون بالقرآن الكريم الذي هو الاساس ووعظ القرآن هو اعظم وعظ لانه لا يمكن ان تعظ الناس بدون دليل لانه ان لم تغرس للناس في خطب الجمعة وفي المحاضرات الالتزام والرجوع الى الكتاب والسنة فانه سينفذ اهل الاهواء وربما ليس الآن في المستقبل، لان سبب الانحراف الذي جاء امة الاسلام هو سبب ضعف الاستدلال بما كان عليه السلف، موصيا معاليه بان يكون الخطيب والداعية مستوعبا لادلة المسألة او الموضوع الذي يتحدث فيه لاسيما من القرآن.
ونبه معاليه الى انتشار ظاهرة النقد والغيبة بين الناس اكثر من التناصح وقال: ان هذا خلاف حقوق الايمان وحقوق الاخوة حيث اصبح مجال الحديث والغيبة اكثر من التناصح والاصل كما هو معلوم ان حق المسلم على المسلم النصيحة، مستشهدا بحديث الدين والنصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال: لله، اخلاص الدين لله - جل وعلا- ولرسوله - صلى الله عليه وسلم- باتباعه والتزام نهجه بالمتابعة ولكتابه بالايمان به والعمل بمحكمة وللائمة المسلمين بطاعتهم بالمعروف وعدم الخروج عليهم او الافتئات عليهم فيما هو حق لهم ولأئمة المسلمين ولعامتهم بالنصيحة لكل مسلم له حق ان ينصح اخاه المسلم.
وأوضح معاليه ان واجب الامامة والخطابة واجب عظيم شرعي، وقال: ان الخطيب والامام هم نواب في أداء الصلاة الامام (ولي الامر) لأن الاصل الشرعي الذي يؤم الناس، ويصلي ويخطب بهم هو الوالي، موصيا الامام والخطيب بأن يتوجه الى نفسه بأمرها بالتوبة مما يعلم من نفسه من الذنوب والعصيان، وان يلزم نفسه بأداء الامانة من حيث المحافظة على الوقت وتعاهد القرآن، وتحسين التلاوة، وإصلاح المسجد والجماعة، وتفقد المتخلف، ونصح الغائب, والرفق بالناس بالسعي في حاجاتهم.
وفيما يلي نص حديث معالي الوزير آل الشيخ الى الائمة والخطباء:
البصيرة هي العلم النافع
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله على آله وصحبه ومن أهتدى بهداه اللهم أياك نعبد ولك نحمد لا اله الا انت سبحانك انا كنا من الظالمين نشهد لك بالوحدانية ولنبيك محمد عليه الصلاة والسلام بالرسالة, اللهم فتقبل ذلك منا وثبتنا عليه الى الممات, اللهم نسألك ان تجعلنا ممن اذا اعطى شكر واذا ابتلى صبر واذا أذنب استغفر, كما نسألك اللهم ان تهيىء لنا توفيقا ورشدا في اقوالنا واعمالنا واعتقاداتنا وفي كل ما يرضيك عنا, اللهم يسر لنا صيام هذا الشهر الكريم واجعله خالصا لوجهك وتقبل منا قليل عباداتنا واجعله زلفا لديك انك اكرم مسؤول اللهم فأجب.
أيها الاخوة انني لمسرور جدا بتجدد هذا اللقاء الذي هو لقاء في اطار التشاور والتفاهم وفي اطار البحث الشرعي العلمي الذي يحتاجه دائما الكبير والصغير, ولا شك ان اعظم ما يتنافس فيه المتنافسون هو العلم ومقتضيات ذلك, ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين واهل العلم - معلوم - الله جل وعلا رفعهم على سائل المؤمنين درجات (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات), ومعلوم ان العلم أثره عظيم في حياة طالب العلم في اقواله وفي اعماله وفي ما يأتي وفيما يذر, لأن الحياة فيها ما هو مشكل وما هو مشتبه ويحتاج الى بصيرة, والبصيرة هي العلم النافع, قال الله جلا وعلا: (قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين), قال اهل العلم: البصيرة هي العلم النافع, ففي قوله ادعو الى الله تنبيه على الاخلاص, وفي قوله على بصيرة من التنبيه على العلم, فان الداعية, والواعظ, والمنبه للناس, والمرشد لهم, والخطيب اعظم ما يكون به على اتباع بأن يكون داعيا الى الله باخلاص, وداعيا الى الله على بصيرة وهي للقلب كالبصر للعين يبصر به عند حلول الشبهات وعند نزول المشتبهات, لذلك وصيتي لنفسي ولجميع الاخوة من حضر ولم يحضر الازدياد من العلم لهذا على عظم مقام الرسالة والنبوة, فان الله - جلا وعلا - أمر نبيه بأن يسأله الازدياد من العلم لهذا على عظم مقام الرسالة والنبوة, فان الله - جلا وعلا - أمر نبيه بأن يسأله الازدياد من العلم فقال في آخر سوره طه: (وقل رب زدني علما), وهذا سؤال معه الإجابة من الله - جل جلاله -.
الهدي القرآني
والعلم أفضل وأعظمه العلم بكتاب الله - جل وعلا - والعلم بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم القولية والعملية والهدى النبوي, والعلم بما كان عليه الخلفاء الراشدون وأئمة الاسلام من السلف الصالح من التابعين فمن بعدهم, ولا شك ان العلم منه ما هو مجمع عليه, ومنه ما هو مختلف فيه, والمجمع عليه هذا ظاهر في وجوب الالتزام به, والمختلف فيه هذا يجب تحري الحق فيه واذا اشتبه الحق فان المرء يأخذ فيه بالاحتياط لدينه والسلامة لنفسه ولمن حوله اذا لم يظهر له الصواب في ذلك, ولذلك كان جمع من الأئمة عند ورود المشتبهات يقلد بعضهم بعضا, او يقلد الامام من يرى انه يدرك الصواب, هذا من عظيم الفقه والورع وكثيرا من المسائل كما يعلمه اهل العلم من الفقهاء والمحدثين كثير من المسائل فيها روايات واقوال للأئمة سبب ذلك او من اسباب ذلك انه قد يرد السؤال في وقت لا يتضح الأمر عند العالم فيقول بما قاله غيره ثم يتغير اجتهاده فيما بعد اذا حرر المسألة هذا احد الاوجه في سبب الروايات والاقوال عن الائمة وهذا لاجل ان العلم يقضي بان الانسان طالب العلم، بان الداعية بان الخطيب لا يحسن به ان يدخل في المشتبهات التي لا تتضح له والورع له مقتضيات عظيمة في هذا الصدد القرآن الكريم هوكلام الله- جلا وعلا- وكل فضل هو في القرآن وكل علم في القرآن وكل هدى هو في القرآن وكل بصيرة هي في القرآن والسنة بيان للقرآن وشارحة له كما قال الامام احمد حينما سئل قال عنه السنة:(هي بيان للقرآن وشارحة له) وهذا ظاهر بين في ان من اراد الهدى في قوله وفي عمله فان الهدى في القرآن العظيم ولذلك سماه الله - جلا وعلا - نورا وهدى وسماه فرقانا لانه هدى من الضلالات ولأنه نور عند حلول الظلمات ولانه فرقان بين الحق والباطل وبين اهل الاهواء واهل الشهوات والله - جلا وعلا- ابتلى الناس في كتابه بان جعل من القرآن ماهو محكم وما هو متشابه كما جعل في السنة ماهو محكم وماهو متشابه وكذلك في كلام الصحابة وافعالهم والتابعين في اقوالهم وفي افعالهم او في بعض الائمة هي من باب اولى ان يكون فيها ماهو ظاهر بين، ومنها مشتبه لا يدرك صوابه الا بالرجوع الى المحكم من الادلة، الله - جلا وعلا- بين انه جعل القرآن منه محكم ومنه متشابه قال في آل عمران:(منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا) في قوله -جلا وعلا- منه آيات محكمات هن أم الكتاب يعني التي يرجع اليها الكتاب فالقرآن فيه الفاتحة,وهي ام القرآن او ام الكتاب وايضا فيه آيات كثيرة من جهة الاحكام هي المرجع لظهورها ودلالتها والاتفاق عليها, ومنه أيضا آيات مشتبهات وأخر متشابهات, فاذا كان كذلك فالله جل وعلا ابتلى العباد بوجود المحكم والمتشابه, والمتشابه ماذايجب علينا فيه؟ يجب علينا فيه أولا التوقف ان يجزم فيه بجرأة, والثاني ان يرجع فيه الى المحكم من الآيات والسنة والإجماع, وهذه المسألة بين الله جل وعلا فيها سبب الافتراء وسبب الخلاف وسبب الضلال فقال: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله).
فهل وجود المتشابه في القرآن او في السنة او في كلام أهل العلم هل هو سبب للزيغ؟ الله جل وعلا بين ان الزيغ وجد أولا الذي يستقي من القرآن او من السنة لا يصيبه زيغ لكن قد يوجد الزيغ أولا ثم يرجع الزائغ الى النصوص ليستدل منها على زيغه, ولذلك قال: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون) رتب ذلك بالفاء وجد في القلوب الزيغ ثم وجد اتباع المتشابه, فيتبعون ما تشابه منه والله جل وعلا ابتلى بوجود هذا الذي لا يدرك ولكن يجب رده الى المحكم او رده الى أهل العلم يعلموا ذلك وليبينوه, وهذا هو الذي حصل في تاريخ الأمة فانه ما حصل افتراء او ضلال إلا بسبب وجود الأهواء اولا ثم اتباع المتشابه ليستدل بالمتشابه على تلك الأهواء.
زلة العالم
لما ظهر الخوارج السبأية لما ظهرت الفرق المختلفة من القدرية والإرجاء والاعتزال كلهم وقع في نفوسهم شيء فبحثوا عن الدليل فاستدلوا ينصروا مذهبهم او لينصروا قولهم وهذا بنص القرآن زيغ وابتغاء للفتنة وابتغاء للتأويل والله جل وعلا أرشدنا الى الطريق المستقيم.
كذلك كلام أهل العلم ان الله جل وعلا جعل ذلك ابتلاء للناس لكي يتناول القرآن أهل العلم, لكي يكون المرجع الى أهل العلم فيه, كذلك السنة, لكن أيضا وقع في كلام أهل العلم وفي بعض أفعال التابعين او السلف ما هو مشتبه في نفسه, فكيف يحمل؟ فتجد انه من لم يدرك الصواب او من لم يأخذ بالمحكمات فانه يجعل كل فعل حجة, ويجعل كل قول حجة, وهذا خلاف لما يوجبه العلم الصحيح, بل الواجب ألا يتبع العالم بزلته, كما قال أهل العلم: لا يتبع العالم بزلته, لا يتبع في زلته ولا يتبع بزلته أيضا اجتهاد أخطأ فيه لا يتابع عليه, لكن يأتي من يأتي ويأخذ بهذه المشتبهات ليس صعبا ان نجمع في أية مسألة مهما شئت من أقوال أهل العلم والمنتسبين ما شئت من الأقوال والنقول, قال فلان, وقال فلان, ونخرج مؤلفا ويكون الكلام كله على خلاف السنة وعلى خلاف هدي السلف مع ان المنقول عنهم او الأكثر منهم او جميعا من علماء الإسلام, وعلماء السنة, او علماء السلف, ونحو ذلك لكن كل واحد لا يصوغ ان يتابع فيما لم يتفق فيه مع المحكمات, وهذا له سبب, سئل الإمام أحمد رحمه الله تعالى ان كانت ذاكرتي صحيحة او حاضرة قيل له لماذا يخطىء العلماء؟ قال أراد الله خطأ العلماء لئلا يشتبه العالم بالنبي, لانه اذا كان كل ما يقوله جمهرة العلماء صحيح دائما ويستدل به في كل وقت وفي كل زمان اشتبه العالم بالنبي صار نبيا لأن كل ما قاله صواب لكن ابتلى الله جل وعلا الناس بذلك, كما ابتلاهم بجعل الكتاب منه محكم ومنه متشابه, وكذلك العلماء من كلامهم ما هو صواب وهو الأكثر, ومنهم ما قد يخالفهم غيره والعبرة بالدليل, كذلك من كلامهم ما هو محكم ظاهر الدلالة, ومنه ما هو مشتبه لا يصوغ الاستشهاد به إلا برده الى المحكم, والذي قرأ كلام أهل العلم من الذين يستطردون كثيرا في المسائل مثل شيخ الإسلام ابن تيمية ومن مثل غيره تجد انه لا يفهم بعض الكلام إلا بفهم كلام العالم الآخر لأن بعض الكلام يفسر بعضه ولانه ما أجمل فيه في مكان أوضحه في مكان آخر.
ظهور النوازل
اليوم تجد ان الاستدلال بالكلام كثير قال فلان وقال فلان لكن غير موافق للصواب لماذا؟ لانه ليس الشأن في ان ننقل ليس الشأن في ان نسمع حكما بدليله, لكن الشأن هو ان يكون النقل موافقا لكلام العالم المجمل و موافقا للصواب وان يكون الدليل المستدل به موافقا للاستدلال وفي مكانه لان هناك من يستدل بما لا يصح ان يكون دليلا على المسألة وهذا بين كثير وخصوصا اذا ظهرت النوازل وظهرت المشتبهات فانه يجب الحذر وطلب السلامة عند الله جلا وعلا لان الكلمة ربما تصدر من طالب علم او من داعية او من خطيب فيتأثر بها من يتأثر, الآن مثل ما تعلمون قد يكون طالب علم او داعية وكلكم جربتم يلقى كلمة هو عند نفسه له حدود يصل إليها فيما ينتج عن هذه الكلمة من تصرفات, ومثلا يقول كلام فيه قوة في مسألة ما هو عنده حد لما عنده من العلم الشرعي, وعنده من الأدب, وعنده من أصول أهل السنة والجماعة, وعقائد السلف فيه حد يصل اليه, لكن هو لا يعلم ان من يسمع الكلام ربما لا يكون عنده حد يصل اليه, ولذلك حذر السلف في وقت الفتن ووقت تقلب الأمور ووقت اختلاف الأحوال ووقت الاختلاف حذروا من الكلام الذي يفهم على غير وجه, وهنا يأتي دور تقليل الكلام لئلا تكون التبعة عليك أنت تقول شيئا يعجبك أنت وترتاح له أنت, لكن الكلام فيما يصلح الناس, العالم او الداعية او طالب العلم يقول لا ما يريد هو ان يقوله لا فيما يصلح الناس على الوجه الشرعي, لذلك كثرت الأحوال وكثرت الأقوال والتصرفات مثل ما ترون في أشياء عجيبة وغريبة.
الموعظة بالقرآن
الله جل وعلا سمى القرآن موعظة فقال كل جلاله (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير منما يجمعون) سمى الله جل وعلا القرآن موعظة فاذا أرادنا ان نعظ الناس أعظم موعظة بالقرآن والموعظة هي اسم جامع كل ما يعظ القلوب لموافقة الهدي ومطابقة الشرع, فالتوحيد موعظة, العقيدة موعظة, الأحكام الشرعية موعظة لان الله سبحانه وتعالى سمى القرآن الكريم موعظة ذكر قصص الأنبياء موعظة, ذكر الجنة والنار موعظة, ذكر يوم القيامة وما يحصل فيه ايضا موعظة, وترقيق القلوب موعظة الأخلاق موعظة, فاذا اسم الموعظة يشمل القرآن كله: (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم) وهذه الموعظة هي القرآن ولذلك فان وعظ القلوب بأنواع هذه العلوم هو المطلوب لئلا تكل النفوس او تفهم ان العلم الشرعي ومقتضيات بيان ما في الكتاب والسنة انه بعيد عن اصلاح النفوس, اصلاح النفوس هو المقصود: (ان هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) في كل شيء لذك وجب هنا ان نعتني بهدي القرآن وبيان السنة.
الاستدلال بالقرآن
القرآن الكريم كلام الله جل وعلا وهو الحجة الماضية, نأسف ويسوء المستمع لبعض الخطب او بعض المحاضرات انه يقل فيها الاستدلال بكتاب الله جل وعلا أنا حضرت جمعا في مساجد مختلفة ربما لم تأت إلا آية وربما لم تأت اذا وعظ الناس بأي شيء, هل هو بالعقليات بالكلام المنشىء, الأصل هو القرآن العظيم, النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يقضي في خطبه أقرأ القرآن, فوعظ الناس بالقرآن هو الأساس, وعظ القرآن هو أعظم, وعظ اذا ما مرت خطبة ليس فيها آيات, نقول في آخر الخطبة وأنفعنا بما فيها من الآيات والذكر الحكيم, ربما ما سمعت آلا آية في بعض المرات, كيف تعظ الناس بدون آي بدون سنة, تصلح القلوب بماذا؟ لانه ان لم تغرس في الناس في خطب الجمعة وفي المحاضرات الالتزام والرجوع الى الكتاب والسنة فانه سينفذ اهل الأهواء وربما ليس الآن, في المستقبل لانه سبب الانحراف الذي جاء أمة الإسلام هو انه ضعف الاستدلال بما كان عليه السلف الاستدلال بالكتاب والسنة, وصارت عقليات وآراء وأقبسة وربما كان هناك دليل واحد او دليلين لا يتم به المراد لهذا أنا أوصي بأن يكون الخطيب والداعية مستوعبا لأدلة المسألة او الموضوع من القرآن, الحمد لله في كتب كثيرة تخدم في ذلك, اذا لم يكن يستحضر القرآن فيطالعها ويطالع كلام المفسرين عليها.
وحدة الأمة
من أعظم المسائل التي ينبه عليها في كل وقت سواء في وقت التقلبات, او في وقت الأمن, وعدم وجود ما يقابل الأفكار والتقلبات أعظم أمر حثت عليه الشريعة بعد توحيد الله جلا وعلا وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم الأمر بالاجتماع والنهي عن الفرقة, واليوم ترون ان المسائل العالمية وما تسمعونه وتقرأونه ان الأمر صعب, فاليوم لا يصلح بحال ان يكون هناك أي قول او أي خطب تؤدي الى عدم وحدة الصف وعدم اجتماع الكلمة ليس من جهة التعرض للدولة او لولاة الأمور فقط لا حتى اجتماع نفوس الناس لانه ما يغيظ العدو أيا كان او من يتربص بالمؤمنين ما يغيظه هو ان تكون القلوب واحدة اذا صار الناس مختلفين نفذ ووجد له من خلال الاختلاف ما يصل اليه, ربما انحاز الى جهة ربما كون له من يكون ربما.. ربما, ولذلك هنا يجب ألا يتعرض الى ما يفرق الكلمة و يفرق الصف مهما كان, اما بتصنيف الناس, او بطعن بعض أهل العلم في بعض او التشكيك الموجود اليوم في أنحاء كثيرة.
أنا حضرت خطبا ربما في كل جمعة او جمعتين أصلي في مسجد او أسمع من الموضوعات المهمة ما رأيت أحد طرقها وهي موضوع حاسم وجدا مهم, انا ما حضرت ربما ألقاها أحد المشايخ او بعض الخطباء موضوع (الانترنت) وما يجري فيه, هذا ما يجري فيه كما ترون في كثير منه بما فيه من التعديات لا يقره دين ولا يقره خلق ولا يقره حق المسلم على المسلم, ولا ينسجم حتى مع أي قول انما هو بالاجماع ما يكون فيه من الافتراءات والظن والشك والقدح الى آخره, هذا يجب تحذير الناس منه, لانه قد ينتج عنه تنامي التدين بالشك في الناس, تنامي التدين بظن السوء في الناس, والله جل وعلا نهى عن هذا, تنامي التدين بالوقيعة يقع غيرة ويسيء وينشر أقوالا كما ترون في الانترنت حتى العلماء الكبار ما سلموا من ذلك, هذا يسبب شرخا في وحدة الناس, وهو من أسباب بلبلة القلوب, واذا وقع في القلوب البلبلة حصل الفساد في الكلمة, والله جل وعلا أمرنا بقوله (واعتصموا بحبل لله جميعا ولا تفرقوا) وأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالجماعة وحضنا عليها, ونهانا عن الفرقة, بل قال عليه الصلاة والسلام: (الجماعة رحمة والفرقة عذاب) وجاء عن بعض السلف: الوعيد لمن قال قولا أعان فيه على تفريق الكلمة.
الظن بالناس
الإمام أحمد رحمه الله تعالى أريد في أشياء لما حصلت الفتن فأبي ثم أبي, وقدح في رواة تجدونهم في تهذيب التهذيب وفي تقريب التهذيب في تراجمهم وفي غيرها من الكتب المطولة, أصول هذه الكتب تجدون الأئمة, أئمة السنة يقدحون في بعض الناس بأي شيء, فلان لا يؤخذ عنه كان يرى السيف, وفلان لا يؤخذعنه كان يقع في الأمراء, وفلان لا يؤخذ عنه, ولو جُمع من هذا لروي ان هذا من قوادح التعذيب.
واليوم تجدون هناك من الأقوال ما لا يتفق مع خلق ولا يتفق مع دين, والخلق من مقتضيات المروءة والعقل السليم وهو موجود قبل النبوة, النبي صلى الله عليه وسلم قال: (انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وقال الله جلا وعلا في شأنه عليه الصلاة والسلام: (وإنك لعلى خلق عظيم) خلقه عيه الصلاة والسلام كان قبل النبوة قبل ان يوحى اليه كان على خلق عظيم, ولما جاءت النبوة زاد خلقه عظمة وعظمة لأن الله جل وعلا أراد له ذلك, وهذاالخلق كان من مكارم الأخلاق التي يعرفها أهل النفوس السليمة ومن هذاالخلق صدق الحديث, وتجنب الظن (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) ومن هذا الخلق الوفاء من هذاالخلق وان يدع ما يريبه الى ما لا يريبه, ومن هذا الخلق حفظ السر والأمانة والعهد, أين هذه الأخلاق هذه الأخلاق أكدها الإسلام وقال انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق, ومن المقرر في علم الأصول إنما للحصر, واذا حصر الدين حصر البعثة في تتميم مكارم الأخلاق دل على الأقل على ان الدعوة الى مكارم الأخلاق من أركان الدين او من مطالبه العظام, ولهذا توجيه اليوم بالخلق وأنواعه هذا من الضروريات الناس يحتاجون الى توجيهات كثيرة, موضوع (الانترنت) وما يجري فيه يجب ان يعظ بعضنا بعضافيه وان نوجه الناس بقوة والذي لديه قدرة ليشارك فيه ويبين وينصح من تجاوز ممن يشارك في (الانترنت) فيه ظن وقول وافتراء بغير بينة حتى ان بعض الكلام يحذف بعض الكلام يقول فلان قال كذا وكذا, مثل أشياء نسبت الي حذفت منها ثلاث كلمات قال فلان كذا وكذا فلو ذكرت هذه الكلمات المحذوفة لوجد الكثير منها الى التفاهم, كذلك الحكم على الناس وأمور كثيرة, فينبغي الحقيقة للخطيب ان يعتني بالمشكلات الواقعة التهذيبية لأن المحافظة على رأس المال أولى من الكلام على أمور أخرى فنحافظ على رأس مالنا وهم هؤلاء الشباب وهؤلاء الملتزمون وهؤلاء أهل الدين والخير نحافظ عليهم بتربيتهم وبإرشادهم وبإلزامهم بالموعظة الحسنة وبالكتاب والسنة.
الدعاء في رمضان
شهر رمضان مقبل جعلنا الله وإياكم ممن صامه إيمانا واحتسابا وقامه إيماناواحتسابا اللهم لا تكلنا لأنفسنا طرفة عين, وهناك أداء نكررها دائما, وينبغي الحقيقة للأخوة ان يتفهموها وان يراجعوا كلام أهل العلم فيها وان يتركوا ما يريب الى ما لا يريب وان يعملوا بالأمور الواضحة المحكمة وان يتركوا المشتبهات من ذلك مسائل الدعاء في القنوت في رمضان, قلت عند كثيرين الأدعية النبوية في القنوت وكثرت الأدعية الاجتهادية, الدعاء هو العبادة, والعبادةيجب ان نقتدي بها بالنبي صلى الله عليه وسلم والعلماء جعلوا جواز الاجتهاد في الدعاء بما يظهر بما يريده الداعي جعلوا ذلك جائزا لكن ليس هو الأصل, والأصل ان تأخذ بجوامع الدعاء التي دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم هذا أولا ثم حفظ الأدعية النبوية هذه فيها جوامع أولا تقتدي فيها بالنبي عليه الصلاة والسلام ثانيا نتذكر قول عمر رضي الله عنه (لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء فاذا وفقت للدعاء جاءت الاجابة بعده لان الله وعد بأن يستجيب لمن دعاه وان يعطي من سأله او يثيب من عبده جل وعلا وهنا الأدعية النبوية هي الأكمل لانه لا احد أعلم بالله جل وعلا من الخلق إلا نبيه صلى الله عليه وسلم هي الأكمل لفظا وهي الأكمل معنى, وهي الأضمن في ألا يعتدي فيها الداعي في دعائه, انه لا يحب المعتدين جل وعلا هذا شيء في الدعاء, الأمر الثاني ان الدعاء أمره عظيم خاصة في القنوت او في خطبة الجمعة او نحو ذلك, فاذا دعا بشيء انما ظهر له حال الدعاء وهو يؤمن عليه وهو لا يدري هل ماسيأتيه وقت دعائه هل هو سليم او فيه اعتداء او فيه مخالفة ينبغي له الحذر, ولذلك الشخص منا اذا أراد ان يلقي محاضرة او خطبة ألا يستعد لأنه يخاطب الناس ويوجههم الدعاء سؤال الله جل وعلا يأتي الاجتهاد ويأتي من دعاء في دعاء ويأتي القنوت ربع ساعة وهذا سيأتي او ثلث ساعة ونحو ذلك بأدعية كلها اجتهادية, والأدعية النبوية قليلة هذافتح أبوابا في الحقيقة أدت بعدد من الأدعية الى انها اعتداء في الدعاء اعتداء مردود على صاحبه لا يجاب له, واذا كان اعتدى هو لاجتهاده وهو يدعو في وقت الدعاء ويظهر له شيء بدأ ويجتهد ويقول ويقول وهو يدعو.
التأدب بالآداب الشرعية
الدعاء أمره عظيم, أنظروا أهل العلم في الماضي, أسألوا وأنظروا بم كانوا يدعون, دعاء واحد معروف من الأدعية النبوية او مما أوثر عن أئمة الإسلام ما يكثرون الاجتهاد في الدعاء, الدعاء لا ينبغي الاجتهاد فيه, تدعوا بدعاء او بدعائين مما يناسب الوضع والحال ونحو ذلك متأدبا فيه بالآداب الشرعية موافقا فيه ما أثر عن الصحابة لا بأس, لكن يكون ثلاثة أرباع أونصف الدعاء و كله غير موافق للسنة هذا بحاجة الى ان نعيد النظر فيه, وطلبا لاجابة الدعاء وهربا من تعلق الذمة, مما يحصل في القنوت انه كما ترون يكون دعاء طويل والأصل في القنوت انه ليس طويلا وقنوت الوتر القنوت الذي ثبت في السنة انه قصير كله ثلاثة او أربعة أسطر الآن لو كتب في بعض الادعية أصبح ست او سبع صفحات ربع ساعة او ثلث ساعة يكون على قدر ثلث صلاة التراويح يخفف صلاة التراويح ويطيل القنوت الى درجة نصف الصلاة اذا كانت الصلاة ساعة إلا ثلث يكون القنوت او الصلاة ساعة يكون القنوت ثلث ساعة ثلث الصلاة القنوت هذا هو الأصل, النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل واذا قنت او دعا ان صح ما جاء في هذا دعا فانه بدعاء قليل ولما أوصى الحسن في دعائه كان الدعاء قليلا مختصرا (اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت) ولو تأملنا هذا الدعاء لكفى لو أجاب كان الله جل وعلا لنا دعائنا اللهم إهدنا فيمن هدية وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما اعطيت الى آخره لكفى لكن الشأن في صحة قلب الداعي وفي شأنه لذلك جاء في بعض الآثار الإلهية ان موسى عليه السلام قال: يارب دعوناك او دعاك بنو اسرائيل فلم تستجب لهم قال: يا موسى انهم رفعوا إلي أكفا سفكوا بها الدم وأكلوا بها الحرام فأنى استجيب لذلك.
النية الفاسدة
الشأن ليس في التطويل والدعاء ليس محلا لتحميس الناس هذه نية فاسدة قد تبطل الدعاء ويبوء صاحبها بالإثم. ما كان يوم من أيام الدعاء القصد منه التأثير على من خلف من يصلي او يؤمن ولم يقل احد من أهل العلم البتة بأنه من مقاصد الدعاء المشروعة انه يدعو ليؤثر على من خلفه مر أحد الناس كان يبكي وقت الدعاء مع أن ليس هناك مايؤدي الى البكاء فأنا ظننت ان الاخ الذي كان بجانبي ظننت انه رقيق القلب لدرجة انه اجهش بالبكاء بكاء مرتفعا فلما انتهت الصلاة قلت له جزاك الله خيرا هذا قديم الكلام يمكن له أكثر من عشر سنوات أو اثنتا عشرة سنة قلت له يعني لما رفعت الصوت بالبكاء يعني (الى جنبك ما استطاعوا ان يفهموا الدعاء أو يتابعونه فلو انه صار بينك وبين نفسك البكاء قال لا، لازم نحمس الناس كذا بهذا الشكل لازم نحمس الناس وهو يحرك يده هذا قصده سيىء هذا مأموم وقد يكون بعض الائمة يفعل هذا الشيء وهذا قصد سيىء لايسوغ التعبد به أصلا الدعاء لله جل وعلا تخلص، وتخبت, وتنيب، وتظهر الذل والفقر والحاجة لربك جل وعلا ليستجيب) الدعاء ليس للتأثير على الناس بالموعظة تؤثر عليهم بخطبة تؤثر عليهم بمحاضره لكن في الدعاء في القنوت ليس هذا محله لذلك قد تبطل الصلاة بمثل ذلك، الفقهاء منهم من قال انه لو دعا في صلاته بأمر دنيوي محض بطلت صلاته يعني لو دعا لأمر لاتعلق له الا بالدنيا مثل اللهم هب لي زوجة في الصلاة اللهم هب مالا في الصلاة يعني شيء متعلق دنيوي بحث هذا منهم من قال ان هذا تبطل به الصلاة وان كان الراجح غير ذلك لكن المسألة فيها كلام عند أهل العلم لأن الصلاة الدعاء فيها ينبغي ان يكون في مطالب الدنيا والاخرة جميعا وان لايكون للدنيا فحسب.
عدم الإطالة بالدعاء
اذا ننتبه الى نوعية الدعاء والى زمن الدعاء، تقصير زمن القنوت، وعدم الاطالة فيه مثل الصلوات مثل الخطب، طول الخطبة ينسي بعضه بعضا، والله الحقيقة أنا أحضر بعض الخطب اتكلم عن نفسي ويمكن العديد يحسون بذلك احيانا استحضر رغم التركيز وأكون حاط البال من طول الخطبة أنسى فقرات ساقاها أهل العلم ساق منها ابن قتيبة في عنوان الاخبار عددا ساق منها البيهقي في السنن الكبرى، وموجود في صحيح مسلم منها خطبة أو خطبتان فراجعوا ذلك تجدون انها خطب قصيرة تحفظ ويحفظها العامي ويسير بها متعظا، لكن كما قالت عائشة رضي الله عنها لعبيد بن عمر ياعبيد بن عمر اذا وعظت فأوجز فان كثير الكلام ينسي بعضه بعضا رواه مسلم في الصحيح قولها ان كثير الكلام يعني ان الكلام الكثير بعضه يمحو بعضا.
الدعاء شأنه عظيم فالله الله في آدابه والله في الالتزام والله في عدم ان ندخل للأمة في المستقبل يقتدي الناس، اليوم تشوفون كثير من العوام يقولون كلام يقول والله هذي كذا وكذا في بعض الاشياء ليس لان شفنا عليها الشيخ فلان ادركنا عليها كان الشيخ فلان يدعو بكذا وكان الشيخ فلان يدعو بكذا فأخذوا كثيرا من المسائل لا بالتعلم وانها بالقدوة بالنظر، واليوم انتم بعد فترة الناس يأخذون عنكم فاذا نحن لم نلتزم بالواضحات المحكمات لاشك انه في المستقبل سيكون بلبلة وانحراف في الدين، لان الاجتهادات معروف انها تزيد، والشيطان حريص على ان يكون هناك احداث في الدين واجتهادات حتى تنحرف أو تذهب من حيز الاجتهاد الى حيز الابتداع والزيادة في الدين.
من المسائل التي ينبغي طرحها وأنا كذا مرة ذكرناها وأكدنا عليها في خطابات وأرسلناها وأكدنا عليها انه احيانا يأتي للامام بعد الصلاة من يريد الوعظ كما تعلمون ان الامر الموجود المعروف لديكم الواضح انه لا يؤذن في الوعظ الا بمن لديه تصريح بذلك صحيح سيحرم كثيرون من انهم يعظوا هذه مفسدة، لكن هناك مفسدة أخرى ان كثيرا لاتنظر للرياض مثلا لكن فيه كثير يأتي من لايعلم ويلقي أشياء يفسر بها، فلا بد من ارتكاب ادنى المفسدتين لابد في ذلك ولذلك اذا كان الخطيب أو الامام لايعرف علم وثقة الملقي لايسمح له الاصل انه لايسمح له لكن اذا يقول لا أنا أعرفه.. كل من أراد الوعظ يسمح له ليس سليم لان هناك من قال كلام غير منضبط ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
من المسائل انه ينبغي لنا كطلبة علم وخطباء وأئمة مساجد ان نكثر من التناصح فيما بيننا والذي ألحظه وربما أكون مخطئا في ذلك انه صار النقد والغيبة أكثر من التناصح، وهذا خلاف حقوق الايمان وحقوق الاخوة، صار فلان قال كذا وكذا طيب كلمته بحثت معه نصحته لا، فلان قال والخطيب فلان اخطأ كذا، وهذا نشر في الصحف وقال، وأصبح مجال الحديث والغيبة أكثر من التناصح، والاصل كما هو معلوم ان حق المسلم على المسلم النصيحة، الدين النصيحة، ثلاثا قلنا لمن يارسول الله قال لله الاخلاص لله جل وعلا اخلاص الدين لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم باتباعه وتوحيده عليه الصلاة والسلام في المتابعة ولكتابه بالايمان به والعمل بمحكمه وأئمة المسلمين بطاعتهم بالمعروف، وعدم الخروج عليهم أو الافتئات عليهم فيما هو حق لهم لائمة المسلمين ولعامتهم بالنصيحة أئمة المسلمين بالنصيحة لمن استطاع، كل مسلم له حق ان ينصح أخاه، النصح لكل مسلم، بايعنا رسوله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم فاذا من الظواهر السيئة كلام الغيبة وقلة النصيحة، والنصيحة قد تكون بالكلام بالهاتف بالمقابلة، قد تكون بالرسالة لاتظن ان ليس لها أثر، لها اثر لكن الشأن في كيف تنصح؟ وكيف تكتب؟ وماذا تقول شخصية الناصح وصبر الناصح ايضا على مايرد له، مايفترض ان كل ما أراد ان ينصح يقال له جزاك الله خيرا وصح وكلامك صحيح لا الغالب الانسان يحب ان يجد له مخرجا ليحسن خطأه هذا طبيعي، يقول له أنت اخطأت في كذا وكذا يروح يبحث يدور ويدور، يريد ان يلقى له تأويلا أو تعليلا أو منفذا يخرج منه لكن ولو كان هذا شيء طبيعي فتصبر عليه حتى يصل به الى الاقرار بما أوجب الله علينا من طاعته جل وعلا وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
نواب ولي الأمر
من المسائل أيضا واجب الخطابة والامامة، واجب عظيم شرعي، والخطيب والامام هما نواب في أداء الصلاة عن الامام عن ولي الامر، لان الاصل الشرعي الذي يؤم الناس ويصلي بهم ويخطب بهم هو الوالي، النبي صلى الله عليه وسلم خطب وأم بصفته أدبي الامام فان افعال النبي صلى الله عليه وسلم ، كما هو مقرر في الاصول تختلف جهاتها قد يقول قولا أو يفعل فعلا عليه الصلاة والسلام ويكون ذلك لاجل مقام النبوة يعني نابعا من مقام النبوة لانه رسول ونبي عليه الصلاة والسلام وقد يقول ويفعل في مقام القضاء لانه قاضي في هذه المسألة، وقد يقول ويفعل لانه في مقام الافتاء، وقد يقول ويفعل لانه في مقام ولي الامر والامام، وقد يقول ويفعل على انه زوج وقد يقول ويفعل على انه ناصح ومرشد لما ألزم المرأة قالت أمر يارسول الله قال لا، قالت فلا حاجة لي به، فأفعال النبي صلى الله عليه وسلم كما هو مقرر عند المحققين من علماء الاصول تختلف وهنا الامام ينبغي ان يستحضر هذه المسألة العظيمة هو نائب عن من، نائب ولي الامر وولي الامر مقامه في ذلك هو لاجل ان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي ولي هذه الامور لكن لما توسع الناس فوض الخلفاء هذه المسائل، النبي صلى الله عليه وسلم أمر عددا من الصحابة، بأن يؤموا في المساجد لكثرتها لكن ولي الخطبة وحده هو وولي الخطبة وحده أبوبكر وكذلك عمر وعثمان وعلي إلى زمن علي رضي الله عنه ما في المدينة الا خطبة واحدة كان الناس يتجمعون بكثرة تعددت المساجد وأفتى العلماء بأنه لابأس من تعددها عن الضيق والحاجة الى آخره ليس هذه المسألة، لكن ينوب عن من هذا يشعرك بالتبعية العظيمة الشديدة وهذا بين العبد وبين ربه جل وعلا في أولا في مقام صلاح نفسه الامام والخطيب وكلنا جميعا يجب علينا اصلاح النفس ويجب عليه ان يتوجه الى نفسه بأمرها بالتوبة مما يعلم في نفسه من الذنوب والعصيان ويجب عليه ان يلزم نفسه بأداء الامانة يحافظ على الوقت يحافظ على الصلاة بتعاهد القرآن بتحسين التلاوة به، ان يتعاهد نفسه باصلاح المسجد، اصلاح الجماعة تفقد المتخلف، بنصح الغائب، بالرفق بهم بالسعي في حاجاتهم هذه وظيفة من وظائف الامام، ووظيفة الامام كبيرة جدا ليست سهلة فينبغي لنا ان نحض على ذلك.
على كل حال المقام قد يطول وربما يكون في الاسئلة مجال أكبر ان شاء الله تعالى أسأل الله جل وعلا لكم التوفيق والسداد، كما أسأله سبحانه ان يوفق ولاة أمرنا الى مايحب ويرضى وان يجعلنا وإياهم من المتعاونين على البر والتقوى، كما اسأله سبحانه ان يبرم لهذه الامة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويعافي فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف وينهي فيه عن المنكر انه سبحانه سميع الدعاء وصلى الله وسلم، و بارك على نبينا محمد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.