ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    التحذير من منتحلي المؤسسات الخيرية    لمن القرن ال21.. أمريكا أم الصين؟    استشهاد العشرات في غزة.. قوات الاحتلال تستهدف المستشفيات والمنازل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    أوروبا تُلدغ من جحر أفاعيها !    المرجع حسين الصدر ل«عكاظ»: ندعم تنامي العلاقات السعودية العراقية    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    رينارد يُبرر مشاركة سالم الدوسري ونواف العقيدي    دراغان: مشاركة سالم الدوسري فاجأتنا وكنّا مرهقين    أوسيك يحافظ على ألقابه ويبقى بطلاً للوزن الثقيل بلا منازع حاصداً 5 أحزمة تاريخية    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية في النواحي التشريعية والقانونية يقودها ولي العهد    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    القصيم تحقق توطين 80% من وظائف قطاع تقنية المعلومات    رحلة تفاعلية    المنتخب العراقي يتغلّب على اليمن في كأس الخليج 26    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية "أرويا"    المدينة المنورة: وجهة استثمارية رائدة تشهد نمواً متسارعاً    مشاهدة المباريات ضمن فعاليات شتاء طنطورة    وزير الداخلية يبحث تعزيز التعاون الأمني ومكافحة تهريب المخدرات مع نظيره الكويتي    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    39955 طالبًا وطالبة يؤدون اختبار مسابقة "بيبراس موهبة 2024"    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    الأمير فيصل بن سلمان يوجه بإطلاق اسم «عبد الله النعيم» على القاعة الثقافية بمكتبة الملك فهد    السعودية تستضيف غداً الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    جمعية المودة تُطلق استراتيجية 2030 وخطة تنفيذية تُبرز تجربة الأسرة السعودية    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير الشرقية يفتتح المبنى الجديد لبلدية القطيف ويقيم مأدبة غداء لأهالي المحافظة    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    المملكة ترحب بتبني الأمم المتحدة قراراً بشأن فلسطين    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمة تواجه عصابات إجرامية دولية لا ضمير لها هدفها استنزاف طاقة الشباب
أمير منطقة مكة المكرمة تقدم المصلين في صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً.. وأمهم سماحة المفتي آل الشيخ في خطبة عرفة:
نشر في الندوة يوم 27 - 11 - 2009

توافدت جموع من حجاج بيت الله الحرام منذ وقت مبكر أمس على مسجد نمرة لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا اقتداء بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والاستماع لخطبة عرفة.
وقد امتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته / 110 / آلاف متر مربع والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع بضيوف الرحمن.
وقد تقدم المصلين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية فيما أم المصلين سماحة مفتى عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ بعد أن ألقى خطبة عرفة - قبل الصلاة - استهلها بحمد الله والثناء عليه على ما أفاء به من نعم ومنها الاجتماع العظيم على صعيد عرفات الطاهر.
ودعا سماحته في الخطبة الناس إلى تقوى الله في السر والعلن وتوحيده وإقامة أركانه والتمسك بنهج الله القويم واتباع سنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم فى جميع أعمالهم وأقوالهم.
وخاطب سماحته معشر المسلمين قائلا // يامن فتح الله قلوبكم لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم يا من جعلكم الله شهداء على الناس ، حجاج بيت الله الحرام يا من استجبتم لنداء الله وقدمتم من كل فج عميق إلى هذا البيت العتيق يا معشر المسلمين يا من ينتظرون العيد السعيد أوصيكم ونفسي بتقوى الله فهي وصية الله من فوق سبع سماوات للأولين والآخرين/ ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله / وهي وصية محمد صلى الله عليه وسلم.. تقوى الله خير واق عن المعاصي ورادع عن الآثام ، تقوى الله خير واعض للعبد في حله وترحاله وسؤدده وغيبته.. فاتق الله في ليلك ونهارك وسرك وجهارك اتق الله في كل أحوالك اتق الله في تعاملك مع ربك.. ليكن التقوى سياجا منيعا يحول بينك وبين معاصي الله كلما عضمت التقوى في القلب كثرت الطاعات وقلت المعاصي .
وبين أنه بالتقوى يكون المرء عضوا صالحا في الأمة ولبنة صالحة في بناء المجتمع وتحترم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم وتبتعد عن ظلم العباد وتعطي الحقوق لأهلها التزاما بقوله صلى الله عليه وسلم // اتق الله حيثما كنت //.
وقال سماحته // إن الله خلق الثقلين الجن والإنس لعبادته ولأجل هذه الغاية خلق الله أدم فكان آدم خليفة في الأرض وأول نبي لبنيه فعاشوا قرونا على التوحيد يدينون بعبادة الله وحده لا شريك له ثم تمكن الشيطان بين بني آدم فانتشر الشرك في الأرض وعبد غير الله وانحرف الناس عن دينهم فأرسل الله الرسل عبر القرون متعاقبين متواترين مبشرين ومنذرين أنزل عليهم الكتب وأيدهم بالمعجزات ليهدوا الناس إلى الطريق المستقيم لينقذوا الناس من وساوس الشيطان وضلالاته //.
ولفت النظر إلى ما واجهه الرسل من قومهم من صنوف الأذى والاتهامات والتكذيب والسخرية والدسائس والمؤامرات مشيرا إلى أنه مع هذه المعارضات فإن الله ناصر رسله ومؤيدهم وأذاق المكذبين العذاب الأليم.
وبين كيف أن مبعث رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم جاء تتويجا لدعوة الرسل الكرام أن جعله خاتم الأنبياء وأفضلهم مستعرضا حال الناس عند مبعثه عليه السلام إذ بعثه الله للناس في أمس الحاجة إليه وهم في تقاتل وتناحر واختلاف.. لا رابط بينهم.. فلا عقيدة تحميهم ولا شريعة تهديهم يعيشون في الضلال والهوان وقد تنوعت ضلالاتهم.. فأهل الكتاب حرفوا كتبهم ونسبوا الصاحبة والولد ونسوا تعاليم أنبياءهم والعرب الجاهليون انحرفوا عن ملة الخليل عليه السلام وعبدوا الأوثان واستباحوا الفواحش والوثنية ضاربة في أطنابها في انحاء المعمورة.
إخراج الناس من الظلمات
وأضاف سماحة المفتي “ وسط هذا بعث الله سيد الأولين والآخرين محمد عليه الصلاة والسلام ليخرج الناس من الظلمات إلى النور , فهو دعوة إبراهيم وبشرى عيسى , وقد واجه صلى الله عليه وسلم من التحديات ما واجه الأنبياء ذلك أن أهل الكفر والباطل يتواصون بإيذاء الرسل//.
وبين أنه رغم كل العقبات والصعوبات التي واجهت دعوة الإسلام إلا أن الله جل وعلا نصر الإسلام وأعلى ته ودخل الناس في دين الله أفواجا ، ولم ينتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى إلا وقد أكمل الله به الدين وأتم به النعمه وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده الا هالك.
وأشار إلى أن المسلمين واجهوا بعد موته صلى الله عليه وسلم تحديا كبيرا بارتداد كثير من العرب عن الإسلام إلا أن الله عز وجل قيض للأمة من امتلأ قلبه بالإيمان والإسلام فقاتل المرتدين حتى عادوا للإسلام الحق.
وبين سماحته أن الدعوة إلى الله استمرت بعد ذلك في مشارق الأرض ومغاربها ودخل الناس في دين الله افواجا وعن قناعة بهذا الدين وأخلاقه وحلت الحضارة الإسلامية بقوتها وصلابتها مكان الحضارات الأخرى واستوعب الناس هذا الدين على مختلف أجناسهم ولغاتهم وثقافتهم.
واستدرك سماحته قائلا “ ولكن الأمه تواجه في مختلف مراحل تاريخها أعداء ومؤامرات وتحديات من أعدائها أو من بعض أصحاب الضلال ، ولكن دين الله الحق رغم كل ما يواجه ينتصر بفضل الله على الضلال ويعود بقوة وينتشر في الارض لانه دين الله الحق والفطره التي فطر الله الناس عليها “.
وأِشار سماحة المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء إلى أن أعداء الامة اليوم هم اعدائها بالأمس وإن تنوعت الأساليب واختلفت على حسب اختلاف الأزمان والأحوال.
وقال “ إن الامة الإسلامية مازالت تعاني في عصورها المتأخره من بعض التحديات العظيمة والخطيرة ومنها الإنحراف العقدي وهم الذين استبدلوا العقيدة الصحيحة بمبادئ كفرية ومناهج منحرفة مما أثر على العقيدة الصحيحة ولذلك فالاهتمام بالعقيدة الصحيحية من أجل المهمات وأعظم والواجبات “.
واستعرض سماحته تحديا اخر يواجه الإمة وهو التشكيك برسول الله صلى الله عليه وسلم والقدح فيه وفي سنته مبينا أن محبة رسول الله شرط من شروط الإيمان وواجب الامة الدفاع عن رسول الله وسنته ودفع كل الشبه بالحق المبين وان تطبيق المسلمين للسنه في أقوالهم واعمالهم هى دليل على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تحديات تواجه الأمة
ولفت سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث والعلمية والافتاء إلى جوانب من التحديات التي يواجهها المسلمون ومنها ما يقوم به بعض المحسوبين على الاسلام بايقاظ الفتنة والحرب والتقاتل بين الاشقاء وتغذيه السفهاء الذين غررو بهم وخدعوهم تحت قضايا مزعومه ارادو بها ضرب الأمة في صميمها وتشتيت شملها وتفريق كلمتها واستعداء الاعداء عليها.
وقال // إن من عظيم جهل أولئك وضلالهم عزمهم على تسييس الحج والاضرار بأمنه وإحداث الفوضى والشغب ، ولكن يأبى الله عليهم ذلك والمؤمنون ، فالبلد الأمين في أيدٍ أمينه قوية لا تسمح لا لمفسد او مغرض أن يدنس هذا البلد الأمين أو يخل بأمنه أو ان يقلل من شأنه ، وتضل بالمرصاد لكل عدو عابث ، والحمد لله رب العالمين على فضله وكرمه //.
وبين أن من التحديات التي تواجه أمة الإسلام أيضا انتشار السحرة والمشعوذين الذين لا خير فيهم الذين يزعمون علاج الامراض والإخبار بالمغيبات إلى غير ذلك من ضلالاتهم وهم ليسوا أصحاب علم شرعي أوأطباء مختصين أصحاب أبحاث علميه.. ولكن الدجل طريقهم وغايتهم محذرا منهم وداعيا لمحاربتهم بكل الطرق وشتى الوسائل.
كما بين سماحته أن من التحديات العظيمة التي تواجه المسلمون في العالم اليوم انتشار المعاصي في العالم الاسلامي وكثيرة الجهل بالأمور الشرعية مما أدى إلى التباس الأمور بين كثير من الناس بين الحلال والحرام ، مبينا أن صمام الأمان هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو من خصائص هذه الأمة.
ونبه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مما تواجهه الأمة من عصابات إجرامية دولية لاضمير لها ، هدفها محاربة الشعوب والأمم واستنزاف طاقة الشباب مستشهدا بعدد الجرائم المرتكبة والأعراض المنتهكة وألاموال المسلوبة والبيوت المدمرة التي تسببوا فيها.. داعيا جميع المسلمين والعالم إلى تضافر الجهود والعمل على استئصال هذا الداء العضال.
وقال // “الارهاب “ من أخطر التحديات التي تواجه الأمة حيث حيث عانا منه المسلمون والعالم كله فهو يستهدف المنشآت والنفوس البريئة بغير حق..إنها مشكلة عالمية إذ يوجد في العالم صورا مختلف منه ، يستغله بعض الناس ويفسره على هواه ، فإن رأى تحقيق مصالحهم أمدوه بطريقة مباشرة وإن رأوا فيه عكس ذلك حاربوه..إن العالم يشكوا من العمليات الانتحارية والتفجيرات الإجرامية التي جلبت على العالم الإسلامي البلاء والمصائب , إن هذه العمليات الإنتحارية في بلاد المسلمين بلاء يستهدف الرجال والنساء والأطفال ، يدمر المنشآت ويفرق المجتمع فأحذروا عباد الله أن تكونوا سببا لهدم بلادكم بإيديكم وأن تكونوا سلاحا في أيدي أعدائكم.. أحقنوا دمائكم وحلوا مشاكلكم فيما بينكم ، وأحرصوا على الوحدة والتماسك //.
وأبرز سماحته ضمن التحديات التي تواجهها الأمة ، تحريف معاني ونصوص الكتاب والسنة من أعداء الأمة الذين لجأوا إلى ذلك بعد عجزهم عن تحريف الفاظه ، وقال // لقد سعوا إلى تحريف معانيها تحت إسم قراءة جديدة اغتراراً وانخداعاً بالحضارة الغربية ليلفقوا بينها وبين الاسلام وذلك عن هوى وجهل بقواعد الشرع بعيدا عن مضامينه الصحيحة وفهم السلف الصالح لها // مؤكداً أن المستقبل للأمة الاسلامية مادامت متمسكة بالكتاب والسنة بعون الله.
وقال // إن الأمة تمرض ولكنها لا تموت ، هي خالدة بخلود كتابها ورسالتها باقية ما بقيت السماء دائمة ما دام الكتاب يتلى ، إن كثيرا من النظم قد سقطت وبعض المناهج البشرية قد أفلست والعالم يتطلع إلى منقذ ولا منقذ إلا الاسلام.. إن هذا الدين أمانة في أعناق الأمة كلفهم الله إياها بعد أن عجزت عن حملها السماوات والارض والجبال وهي الفاصلة بين الإيمان والكفر فمن أخذها كان ممن تاب الله عليه ومن ضيعها من الكفار والمنافقين استحق العذاب الأليم //.
وأكد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والافتاء عظم الأمانة الملقاة على رجال الأمة مبينا أن للأمانة ميادين فاسحة ومجالات واسعة تتعلق بحق الله وحق العباد وتتعلق بالمصالح العليا للأمة.
وقال // إن أعظم أمانة كلمة “لا إلة إلا الله” أصل الاسلام وأساسه بأن تعرف معناها وأن توحد الله بربوبيته وألوهيته وأسماءه وصفاته ، وتخلص لله رجاءك وخوفك وذبحك ونذرك وأن تؤمن بسنة نبيك صلى الله عليه وسلم وتصدقها وتطيعه فيما أمر وتجتنب ما نهاك عنه , وأن تؤدي أركان الاسلام من الصلاة والصيام والزكاة والحج كاملة الأركان والواجبات وبقية أوامر الشرع في الأحوال المدنية والجنايات والحدود كلها ، أمانة يجب أن تستجيب لها ولا تخل بشئ منها وتعلم أن هذه الأوامر لمصلحة العباد//.
الالتزام بأداب الشرع
وشدد سماحة المفتي العام على ضرورة أن يلتزم المسلمون ببقية أوامر الشرع من الأحوال الشخصية والجنايات والحدود فهي أمانة يجب الامتثال لها وعدم الإخلال بشيئ منها مؤكدا أن على المسلم أن يدرك أن الأوامر الشرعية هل لمصلحة العباد في عاجلهم وآجلهم وان النواهي التي نهى الله عنها من السحر والزنى والربا وقتل النفس وغير ذلك من المحرمات إلا أمور يجب الابتعاد عنها وتركها طاعة لله ولأن في تركها مصلحة للعباد.
وأوصى سماحته بالتزام أداء الفرائض وتجنب المحظورات فهي تكاليف شرعية ملزم بها كل مسلم فهو ليس حر يفعل ما يشاء منبها مما يدعيه عباد الضلال بأن الإنسان حر يفعل ما يشاء فيقضي رغباته وشهواته دون دين او شرع أو عرف.. واصفا سماحته ذلك بأنه أمر عظيم وفيه دعوة للتمرد على الله وطمس لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن ذلك التشكيك في الحجاب.
وألمح سماحته إلى ان هناك أمانة خاصة يحملها الأقويا من الرجال الذين يخططون لمصالح الأمة العليا ولمشاريعها الكبرى.. فأولا الأمانة الملقاة على رجال السياسة الذي سبروا الاحوال وأدركوا الكثير من حقائق الأمور وميراد للأمة ، عليهم ان يضعوا للأمة سياسة عادلة صالحة في الحاضر والآجل وان يكفوها شر المتربصين بها من عدائها والمتخاذلين معهم وان يحرصوا على سياسة حكيمة تبعد الأمة عن التهور والصراعات السياسية والسياسة الطائشة وان يعلموا أنها أمانة وأن من أراد الدين بسوء فلابد ان يخذله الله فليضعوا سياسة تؤيد الشرع وتحفظ الأمة من الانزلاق ، سياسة تعالج قاضيا الأمة ، مرنة في أمورها تتمشى مع ما فيه منفعة الأمة في الحاضرة والمستقبل.
التحرر من التبعية
ودعا سماحة المفتي العام رجال الاقتصاد إلى التحرر من التبعية الاقتصادية وأن يوجدوا أصولا للاقتصاد الاسلامي مبتعدين عن المحرمات وان يوجدوا سوقا إسلاميا لتبادل السلع بين المسلمين لتحمي مجتمع المسلمين ، مبينا ان ذلك أمانة على رجال الاقتصاد المسلمين لافتا إلى ما يسمع من الانهيارات الاقتصادية وإفلاس بعض الشركات تصديقا لقول الله تعالى // يمحق الله الربا ويربي الصدقات //.
ودعا رجال الصناعة في الأمة الإسلامية إلى إيجاد قواعد علمية لصناعة دولية متقدمه تستعين بالخبرات والأبحاث لتخليص الأمة من الكسل والخمول وتستعين بالعقول والأيدي العاملة والطاقات الموجودة لتخليص الأمة من أن تكون عالة على غيرها بأمرين أولهما : ألا تكون اتكالية على غيرها ، وثانيهما : ألا تكون أسواقها لترويج سلع الآخرين الذين يستبيحون نهب ثرواتها مؤكدا ان على المسلمين ان يأخذوا ويعطوا ، فكما يستوردون يجب ان يصدروا حتى يكونوا متوازنين بين الأخذ والعطاء.
وأبرز سماحة الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ عظم الأمانة الملقاة على رجال الأمن في المحافظة على الأمة في كل المستويات وفي كل المجالات ، لاسيما الفكري والعقدي بالمحافظة على المسلمات والثوابت من الانحلال والتميع والأخذ على أيدي المستفزين والمجرمين.
كما أبرز الأمانة الملقاة على إعلام الأمة في ايجاد إعلام إسلامي بعيد عن الفحش ونشر الرذائل وعن التهويل والإثارة وعن تضليل الرأي العام وقال // ليعلموا أن الأمة تعاني من تدفق إعلامي في مجالاته الصحفية والفضائية والالكترونية ، وان هذا الانفتاح الكبير يوجب على الأمة العمل للمحافظة الشباب من هذه الضلالات تحت دعوى الحرية والتقدم والانفتاح والترفيه // مبينا سماحته أن الكثير من هذه القنوات تحمل أفكارا ضالة وآراء منحرفة وأفلاما ومناظر فاسدة مما يوجب على رجال الإعلام ومؤسساته التعاون لصد هذه الأخطار وإيجاد ميثاق شرف يحمي الأعراض والعقول من هذه الضلالات وان يكون الإعلام خادماً لقضايا الأمة مدافعاً عنها ، يعالج كل شيء ويقارع الحجة بالحجة//.
ثقافة الأمة
وأوضح سماحة مفتي عام المملكة أن الأمانة الملقاة على رجال الثقافة تتمثل في أن يحافظوا على ثقافة الأمة المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مشيرا الى ان السنة وتراثها الاصيل بتميزها الإسلامي يحمى الشباب من تلوث أفكاره بالدعايات المضللة وقال // على المسئولين عن مسائل اجتماع الأمة ان يحرصوا على المحافظة على الأسرة وانتظامها والبعد عن ما يشتتها ويضعف كيانها وان ينموا في الأمة روح التعاون والتعاطف والتراحم في الأمة ، وان تكون هذه العلاقة الاجتماعية إسلامية بعيدة عن التأثر بالقبلية أو الجنس أو اللون أو الفارق المادي //.
وأوصى الدعاة إلى الله أن يخلصوا لله في دعوتهم وان يهتموا بالعقيدة أولا وقبل كل شيء وان يغوصوا في مشاكل الأمة ليوجدوا الحلول لها وان يهتموا في تغيير الأخطاء والمنكرات بالتدرج وان ينوعوا الأساليب بخطاب أو حوار أو نحو ذلك ، وان يعلموا أن الدعوة إلى الله شرف وفضيلة وليست تجمعاً حزبياً ضيقاً ولا منظومة أفكار عوجاء ولكنها إيصال كلمة الحق الى النفوس//.
وأكد مسئولية “ المفتون “ وأمانة هذه السمؤولية وأن تكون الفتاوى صادرة عن ما في الكتاب والسنة مبينا أن عليهم أن يتقوا الله ويعلموا أنهم موقعون عن رب العالمين ، محذرا من القول على الله بغير علم.
وتطرق سماحة المفتي لأمانة أخرى هي أمانة ملقاة على عاتق المخططين للبيئة هى أن يحرصوا على المحافظة على البيئة وسلامتها من التلوث والنظافة الشرعية وسلامة الأبدان من الأمراض والأوبئة وإيجاد المراكز الوقائية لدفع المضار عن الأمة وبذل السبب النافع في ذلك “.
وخلص إلى أن تلك الأمانات - كلا في مجاله - مع اختلافها والمسئولون عنها مع اختلاف منازلهم يجب ان يعلموا انها أمانات وليست غنائم ، وإنها تكليف وتشريف ، وعبادة وليست سيادة.
وقال “ مما يؤسف له إن بعض من أبناء المسلمين خططوا لشعوبهم ما ألحق الضرر بها فجعلوا المصالح الشخصية فوق وحدة الأمة وجعلوا الخلافات الشخصية فوق اجتماع الكلمة ، وما أحوج الأمة إلى تراص الصفوف واجتماع الكلمة “.
أمانة رجال التعليم
واستعرض سماحة مفتي عام المملكة في خطبة عرفة الأمانة الملقاة على رجال التربية والتعليم ، ودعاهم الى تقوى الله عز وجل وان يضعوا مناهج أصيلة تقوي انتماء الأمة بدينها وتربيهم على الأخلاق والشيم النبيلة وتبعدهم عن الأخلاق الرذيلة وتشعر كل فرد منهم بأنه عضو في أمته يجب أن يسعى في إصلاحها.
وقال “ يجب العمل على تربية الابناء على الإيمان والعلوم النافعة لتأخذ الأمة مكانتها في الاقتصاد والسياسة والإعلام وكل ما تحتاج الأمة إليه “.
وأشار سماحته الى أن البعض من أبناء المسلمين خططوا للتعليم في بلادهم ما فصل الحاضر عن الماضي فأصبح الحاضر غير مرتبط بماضيه المجيد ولا يعلم شيئاً عنه مما يفقد الثقة بالأمة.
ودعا سماحته الامة الاسلامية عامة الى تقوى الله في دينهم والمحافظة عليه والتمسك بالشريعة الاسلامية.
كما دعا قادة الامة الاسلامية الى تقوى الله في الشعوب وتطبيق شريعة الله عز وجل لكي ينعموا بالسلامة والاستقرار.
ووجه سماحة المفتي خطابه إلى شباب الإسلام قائلا لهم “ عليكم إنقاذ الأمة من ضلالتها واجتناب الشعارات الزائفة والالتزام بشعار الإسلام محذرا إياهم من مكائد الأعداء واتباع الدعوات المضللة والشهوات.
وخاطب سماحة الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ رجال الأعمال والأموال قائلا لهم “ اتقوا الله فيما استخلفكم فيه من الأموال وجنبوها المكاسب الخبيثة وكونوا مثالا للتاجر الصادق الأمين الذي لا يخدع أمته ولا يدلس عليهم ولا يأكل أموالهم بالباطل ، ووظفوا أموالكم فيما يعود على الأمة بالخير وإياكم ونشر الفساد والباطل وان تكون أموالكم سلاحاً بأيدي أعداءكم ،أحرصوا على تنمية الأصول الشرعية فيما ينفع الأمة في الحاضر والمستقبل “.
ودعا قادة العالم إلى قراءة منصفة للإسلام الذي هو دين الأنبياء كلهم منذ نوح عليه السلام إلى عيسى بن مريم الى محمد صلى الله عليه وسلم.. وإلى التفكر في هذا الدين الذي لا يقبل الله من احد ديناً سواه.
كما وجه سماحته خطابه الى رجال الفكر مطالبا إياهم بالسعي والعمل على نصرة المظلوم ورد المظالم وإعطاء كل ذي حق حقه.
وتطرق سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ إلى الحال في فلسطين حيث يعاني أهلها من حصار شديد وارهاب لم يشهد العالم له نظير ،متسائلا أين العدالة وحقوق الانسان وأين الضمير أمام هذه الاشياء.. ,وصفها بأنها مصيبة عظيمة.
وطالب سماحته المفكرون والحكماء بالمسارعة إلى إنقاذ العالم من المعضلات والازمات الاقتصادية والسياسية التي يتعرض لها وقال // إن كثيراً من الأمور لا تنفق على سباق التسلح فلو انفقت على إغاثة المنكوبين وشد عزيمة الدول النامية لكي تعيش في أمن وايمان لكان خيراً كثيراً //.
ودعا حجاج بيت الله الحرام إلى شكر الله على نعمته أن بلغهم الوصول إلى البيت الحرام والمشاعر المقدسة وأعانهم على أداء نسكهم وذلل أمامهم الصعاب وسهل الامور ونصحهم بالتعاون على البر والتقوى ، والإلتزام بأدب البيت الحرام وحرمته ومكانته إضافة إلى الانظمة التي وضعت لأجل منفعة الجميع وتطبيقها.
وقال سماحته //أيها المسلمون من خلال الاعتراف بالفضل لأهله فإن الله جل وعلى تفضل على هذه البلاد بقادة مخلصين ودعاة مصلحين شرفهم الله بخدمة بيته الحرام ورعايته فقاموا بخدمته خير قيام من توسعة للحرمين وإعانة للمسلمين وتيسير أمر الحجيج يبتغون بذلك وجه الله فجزاهم الله عما فعلوا خيراً وامدهم بعونه وتأييده//.
وحمد الله تعالى الذي حفظ للأمة بقاء دينها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين لافتا إلى أنه ما خلى قرن من القرون إلا وفيه داع إلى الله يجدد للأمة ويعيدها الى رشدها ، لكن منهم من وفق بناصر ومؤيد ومنهم من ليس كذلك ، ومن الرجال المصلحين الذين دعوا الى الله ودينه شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب الذي خرج في منتصف القرن الثاني عشر فدعا الى الله وتوحيده وإخلاص الدين له سبحانه ، فناصره الإمام محمد بن سعود رحمه الله ، وتعاضد الإمامان الكريمان على هذا دين ونصرة هذا الدين الى ان وفق الله الجميع ففتح الله على قلوبهم ، ونصرهم ونصر بهم الدين وأعادا الأمة إلى صحيح الإسلام.
واستهجن سماحته ما تطرحه فضائيات تلفازية من سب ما يسمونه الوهابية وتلفيق التهم والاباطيل مدعين الكذب ، إذ أن محمد بن عبدالوهاب لم يدعو الى مذهبه ونسبه وإنما دعا الى الله والى توحيده وإخلاص الدين له.
وأوصى سماحة المفتي العام جميع المسلمين بإخلاص التوحيد لله في أعمالهم مبينا أن الله لا يقبل عملا إلا اذا كان خالصاً له وصواباً على كتابه وسنة رسوله.
وقال // أيها الناس تفكروا في أعمالكم وتدبروا رحيلكم من هذه الدنيا فأمامكم الموت وسكرته والقبر وظلمته والحساب وشدته ، والملاك وسؤاله وروعته ، إن القبر أول منازل الآخرة فإن الميت يكشف له عند موته حاله ، الآية : ((فالمؤمنون تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أوليائكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة)).
وأضاف // القبر إما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النار ، فاستعدوا لهذه المواقف العظيمة وأمامكم الحساب والوقوف بين يدي الله في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، تدنو الشمس من العباد حتى تكون على مقدار ميل منهم وتصهرهم الشمس ويلجمهم العرق على اختلاف مراحلهم منهم إلى كعبيه وإلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً.. تذكروا تطاير الصحف وميزان الاعمال ، تذكروا العبور على السراط ، تذكروا يوم يقال لاهل الجنة خلود فلا موت ، ولاهل النار خلود فلا موت ، تذكروا تلك المواقف عسى ان تعود علينا بالخير في أمور ديننا ودنيانا //.
وأبان سماحته لحجاج بيت الله الحرام فضل يوم عرفة وقال // إنه أفضل أيام الله ، ما من يوم أكثر منه يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة ، وانه ليدنوا يباهي بهم الملائكة، ينزل ربكم الى سماء الدنيا عشية هذا اليوم فيباهي بأهل الارض أهل السماء فيقول:// انظروا الى عبادي أتوني شعثاً غبراً ، استشهدكم أني قد غفرت لهم // هذا اليوم ما يرى الشيطان في يوم هو أحقر ولا أصغر ولا أدحر مما هو في يوم عرفة ، وإن أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قال نبينا وقال قبله النبيين يوم عرفة / لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير //.
ودعا سماحته الله تعالى ودعا المصلون معه الله تعالى رافعين أكف الضراعة له سبحانه يسألونه المغفرة.
ودعا الله ان يتقبل الحج من الحجاج وان يغفر ذنوبهم ويجزيهم خير الجزاء وان يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لكل خير ويحفظه بحفظه وان يكون له عونا ونصيرا وأن يشد أزره بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ويلبسه الصحة والعافية وان يوفق النائب الثاني لكل خير ويعينه على مهمته في ملاحقة المجرمين والمفسدين والمتسللين والضالين والغاوين.
وسأل الله تعالى التوفيق والعون للقائمين على الحج في كل شؤونه وأن ييسر لضيوف الرحمن اداء مناسكهم ويعيدهم لأهلهم سالمين غانمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.