يعد ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أصغر الأبناء الذكور للملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، إذ ولد في 7 شوال 1364 الموافق 15 سبتمبر 1945. ويعرفه الكثيرون ممن حوله بأنه يتمتع بشخصية ذكية، ويجيد أكثر من ثلاث لغات أجنبية، ومحاور لبق من الطراز الأول، كما يتسم بدماثة الأخلاق، والتواضع، غير محب للرسميات، رغم لتزامه ومحبته للنهج العملي، ربما يكون ذلك بفضل دراسته وعمله في السلك العسكري. وامتازت شخصيته بالذكاء الحاد في حل الملفات الشائكة في الخلافات الدولية ذات العلاقة بالمملكة خلال فترة توليه رئاسة الاستخبارات العامة، وكان في أولويات المهام الصعبة التي تعامل معها ملف الإرهاب الدولي، والعمل على تجفيف منابعه، والقضاء على بؤره. التقيته مرة خلال زيارة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – لتدشين عدد من المشاريع التنموية في الجبيل، وقد ترجل من سيارته بعد أن توقف الموكب من الزحام قبل وصوله إلى موقع الحفل، فحدثته دون النظر إليه: "يا رب نلحق التدشين"، فأجابني: "لا ما عليك يمدينا"، وعندما نظرت إليه فإذا هو الأمير مقرن، قفلت له متسائلا: سمو الأمير مقرن؟ فأجابني: نعم. فقبلت رأسه ونحن نسير، وأخبرته أنني صحفي مدعو لتغطية المناسبة، وأطلعته على بطاقة الدعوة، فاصطحبني معه وسهل دخولي إلى قاعة الحفل. كثير من القصص يحكيها أهالي حائل عن ولي العهد الأمير مقرن الذين عاش معهم نحو 20 عاما أميرا لمنطقتهم، شاركهم خلالها كثير من جوانب حياتهم المختلفة، فقد كان يستقبلهم في مكتبه بالإمارة حتى بعد انتهاء ساعات الدوام الرسمي، كما كان يستقبلهم في منزله خارج ساعات الدوام طوال أيام الأسبوع، ودونما إجراءات رسمية، بل كان يحضر مناسباتهم الخاصة من أفراح ونحوها، ويشاركهم كذلك فعالياتهم العامة بكل حب وصدق انتماء وتواضع. وقال ولي العهد الأمير مقرن نصا في أحد لقاءاته للحديث عن علاقته بحائل وأهلها: "لقد كانت علاقتي بهذه المنطقة وأهلها رفقة عمر، ولم تكن علاقة حاكم ومحكوم، فأهل حائل يستحقون الثناء والتقدير، وخير من تسعى للصلح بينهم في حال كان هناك خلاف، فهم كرماء، ويساعدونك على العلم الغانم". وعن المدينةالمنورة، قال سموه: تتميز المدينة بطبيعتها الروحانية، وتشرفت خلال تولي مهام الإمارة بها بالعمل مع فريق من الخبراء والمختصين في إعداد رؤية المدينة المستقبلية، الأمر الذي منحني كثيرا من الخبرة في مجالات مختلفة، تعلمت منها ما لم أتعلمه في كلية ولا جامعة". وعن القوات الجوية قال: "لا تعرف هذه القوات سوى الإتقان والالتزام، ولا مكان للحسب أو النسب في عملها، كما أن الطيار ليس بانتظار من يقول له أحسنت أو لم تحسن، فهو أول من يعرف ذلك عن نفسه". وروى وزير الإعلام الأسبق محمد عبده يماني، أنه عندما وصل إلى حائل برفق الشيخ صالح كامل لإنشاء أول محطة تلفزيون بالمنطقة، توجها لمقابلة الأمير مقرن في مزرعته، وعند دخولهم المزرعة رأوا رجلا يعتني بالأرض والمزروعات، ويرتدي ملابس رياضية، فخاطبوه من بعيد: "لو سمحت.. ادع لنا الأمير مقرن، فأجابهم: إن شاء الله" ليفاجآ حينها أن من أجابهما هو الأمير مقرن بنفسه، فاعتذرا لأنهما لم يعرفاه، ولم يتوقعا أن يعمل في المزرعة بنفسه.