أحسن الملك عبدالله عندما اختار الأمير مقرن نائباً ثانياً لمجلس الوزراء، فالبرغم من كونه عالي التعليم وضابطاً طياراً ومقاتلاً وصاحب ثقافة واسعة وسياسياً متمكناً، إلا أن تجربة أهالي منطقة حائل معه خلال عشرين عاماً أثبتت أنه فوق ذلك هو أمير الالتزام والتواضع. خلال عملي الصحفي زُرت الأمير مقرن في مكتبته الخاصة في مزرعته في مدينة الخطة.. تلك المزرعة كشفت جوانب عديدة من شخصية الأمير الحقيقية، فهو يقضي بقية يومه بين الكتب لساعات طويلة، أو رؤية المجرات عبر التلسكوب، وأحياناً قيادة الحراثة بنفسه! كان ومازال في غاية التواضع، لدرجة أننا دائماً ما نجده في سيارته عند الإشارة، وأكثر من مرة شوهد يقود السيارة بنفسه دون مواكب أو إغلاق للطرق، ببساطة وبشاشة! السمة الأخرى هي التزامه بالوقت ووجوده المستمر وكأنه رجل آلي.. كان يحترم الوقت ويقدر قيمة الثواني، حتى أنه كان يقف بسيارته متخفياً أمام مباني المؤسسات التي تحدث فيها المناسبات لأنه يأتي مبكراً.. كان لا يفوّت مناسبة ثقافية إلا ويحضرها ويداخل ويناقش، وأتذكر أنه قال لأحد الصحافيين عندما سأل سؤالاً باهتاً: ثقفوا أنفسكم أيها الصحافيون قبل أن تسألوا! تحدثت عن جوانب قد لا يعرفها البعض في شخصية الأمير مقرن، لأن الجميع مطلع على دوره السياسي البارز في كثير من القضايا الجوهرية.. مرحباً بالأمير مقرن عضداً وسنداً للملك وولي العهد.