أخيراً اعترف حزب الله اللبناني بمصرع أحد أبرز قياديي الحزب العسكريين في سورية، وهو بسام طباجة، المسؤول عن قطاع القلمون وقائد العمليات فيه. وأكدت مصادر مطلعة أن القيادي الطائفي قتل بعد هجوم شنه الثوار على أحد مقرات الحزب في جرود عرسال، إلى جانب مقتل وجرح العشرات من عناصر الميليشيا. وأضافت المصادر أن من بين القتلى فتيانا لم تتجاوز أعمارهم السابعة عشرة من العمر. وكانت مصادر مقربة من الحزب قد تحدثت عن سقوط أكثر من 40 قتيلا في المعارك الأخيرة، مشيرة إلى أن المنطقة التي أعلن فيها عن تحقيق انتصارات عسكرية سابقاً تشهد حالياً حرب استنزاف يتوقع لها أن تمتد لفترة غير قصيرة. وفي محاولة لرفع المعنويات في بيئة الحزب التي تشهد تراجعاً كبيراً وتململاً من التورط في الأزمة السورية، لا سيما في منطقة البقاع، حيث يزج بشباب من صغار السن غير مدربين بشكل كاف ويتركون لمصيرهم في قلب المعركة، وغالبا ما يسقط هؤلاء قتلى أو يصابون إصابات كبيرة، لوحظ أمس أن وسائل الإعلام التابعة للحزب الطائفي تتحدث عن إحباط مخطط للمعارضة، وأن الحزب عمل على مواجهة قوات النصرة وتعامل مع تهديدات أميرها أبي مالك الشامي بجدية، بعد أن تحدث عن نقل المعركة إلى عقر دار حزب الله في لبنان. وتعليقاً على ما جرى يقول مدير مركز القلمون الإعلامي، عامر القلموني في تصريحات إلى "الوطن": "المعارك الأخيرة ليست جديدة، فالمعارك ستصل إلى مرحلة مواجهة كبرى، وهناك خطأ ارتكبه حزب الله، هو تجاوز الحدود وعدم التعامل مع التهديدات التي أطلقها الشامي بجدية، فهو لم يتحدث عبثاً عندما قال بنقل المعركة ضد الحزب إلى لبنان، لأن هناك شيئا ما يجري تحضيره، وأن حزب الله أخطأ بدخوله إلى سورية والقلمون تحديداً، وبعد سقوط يبرود لم نر انسحابا له، بل عزز من مراكزه وحواجزه وتحول إلى جيش احتلال حقيقي". وأضاف "محاولة تصوير الثوار على أنهم أشخاص مارقون جرى القضاء عليهم هي خطأ كبير، وأشك أن باستطاعة الحزب تحمل هذه الخسائر، حيث يفقد قرابة 40 قتيلاً وعشرات الجرحى في يوم واحد". ومضى القلموني بالقول "هناك أنباء عن وجود 5 جثث لقتلى حزب الله لدى الثوار. أما الحديث عن وجود أسرى من جبهة النصرة لدى حزب الله فهذا أمر مشكوك فيه، لأن هؤلاء يفضلون تفجير أنفسهم على الوقوع في الأسر، لذلك غالباً ما يرتدون أحزمة ناسفة ونادراً ما يقع أحدهم في الأسر". وعن تداعيات إعلان جبهة النصرة نقل المعركة مع حزب الله إلى داخل الأراضي اللبنانية، واحتمال مشاركة المزيد من العناصر المتشددة في هذه المعركة، لا يستبعد القلموني حصول عمليات قتل على الهوية، وقال "في حال وقوع هذا السيناريو فإن بقية اللبنانيين لن يتأثروا به، لأن الشامي حدَّد المناطق التابعة للحزب بأنها ستكون الهدف وهي مركز العمليات، وهذا نوع من العقوبة لكم على التدخل في سورية". ويواصل القلموني بالقول "من الغريب أن هذا الحزب يزج بشباب صغار السن وهو ما يفسر خسائره المتزايدة. وقد رأينا أن القتلى الذين سقطوا مؤخراً تتراوح أعمارهم بين 16 – 20 عاماً، وليست لديهم خبرة قتالية، وهؤلاء لا يقاتلون عن عقيدة وإنما كمرتزقة، وليست لديهم أي أهداف سامية. والهويات التي نشرت تؤكد صغر أعمارهم، وهذا نوع من الانتحار". وبالأمس، استمرت الاشتباكات بين حزب الله والثوار في القلمون، حيث سقط صاروخ مصدره السلسلة الشرقية على أطراف بلدة بريتال، وسمعت أصداء المعارك في أرجاء المنطقة في القرى اللبنانية المجاورة، حيث استخدمت في الاشتباكات الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.