حرص المغردون في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" على الحضور والمشاركة في ملتقى "مغردون سعوديون" الثاني الذي احتضنته قاعة الاحتفالات بفندق "الرتز كارلتون" الرياض، التي غصت بالمغردين لمتابعة جلسات الملتقى الأربعة لما يزيد عن خمس ساعات، كان للرياضة منها نصيب عندما خصص الملتقى لها الجلسة الثانية وحملت عنوان "التعصب الرياضي وآليات الحد منه في تويتر". وترأس الجلسة مذيع القناة الرياضية، فهد المساعد، وتحدث خلالها كل من الأكاديمي المذيع بالقناة الرياضية السعودية، رجاء الله السلمي، والمدير التنفيذي لرابطة دوري المحترفين السعودي، ياسر المسحل، الناقد الرياضي، عضو مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين أحمد الفهيد، والناقد الرياضي عبدالعزيز الغيامة، وتمحور الحديث فيها عن تجارب الزملاء، وتحديداً ما يواجهونه من اختلافات في ردود الفعل على تغريداتهم اليومية عبر حساباتهم الشخصية في "تويتر". وأكد الفهيد عدم وجود ما يسمى بالتعصب الرياضي في السعودية، مبيناً أن السائد هو أن "هناك عبارات سيئة تقال في الملاعب وفي تويتر"، دون أن ينفي حضور العنصرية التي اعتبرها "نوعاً من أنواع التعصب"، مطالباً بالقضاء عليها من خلال تشريع أنظمة وإقامة القوانين بالعدل. وجاء تداخل المسحل في الحوار ليلفت الانتباه إلى أن تحميل الحكام المسؤولية الأولى في خسارة أي فريق وتكريس تلك النظرة في نفوس الأطفال "يعد نوعاً من أنواع الابتزاز الذي أسهم في تأجيج الشارع الرياضي السعودي ونشر التعصب بشكل أوسع"، مشيراً إلى أن "التشجيع المفرط أسهم أيضاً في نشر سلبيات كبيرة"، مطالباً بسرعة إيجاد حلول عاجلة وقانون رادع يعاقب مثيري التعصب والعنف في "تويتر"، تحت إطار نظام الجرائم الإلكترونية وتفعيله للحد من التجاوزات. في حين شن الغيامة هجوماً حاداً على وزارة الثقافة والإعلام، عاداً إياها الراعي الرسمي ل"التعصب الرياضي" من خلال "تركها الحبل على الغارب"، على حد وصفه، مؤكداً أن غياب محاسبة المسيء على أي طرف يثير التعصب الرياضي في المجتمع ويزيده ولا يحد منه. وعرج الغيامة بالحديث إلى زملائه الإعلاميين وانتقد طرحهم ووصف ما يحدث ب"الانفلات الإعلامي"، وأن له دوراً بارزاً في تأجيج التعصب، خاصة عبر "تويتر"، مقترحاً أربعة حلول للحد منها، يقع أولها على وزارة الثقافة والإعلام، ثم على هيئة الصحفيين السعوديين، وأيضاً على المؤسسات الصحفية التي تشارك في هذا الهم، وأخيراً على النقاد الرياضيين وكتاب المقالات. إلى ذلك، كشف رجاء الله السلمي عن أن "تويتر" عرى زملاءه الإعلاميين وكشف الحقيقة الغائبة، منوهاً إلى أن موقع التواصل الاجتماعي "أظهر الوجه الآخر لمدّعي المثالية من الإعلاميين"، مشيراً إلى أن "الرياضة لم تعد مجالاً للترفية بل أصبحت تشكل على حسب الأمزجة". وتحدث السلمي بإسهاب بحكم تخصصه في المجال الإعلامي ودراسته التي قدمها أخيراً للحد من التعصب الرياضي، وقال "لدينا تعصب.. لدينا احتقان ولدينا عنصرية، أسهم الإعلام الجديد، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف مسمياتها ومنها "تويتر"، في نشرها وبث سمومها في المجتمع بشكل أوسع، في ظل غياب المسؤولية الاجتماعية، وحرية الإعلام التي أسيء فهمها، كما أججت بعض وسائل الإعلام الشارع الرياضي في مجال التعصب الرياضي، وكشفت لنا التحيز الواضح الفاضح، وبالتالي فإن "تويتر" كشف لنا الحقيقة دون تزييف".