انطلق مساء اليوم في مدينة الرياض ملتقى "مغردون سعوديون"، الذي تنظمه مؤسسة مسك الخيرية، بحضور نخبة من المغردين المشاهير وناشطي مواقع التواصل الاجتماعية، وبحضور إعلامي وصحفي. وبدأ الملتقى في جلسته الأولى، التي أكد خلالها الدكتور خالد النمر، أن تفعيل التوعية في تويتر ساهم في خفض نسبة أمراض القلب في المملكة، ورأى عبدالملك الحوشان أن تويتر سهل الوصول إلى المسؤول مباشرة دون بيروقراطية.
وتناولت الجلسة الثانية من الملتقى ملف التعصب الرياضي، وآليات الحد منه في "تويتر" حيث رأى المذيع رجاء الله السلمي، أن "تويتر" كشف عورات الإعلاميين والتعصب الفاضح الواضح، ورأى الكاتب أحمد الفهيد أن الحالة الرياضية في السعودية لا توصف بالتعصب الرياضي، بقدر ما توصف بأنها "قلة أدب".
الجلسة الأولى " توظيف تويتر للتوعية"
انطلقت أولى جلسات الملتقى بعنوان توظيف تويتر للتوعية، حيث أدار الحوار الإعلامي علي العلياني، وشارك في الحديث الدكتور خالد النمر و أمل المطيري المتخصصة في الإعلام الجديد بالإضافة إلى الدكتور سامي الحصين مؤسس موقع رواق التعليمي وعبدالملك الحوشان مدير الإعلام الجديد في وزارة التجارة والصناعة.
ورأى الدكتور خالد النمر أن التوعية في تويتر ساهمت في خفض نسبة أمراض القلب في المملكة، والأمراض المنتشرة في المملكة مثل السكر والضغط، وقال "النمر": " تويتر وضح العلاقة بين المريض والطبيب وزاد الثقة بينهم كما بين حقوق المواطن التي كان يجهلها الكثيرون".
وتحدثت أمل المطيري المتخصصة في الإعلام الجديد عن تجربتها في تويتر والتي أكدت أن مواقع التواصل الاجتماعية استطاعت الوصول إلى الناس بشكل سريع وسهل للتعبير عن آرائهم، وأنها ساهمت في التأثير على الرأي العام.
وتحدث الدكتور سامي الحصين عن تجربته في مجال التعليم وكيف استطاع أن يؤسس مشروعاً تعليمياً إلكترونياً مجانياً يصل لجميع الفئات ويصبح صدقة جارية، مؤكداً على أهمية تأسيس منصة تعليمية تخدم المجتمع "يغيب مطوروها ويبقى جمهورها".
وتحدث عبدالملك الحوشان حول تجربة وزارة التجارة عبر تويتر، ووصف الحوشان دور الوزارة بالفعال والاحترافي في استخدام تويتر، وكشف الحوشان على أن 15% من شكاوى المواطنين لدى الوزارة تم تلقيها عن طريق تويتر، بالإضافة إلى العديد من التغريدات، والحملات التوعوية التي بعثتها الوزارة مثل قضية حملة "حررته فقيدني" وحملة "لاتسأل بكم" والتي لاقت تفاعلاً كبيراً.
وتابع "الحوشان": "تويتر سهل الوصول إلى المسؤول مباشرة دون بيروقراطية، كما أن الوزارة شاركت المواطنين بعض الأفكار التي تم تطبيق بعضها على أرض الواقع".
الجلسة الثانية "التعصب الرياضي وآليات الحد منه في تويتر"
الجلسة الثانية من برنامج الملتقى حملت عنوان "التعصب الرياضي وآليات الحد منه في تويتر"، وترأس الجلسة الزميل الإعلامي مذيع القناة الرياضية فهد المساعد، وتحدث في الجلسة كل من الزميل الإعلامي رجاء الله السلمي الأكاديمي والمذيع في القناة الرياضية, ياسر المسحل المدير التنفيذي لرابطة دوري المحترفين السعودي، الزميل الإعلامي أحمد الفهيد الناقد الرياضي والكاتب الصحفي وعضو مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين، والزميل الإعلامي عبدالعزيز الغيامة الناقد الرياضي والكاتب الصحفي.
في البدء أشار المساعد إلى أهمية الحد ومحاربة ظاهرة التعصب والحد من العنف الرياضي، حيث إن كلمات قليلة جداً لا تتجاوز 140 كلمة قد تقلب الدنيا فوقاً على عقب.
ومن ثم أتيحت لكل متحدث سبع دقائق ليلقي بورقة عمله , فكانت البداية مع الزميل أحمد الفهيد والذي أشار أنه لا يوجد تعصب في الرياضة السعودية وإنما هو ( قلة أدب ) على حسب قوله، مؤكداً أن التعصب في السابق كان أشد لكونه مؤذياً، أما اليوم فإن الألفاظ السيئة والشتم هي التي تقود المشهد في المدرجات الرياضية.
وطالب "الفهيد" بالقضاء على التعصب من خلال القضاء على العنصرية، وتشريع الأنظمة وإقامة القوانين بالعدل، وتنفيذها وخاصة ما يدور من خلال "تويتر".
وأشار المسحل في مداخلته إلى أن الابتزاز الرياضي في الصغر، وزرع في نفوس الطفل مقولة ( الحكم ظالم وظلمنا ) في حالة خسارة الفريق المفضل، ساهم ذلك في تأجيج الشارع الرياضي ونشر التعصب بشكل أوسع، كما أن التشجيع المفرط ساهم أيضاً في نشر السلبيات الكبرى مثل ترك الصلاة التي هي عمود الدين، وأدى ذلك إلى ضعف الوازع الديني، وسوء الظن، مطالباً بعقوبات رادعة على مثيري التعصب، وخاصة رؤساء الأندية.
وأشار إلى إيجاد قانون رادع مثله مثل "ساهر" الذي حد الكثير من الحوادث والفوضى في الشوارع وإزهاق الأرواح، وأن يعاقب مثيري التعصب والعنف في تويتر تحت إطار ( الجرائم الإلكترونية ) التي أقرت أخيراً.
واختلف الزميل "الغيامة" في مداخلته مع الزميل "الفهيد" قائلاً: "أخالفكم الرأي فنحن نسبح في التعصب وربما قد نغرق ما لم يكن هناك تدخل عاجل للحد من ظاهرة التعصب الرياضي الأعمى، كما أن للانفلات الإعلامي دوراً في انتشار الظاهرة، وبالذات من خلال تويتر، حيث وصل التعصب إلى ما هو أبعد.. تعصب ديني، وتعصب قبلي".
وطرح "الغيامة" بعض الحلول قائلاً: "يقع على وزارة الثقافة والإعلام عاتق كبير في هذا الشأن فعلى مدى 40 سنة وهي راعي رئيسي للتعصب، كما أن على هيئة الصحفيين السعوديين دور في ذلك والمؤسسات الصحفية تشارك في هذا الهم، كما أن النقاد الرياضيين وكتاب المقالات لهم دور إيجابي في معالجة هذه الظاهرة متى ما تم الطرح العقلاني الهادئ".
وكان آخر المتحدثين الزميل رجاء الله السلمي، والذي أشار من خلال مداخلته إلى أن تويتر عرى الإعلاميين، وكشف الحقيقة الغائبة، وربما نقول كشف عن الوجه الآخر لمدعي المثالية من إعلاميين، مشيراً إلى أن الرياضة لم تعد مجالاً للترفية , بل أصبحت تشكل الأمزجة.
وقال "السلمي": "لدينا تعصب لدينا احتقان، لدينا عنصرية، وساهم في نشر كل ذلك وبث سمومه في المجتمع بشكل أوسع الإعلام الجديد، في ظل غياب المسؤولية الاجتماعية، وحرية الإعلام التي أسيء فهمها، كما أججت بعض وسائل الإعلام الشارع الرياضي في مجال التعصب الرياضي، وكشفت لنا التحيز الواضح الفاضح وبالتالي فإن تويتر كشف لنا الحقيقة دون تزييف".
وطرح "السلمي" بعض الحلول منها، تغيير لغة الخطاب الإعلامي، تغيير رسالة ونهج وسائل الإعلام، كما أطالب برخصة لمزاولي مهنة الإعلام.
وفي نهاية الجلسة، تحدث عضو مجلس الشورى الدكتور الشيخ عيسى الغيث، مقدماً نصيحة قصيرة عن التعصب الرياضي والتحلي بالأخلاق عند الهزيمة والتواضع عند الفوز، ومن ثم أتيحت الفرصة لمداخلات الحضور.
جدير بالذكر أن ملتقى "مغردون سعوديون" تجري فعالياته الآن في فندق الريتز كارلتون، وستواصل "سبق" تغطيتها للجلستين الثالثة والرابعة فور انعقادهما.