أعلنت الحكومة المصرية أمس، جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وذلك بعد يوم من سقوط 16 قتيلا ونحو 140 مصابا في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة على مديرية أمن محافظة الدقهلية شمالي القاهرة. وقال نائب رئيس الوزراء حسام عيسى في مؤتمر صحفي "قرر مجلس الوزراء إعلان الإخوان المسلمين جماعة إرهابية"، وأضاف: "إن مصر لن ترضخ لإرهاب الجماعة". واتهم عيسى صراحة الإخوان بتنفيذ تفجير مبنى مديرية أمن الدقهلية، وقال "روعت مصر كلها فجر الثلاثاء بالجريمة البشعة التي ارتكبتها جماعة الإخوان المسلمين بتفجيرها مبنى مديرية الأمن". مشيراً إلى أن القرار شمل حظر كافة أنشطة الجماعة بما فيها التظاهر.في غضون ذلك، أعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس" المتشددة أمس مسؤوليتها عن تفجير مبنى مديرية أمن الدقهلية، مضيفة في بيان لها أنها "استهدفت مبنى المديرية، وأن منفذ العملية قتل خلال التفجير". من جهة أخرى، تمكنت عناصر الجيش الثاني الميداني أمس، من القبض على فلسطيني كان يعتزم تفجير أحد المواقع الأمنية الحيوية في مصر، فيما أطلق مسلحون مجهولون النار على أتوبيس خاص بالمعلمين بمنطقة السادات على طريق رفح - الشيخ زويد بشمال سيناء، مما أدى إلى إصابة ثلاثة معلمين. وقال المتحدث العسكري العقيد أحمد محمد علي، "ألقت قوات الأمن القبض على جمعة خميس بريكة، وهو فلسطيني الجنسية ينتمي إلى حركة حماس من دون إقامة، ومعه سيارة مرسيدس بيضاء اللون، تحمل لوحات شمال سيناء، وبالتحقيق معه اعترف باعتزامه تفجير موقع أمن حيوي هام. كما تم القبض على بعض أعضاء الجماعات التكفيرية الخطرة بمدينة العريش". وأضاف "في إطار الملاحقات الأمنية المتواصلة، تم حرق وتدمير 28 وكرا خاصا بالعناصر التكفيرية، التي كانت تستخدمها كنقاط انطلاق لتنفيذ عملياتها الإرهابية، فضلا عن القبض على 60 شخصا، بينهم 34 من عناصر جماعة الإخوان المسلمين و26 من المطلوبين على ذمة أحكام قضائية". في غضون ذلك، أكدت مصلحة الطب الشرعي أمس، ارتفاع حصيلة ضحايا حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية إلى 17 قتيلا بينهم 15 من قوات الداخلية ومدنيان لقيا حتفهما جراء إصاباتهما بانفجارية تهتكية في مناطق مختلفة بالجسم من الرأس والصدر. ورجحت مصادر أمنية أن يكون الانفجار الذي تعرضت له مديرية أمن الدقهلية قد نتج عن انفجار قنبلة ضغط حرارية، مشيرة إلى أن هذه القنبلة تكون شديدة الانفجار عن طريق تفريغ الهواء، دون حدوث أي اشتعال للنيران، وتعمل تلك القنبلة التي تعرف أيضا بالقنبلة الفراغية على تدمير الهدف من جميع الجهات وليس فقط من الجهة المقابلة للقنبلة، وتستخدم للأهداف تحت الأرض كالمخابئ والمخازن والأنفاق التي لا تصل إليها القنابل التقليدية غير القادرة على اختراق مثل هذه التحصينات". وقالت المصادر إن "درجة الحرارة الناتجة عن عملية التفجير تبلغ نحو 3 آلاف درجة مئوية، وهي بالتالي تفوق بمرتين الحرارة الناتجة عن القنابل التقليدية، وتنتقل موجة الصدمة بعد الانفجار الثاني بسرعة تبلغ نحو 10 آلاف قدم في الثانية. وكانت الولاياتالمتحدة تستخدم تلك القنابل في تدمير أوكار حركة طالبان في أفغانستان داخل المخابئ والكهوف، وهذا ما يشير إلى تورط أجهزة استخباراتية عالمية في الانفجار، إذ إن الجماعات الإرهابية لا تستطيع الحصول على هذه القنبلة أو حتى توفير ثمنها المرتفع". من جهة أخرى، أودعت سلطات الأمن المصرية أمس، رئيس الوزراء المصري السابق الدكتور هشام قنديل، سجن ملحق المزرعة بمنطقة سجون طرة؛ تنفيذا لحكم محكمة جنح مستأنف الدقي، التي أيدت حكم حبسه سنة لعدم تنفيذه الحكم القضائي الصادر لصالح عمال شركة طنطا للكتان. وتم ترحيل قنديل إلى محبسه وسط حراسة أمنية مشددة، بعد ساعات من إلقاء القبض عليه. وكان عدد من العاملين بشركة طنطا للكتان قد أقاموا دعوى قضائية ضد قنديل؛ لامتناعه دون إبداء أسباب عن تنفيذ الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري، ببطلان خصخصة الشركة وإعادتها إلى ملكية الدولة مرة أخرى، وكذلك عودة كل عمالها لسابق أوضاعهم قبل الخصخصة.