واصلت قوات الجيش الثاني الميداني في مصر أمس عملياتها العسكرية في سيناء لليوم الثالث على التوالي بدعم من القوات الجوية والبحرية والصاعقة والشرطة المدنية ضمن خطة أُطلق عليها «فجر سيناء» هدفها تطهير المنطقة من الجماعات المسلحة. وواصلت السلطات قطع خدمات شبكات الهاتف الأرضي المحمول والإنترنت بهدف منع تحقيق أي اتصالات بين العناصر المسلحة بعضها ببعض لضمان تحقيق أكبر قدر من النجاج للعملية. وانقطعت الاتصالات منذ العاشرة صباحاً لساعات عدة. وأسفرت العمليات التي جرت منذ أول من أمس عن سقوط 11 قتيلاً وجريحاً في صفوف المسلحين وضبط 10 آخرين. وقال مصدر مصري مسؤول ل «الحياة» إن عمليات أول من أمس أسفرت أيضاً عن تدمير عدد كبير من مخازن الأسلحة والذخائر والسيارات التي تستخدمها «الجماعات التكفيرية»، بحسب وصفه، في التنقل. وقال الناطق باسم الجيش في بيان أمس إن «المجموعات القتالية التابعة للقوات المسلحة والأمن المركزي مدعومة بغطاء جوي مكثف من الهليكوبتر المسلح تواصل تنفيذ أكبر عملية أمنية في شمال سيناء لمهاجمة الأوكار والبؤر الإرهابية والقبض على العناصر التكفيرية المسلحة والخارجين عن القانون بقرى التومة والظهير والجورة والزوارعة والفتات وجريعة والمقضبة التابعة لمحافظة شمال سيناء»، لافتاً إلى أن القوات دهمت ودمرت 118 بؤرة تتمركز بها عناصر إرهابية مسلحة وتمكنت من تدمير 3 مخازن للأسلحة تضم كميات من الأسلحة والذخائر والأحزمة الناسفة والعبوات شديدة الانفجار، كما تم تدمير 33 عربة مجهزة بأسلحة ثقيلة ومتوسطة استخدمتها هذه العناصر في مهاجمة الكمائن والنقاط الأمنية للجيش والشرطة في سيناء. ولفت الناطق أيضاً إلى أن القوات قامت بفرض طوق أمني حول تلك القرى ل «منع هروب العناصر الإرهابية»، مشيراً إلى ضبط 4 مدافع هاون و27 قذيفة هاون، وصاروخ مضاد للطائرات، و5 مقذوفات (آر بي جي)، و4 قنابل يدوية، وبندقيتين آليتين ورشاش، ومئات الطلقات الخاصة بالبنادق الآلية والقناصة. وأوضح أنه تم ضبط 4 عبوات ناسفة شديدة الانفجار وحزامين ناسفين و61 مفجّراً كهربائياً ومجموعة من دوائر النسف والتفجير، وشرائح للتفجير من بعد، وأجهزة اتصالات وأجهزة حواسب بها معلومات عن النقاط المهمة والأماكن الحيوية في سيناء. وبخصوص بيان جماعة «أنصار بيت المقدس» التي تنشط في سيناء حول تبني محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، قال مصدر أمني إن الأجهزة المعنية تقوم بتحليل البيان الذي جاء بعد أربعة أيام من وقوع الحادث الإرهابي، ما أطلق شكوكاً في مدى صحته. وقال المصدر: «من المحتمل أن يكون (البيان) صحيحاً وربما يكون لتضليل أجهزة البحث لإبعادهم عن العناصر الحقيقية المنفذة للعملية الإرهابية». لكن مصدراً آخر لم يستبعد صحة البيان، عازياً تأخر إصداره لأيام بعد العملية إلى احتمال رغبة المجموعة في «ضمان هروب منفذيها من دائرة نفوذ قوات الأمن المصرية» قبل إعلان تبني المسؤولية.