تبنت جماعة «أنصار بيت المقدس» القريبة من تنظيم «القاعدة» تفجيراً انتحارياً استهدف مبنى مديرية أمن جنوبسيناء الاثنين الماضي، فيما استنفرت السلطات المصرية في مواجهة تصعيد المسلحين، فشن الجيش عمليات دهم في مدن شمال سيناء، وأعلن توقيف 7 من «العناصر التكفيرية»، إضافة إلى ضبط كميات من الأسلحة. وذكرت مصادر أمنية أن انفجار قنبلة أمس ألحق أضراراً بمبنى خال تابع للمخابرات الحربية في مدينة رفح شمال سيناء. وزار وزير الداخلية محمد إبراهيم منتجع شرم الشيخ في جنوبسيناء، في مسعى لتهدئة المخاوف من وصول التفجيرات إلى المنتجع السياحي بعد استهداف مديرية الأمن. والتقى الوزير عدداً من قيادات البدو هناك بعدما تجول مترجلاً ومعه وزير السياحة على مكامن شرطية ومنتجعات سياحية. وأعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس» أمس في بيان نُشر على الإنترنت مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري الذي استهدف مديرية أمن جنوبسيناء وتسبب في سقوط ثلاثة قتلى. وقالت في البيان إن من «قام بالعملية أسد من أسود الاستشهاديين من أنصار بيت المقدس استطاع بعون الله أن يتخطى بسيارته المفخخة ثلاثة حواجز أمنية للتفتيش ثم نجح في اختراق طاقم حراسة المبنى والدخول إلى أسفل المبنى في المكان المناسب ثم كبَّر وفجَّر ليُذيق أهل الطغيان عذاب الدنيا». وكانت «أنصار بيت المقدس» أعلنت وجودها بتبني محاولات إطلاق صواريخ من سيناء على إسرائيل، لكنها وجهت عملياتها هذا العام إلى الداخل المصري بداية من استهداف خط أنابيب تصدير الغاز وأخيراً تبنيها محاولة اغتيال وزير الداخلية قرب منزله في القاهرة الشهر الماضي بانفجار سيارة مفخخة أسفر عن مقتل خمسة وجرح 20 آخرين. وأضافت إن «هذه العملية تأتي ثأراً» لما ارتكبته الشرطة من «أعمال وحشية في حق الشعب»، وكان آخرها فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. وتوعدت بمزيد من العمليات ضد قوات الجيش والشرطة. وقالت: «ظهر عدو الأمة الداخلي الذي هو في الحقيقة لا يقل خطراً عن عدوها الخارجي، فتحرير بلادنا من عدو الداخل العميل وتكوين شرطة المسلمين وجيش المسلمين هو الطريق إلى تحرير القدس وباقي أراضي المسلمين والعيش بحرية وكرامة وعزة تحت ظل شريعة رب العالمين». وكانت قوات الجيش مدعومة بالشرطة واصلت عمليات الدهم والتمشيط في سيناء، ما أسفر عن القبض على 7 من «العناصر التكفيرية المسلحة» وضبط كميات من الأسلحة والعبوات الناسفة. وتمكنت القوات من «ضبط مدفع مضاد للطائرات بكامل تجهيزاته وقاذف آر بي جي و11 دانة مضادة للدروع وصاروخين من طراز غراد و29 قنبلة يدوية ورشاشين و636 طلقة آلية و11 لغماً وحزامين ناسفين، إضافة إلى بوصلة منشورية لتحديد الاتجاهات وعدد من الملابس العسكرية الخاصة بالسلطة الفلسطينية، كما تم ضبط مخزن لتصنيع القنابل البدائية عثر فيه على عبوات من مادة تي أن تي الشديدة الانفجار وأكياس من البلي والمسامير ودوائر كهربائية للنسف والتدمير وأجهزة للتفجير من بعد»، بحسب بيان عسكري. وقال الناطق باسم الجيش العقيد أحمد محمد علي في البيان إن «المجموعات القتالية التابعة للقوات المسلحة والأمن المركزي مدعومة بغطاء جوي مكثف من المروحيات المسلحة تواصل تنفيذ عملياتها الأمنية في شمال سيناء لمهاجمة الأوكار والبؤر الإرهابية والقبض على العناصر التكفيرية المسلحة والخارجين على القانون».