أبدى عدد من أهالي منطقة الباحة استياءهم من تفشي ظاهرة التسول بالمنطقة. وتزايد أعداد المتسولين بشكل ملفت مع حلول شهر رمضان المبارك وخاصة إلى جوار أجهزة الصراف الآلي والمحلات التجارية والمطاعم والمستشفيات. وأجمع الأهالي على أن تلك المشاهد باتت مألوفة، وأن المتسولين يأتون عادة من القرى والهجر أو يتسللون من إحدى الدول القريبة والمجاورة للمملكة عبر الحدود البرية. ويرى علي الزهراني أن عدم وجود مكتب لمكافحة التسول في المنطقة شجع المتسولين على المجيء إلى المنطقة حتى أصبحت الأسواق تعج بهم، بل أصبحوا يلاحقون الناس حتى أبواب منازلهم في القرى والهجر وعند الصرافات ومداخل الأسواق والمجمعات التجارية. مؤكدا أن ظاهرة التسول باتت تكبر بشكل واضح، ولا حل لها إلا بفتح مكتب فاعل لإيقاف هذا العدد المتزايد يوما بعد يوم. من ناحيته، قال عبدالله الغامدي: إن ما نشاهده من تزايد في أعداد المتسولين وخصوصا الأطفال والنساء يجعلنا ندعو إلى توحيد الجهود بين الجهات ذات العلاقة، وهو أمر خطير يحتاج إلى وقفة من جميع الجهات المعنية من الشرطة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمنع أي متسول أو متسولة من ممارسة التسول. إلى ذلك، قال المواطن عطية صالح: إن انتشار ظاهرة التسول في المتنزهات أدى إلى تشويه الواجهة الحضارية للمنطقة والمواقع السياحية التابعة لها. إضافة إلى ما سيشهده شهر رمضان من مضاعفة الأعداد واستمرار تشويه روحانيته بتلك المناظر والتصرفات في ظل تجاهل الجهات المعنية مثل هذه التصرفات، وتأخير افتتاح مكتب بالمنطقة لمكافحة التسول. ويطالب المواطن محمد الزهراني بفتح مكتب لمكافحة التسول بمنطقة الباحة. مؤكدا أن الأمر يتطور ويكبر إذا لم يوضع حد لهذه المشكلة، وإيقاف هذا العدد المتزايد من المتسولين من كافة الأعمار والذين يتقدمهم الأطفال والنساء. بدوره، قال مازن الغامدي: إن الطريف في الأمر أن معظم المتسولين لا يتسولون سوى في رمضان، بل الواضح أن أحوال بعضهم المادية جيدة حيث توصلهم سيارات خاصة تعود لتقلهم مرة أخرى آخر النهار. من ناحيته، أعاد مشاري عبدالله أسباب انتشار المتسولين بشكل كبير في الأسواق والقرى والهجر إلى عدم وجود مكتب لمكافحة التسول في المنطقة. وفي ذات السياق، أكد مساعد الناطق الإعلامي لشرطة الباحة النقيب عبدالناصر بن محمد الغامدي أنه لا يوجد بالمنطقة مكتب لمكافحة التسول وأن الجهات الأمنية هي المعنية بمباشرة القبض على المتسولين وإحالة المتسول السعودي إلى أقرب فرع لوزارة الشؤون الاجتماعية، أما الأجنبي فيحال للجهات الأمنية للتحقيق معه واستكمال إجراءات ترحيله. من ناحيته، قال الناطق الإعلامي لجوازات الباحة الملازم أول مساعد القحطاني: إن دوريات الجوازات تقوم بالقبض مباشرة على المتسولين والمتسللين وتحويلهم إلى الشرطة كجهة اختصاص لتتولى التحقيق معهم، وإكمال اللازم حسب ما لديها من أنظمة صادرة بحقهم ومن ثم ترحيلهم من قبل الجوازات إلى بلادهم بعد انتهاء إجراءات الشرطة معهم. إلى ذلك، أوضح مدير عام الضمان الاجتماعي بمنطقة الباحة علي بن غرم الله سدران الغامدي أن الإدارة لديها برنامج لحماية الأسرة والطفل والبحث عن المحتاجين المتعففين داخل البيوت حيث تقوم بعملية بحث خاصة حفظا لماء الوجه لتلك الفئة، وتقديم المساعدة لهم عن طريق الضمان الاجتماعي. وأضاف: أن هناك برامج مساندة وهذه لها أهداف تنمية للمستفيدين كالمساعدات الضمانية والحقيبة والزي المدرسي ودعم فواتير الكهرباء والماء والتأمين الصحي وبطاقة الشراء المخفضة وترميم المنازل والدعم التكميلي والفرش والتأثيث، والمشاريع الإنتاجية وفتح محلات تجارية، وتربية المواشي، وتربية النحل، وغيرها من الأعمال الحرفية.