وضعت أندية العاصمة الهلال، الشباب، النصر كل ثقلها في سوق الانتقالات الصيفية التي أوصد بابها منتصف ليلة الخميس الماضي بعد أن استمرت ما يقارب الثلاثة أشهر. ويتسابق ثلاثي العاصمة على اقتسام كعكة البطولات، وعلى الأخص بطولة الدوري الذي يحمل الهلال الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بها (13 لقبا كان آخرها عام 2011)، في حين يملك الشباب 6 ألقاب كان آخرها الموسم قبل الماضي، والنصر 5 ألقاب آخرها قبل 19 عاماً. وفرض الهلال نفسه بقوة في السوق، واختار تغيير جلد الفريق مع تولي سامي الجابر الدفة الفنية، حيث سعى لضم لاعبين جدد محليين وأجانب بلغ عددهم 8 لاعبين، وكان له نصيب الأسد في السوق، وأتم صفقات من العيار الثقيل أبرزها كسب توقيع المهاجم ناصر الشمراني قادماً من الشباب مقابل نحو 40 مليون ريال، كان نصفها من نصيب الشباب، كما ضم المهاجم يوسف السالم والمدافع عبدالله الحافظ وحارس المرمى فايز السبيعي. أما على مستوى الأجانب، فتعاقد مع البرازيلي تياجو نيفيز، والإكوادوري سيقاندو كاستيللو، والمغربي عادل هرماش، والكوري الجنوبي تشوو هوان سونج. ويأمل الجابر أن تشكل هذه التعاقدات الإضافة المطلوبة بعد أن منحته الإدارة كامل الثقة لإعادة الفريق لسابق عهده حينما كان يضرب مرمى منافسيه بالنتائج الكبيرة، خصوصاً أنه المدرب الوطني الوحيد في قائمة فرق دوري عبداللطيف جميل. في الشباب، فضل المدير الفني البلجيكي ميشيل برودوم تعزيز المراكز التي عانت من نقص خلال الموسمين الماضيين، لكن الحدث الأبرز كان خسارته لخدماته (الزلزال) ناصر الشمراني الذي تحول إلى الهلال رغم المعارضه الإدارية والجماهيرية. وجاء رحيل الشمراني على خلفية الخلافات المتكررة بينه وبين المدرب البلجيكي ميشيل برودوم التي استمرت طوال الموسم المنصرم، وظهرت جلياً خلال نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الذي خسره الشباب لصالح الاتحاد 2 /4 مايو الماضي، ما وضع حداً لمسيرة اللاعب مع الليث. وتحقيقاً لرغبة برودوم تعاقد الشباب مع مهاجم الاتحاد نايف هزازي، ومهاجم الأهلي عيسى المحياني لتعزيز خط الهجوم، مع الحفاظ على أبرز العناصر المحلية، في حين فضل استمرار الثنائي الأجنبي الكوري الجنوبي كواك تاي هوي والبرازيلي فرناندو مينجازو، مع إضافة عنصرين جديدين هما الكولمبي ماكنيلي توريس والبرازيلي رافاييل فرانشسكو رافينا. ويتمنى برودوم أن تحدث هذه الإضافات الفنية نقلة نوعية في مستوى فريقه الذي يصارع على المستوى القاري، وأمامه مواجهة في غاية الصعوبة حينما يستضيف كاشيوا ريسول الياباني على ملعب الملك فهد الدولي في 18 سبتمبر الجاري في ربع نهائي دوري الأبطال الآسيوي. بدوره، كان للنصر كلمة قوية في السوق، وفاز بإحدى أبرز الصفقات المحلية وأغلاها قيمة مالية بعد أن أتم التعاقد مع لاعب الوسط يحيى الشهري من الاتفاق في صفقة مالية ضخمة اقتربت من 50 مليون ريال، كان نصيب الاتفاق منها 13 مليونا. ويسعى المدير الفني للنصر، الأورجوياني دانيال كارينيو إلى إحداث نقلة كبيرة في صفوف الفريق مع الخيارات الكثيرة التي يمتلكها في كافة المراكز، وامتلاكه لعناصر خبرة مؤثرة يتقدمها حسين عبدالغني ومحمد نور وعبده عطيف ومحمد السهلاوي. وكانت أبرز الصفقات النصراوية ضم لاعب خط الوسط عبدالرحيم الجيزاوي بصفقة انتقال حر بعد نهاية عقده مع الأهلي، وكامل المر بعد أن وقع مخالصة مالية مع الأهلي.وعلى الصعيد الأجانب حافظ النصراويون على البحريني محمد حسين والبرازيلي رافاييل باستوس، وضم لاعبين جديدين في خط الهجوم، هما البرازيليان إيلتون رودريجيز وأيفرتون راموس داسيلفا، وذلك رغم وجود لاعبين في خط الهجوم يتقدمهم محمد السهلاوي وحسن الراهب وسعود حمود. وأشاد المدرب عبدالعزيز الخالد بصفقات أندية العاصمة، والإضافات العناصرية التي أحدثها مدرب الهلال سامي الجابر الذي تلمس حاجات فريقه ودعم المراكز التي عانى الفريق بسببها في الموسمين الماضيين في العمق الدفاعي والمحور. وشدد الخالد إلى أن الهلال كسب صفقة كبيرة بضم المهاجم ناصر الشمراني لإمكانياته الفنية العالية وتحقيقه للقب هداف الدوري في أربع مواسم مضت، منوهاً بأنه إضافة كبيرة للهجوم الهلالي، وأن وجوده سيخلق منافسة شرسة مع زميليه المهاجمين ياسر القحطاني ويوسف السالم، وقال" مهاجمو الهلال يعدون الأبرز حالياً، ومن يرغب بالظفر بالمقعد الأساسي عليه أن يضاعف جهده حتى يتمكن من المشاركة". وأكد الخالد أن وجود الجابر على رأس الدفة الفنية للفريق الأول سيسهم في المضي قدماً نحو المنافسة هذا الموسم لمعرفته التامة باللاعبين، وهو من أوصى بالتعاقد مع اللاعبين الجدد، وهو قرار فني بحت ويتحمل مسؤوليته، وأضاف "الجابر يعرف كل صغيرة وكبيرة عن كافة لاعبيه، وأعتقد أن اختياره لمنصب المدير الفني خطوة جيدة تحتاج الدعم الإداري والجماهيري من أجل أن يقدم فريقه بالصورة المرضية". وعن صفقات الشباب، استغرب الخالد تفريط النادي بلاعب بحجم وإمكانيات ناصر الشمراني، بيد أنه أشاد بالتحرك السريع للتعاقد مع نايف هزازي كبديل له، واصفاً إياه بالقرار الصائب، وقال" إمكانيات هزازي كبيرة وأرى أنه سيفيد الشباب من خلال إمكانياته البدنية العالية وحسه التهديفي ويملك ميزة اللمسة الأخيرة، وهو إضافة كبيرة للفريق في سعيه على المنافسة هذا الموسم". وعن الصفقات الأجنبية، اتفق الخالد على حسن استمرار الكوري كواك تاي والبرازيلي فرناندو مينيجاوزو، منوهاً بالإضافات الجديدة بدخول البرازيلي رافينها والكولومبي توريس، مبينا أن إمكانياتهما عالية، وأنهما يحتاجان مزيداً من الوقت للانسجام، وأمامهما مهمة صعبة لتعويض رحيل لاعب بحجم وإمكانيات البرازيلي كماتشو. وأشار الخالد إلى أن الصفقة الأبرز في النصر كانت ضم يحيى الشهري، واصفاً إياه باللاعب المؤثر والمميز في مركز صناعة اللعب، مشيراً إلى أن النصر كان بحاجة لهذه النوعية من اللاعبين، مبيناً أنه مكسب كبير بجانب زميله الآخر عبدالرحيم جيزاوي. وأبان الخالد أن الصفقات الأجنبية لم تصل للمستوى المأمول ولم يقدم الأجانب ما يشفع لهم حتى الآن، وقال" من الممكن أنهم لم ينسجموا مع المجموعة حتى الآن، وأعتقد أن النصر أخطأ في ضم مهاجمين أجانب على حساب الدفاع في ظل وجود مهاجمين جيدين مثل السهلاوي والراهب، والفريق بحاجه إلى قلب دفاع قيادي حتى يكمل المجموعة". وشدد على أن النصر مهيأ للظفر بإحدى بطولات الموسم شرط أن يبتعد عن الضغوط الجماهيرية والشرفية والإعلامية المبالغ بها على حد وصفه، مؤكداً أنه يحتاج إلى جو من الهدوء والراحة النفسية بجانب التركز داخل الملعب.