سجلت محال ومتاجر بيع المواد الغذائية في محافظة الأحساء تهافتا من مواطني قطر على شراء السلع الغذائية بالتزامن مع دخول شهر رمضان، في الوقت الذي يفضل فيه بعض السعوديين شراء الأسماك والمأكولات البحرية الأخرى من أسواق العاصمة القطرية الدوحة بسبب انخفاض أسعارها هناك مقارنة بالأسواق المحلية. ويرى ماجد الكواري "قطري" أن انخفاض أسعار السلع الغذائية في المملكة عنها في دولة قطر، هو الدافع الرئيسي لتهافت القطريين على المحال والمتاجر في الأحساء، علاوة على العروض التسويقية، التي تنفذها هذا المتاجر وبالأخص في مثل هذه الأيام مع قرب حلول شهر رمضان الكريم، مبيناً أن نسبة الانخفاض تتجاوز ال 30% لبعض أنواع السلع الغذائية، وأن الكثير من الأسر القطرية تحرص على زيارة الأحساء كتواصل اجتماعي قديم بين القطريين والأحسائيين، وأن الكثير من القطريين لهم أقارب في الأحساء، بل وامتد في الوقت الحالي ليصل هذا التقارب من خلال عقد حفلات زواجات بعض القطريين في قاعات وصالات أفراح في الأحساء لسببين، أولهما صلة القرابة بين الكثير من الأسر ووجود الكثير من الأقارب في الأحساء، بالإضافة إلى انخفاض أسعار أجور قاعات وصالات الأفراح في الأحساء عنها في دولة قطر. وذكر سعيد المري "قطري" أن تهافت القطريين على المتاجر في الأحساء، يأتي ضمن مقولة "حجة وحاجة"، فأحدهم لا يزور الأحساء بقصد الشراء فقط، وإنما لسبب آخر، فهو يتجول في أسواق الأحساء ويشتري بعض احتياجاته ومستلزماته التي يجد فيها السعر المناسب. ومن أبرز السلع الغذائية التي يحرص على شرائها القطريون من أسواق الأحساء لجودتها وانخفاض سعرها القهوة والهيل والأرز والتمور والرطب والبهارات والتوابل وحب الهريس والأرز الحساوي "الأحمر" والطحين والزيوت، وبعض الأصناف من الخضراوات والفواكه، وخاصة منتجات مزارع الأحساء، وأبرزها الباميا والبطيخ والليمون وغيرها. ويقول محمد مهندي: إن السفر إلى الأحساء ليس هرباً من الأسعار في قطر، مستشهداً في ذلك بأن المبالغ المالية التي يوفرها "القطري" من شراء السلع، سيخسرها في تكاليف أخرى تتمثل في أجور الفندق والمواصلات والإعاشة، إلا أن السفر إلى الأحساء ليوم أو يومين لشراء مستلزمات رمضان اعتاد عليه الكثير من القطريين منذ عشرات السنين، فالأسر القطرية تجد في ذلك سعادة وراحة. من جانبه أوضح البائع السعودي علي القطان، أن المواسم الماضية في مثل هذا الوقت، كانت تشهد تدفقاً من القطريين يفوق ما هو موجود الموسم الحالي، مرجعاً ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة هذا العام مقارنة بالمواسم الماضية، علاوة على افتتاح مشروع طريق يربط مركز سلوى الحدودي بالظهران، فكثير من الأسر القطرية تفضل الشراء والسياحة من أسواق الدمام والظهران والخبر، بجانب ظهور متاجر جديدة بالقرب من مركز سلوى الحدودي وبطول الطريق الرابط بين الأحساء وسلوى، وجميع تلك المتاجر بها سلع غذائية يطلبها الزبون القطري، فالبعض منهم يشتري من تلك المتاجر ومن ثم العودة مرة أخرى إلى بلاده دون الدخول إلى الأحساء، مشدداً على أن الباعة الأحسائيين ملتزمون بالأسعار ولا يوجد أي استغلال للزبائن القطريين أو غيرهم، فالأسعار موحدة على الجميع سواء كانوا سعوديين أو خليجيين أو عربا أو أجانب، فالسعر ثابت و"ملصق" على السلعة ذاتها لضمان عدم التلاعب. من جانبه أشار يوسف المويل "سعودي" إلى أنه كثير التردد على قطر، بحكم قربها من الأحساء، ويحرص في طريقة عودته إلى الأحساء على شراء كمية من الأسماك الطازجة من سوق الدوحة المركزي، مؤكداً أن الأسماك هي السلعة الوحيدة "الأقل سعراً" في قطر مقارنة بالسعودية، فكثير من السعوديين يفضلون شراء الأسماك من الدوحة، إذ تصل نسبة الانخفاض في السعر لمختلف أصناف الأسماك إلى أكثر من النصف وسط وفرة الأسماك والعمالة التي تتولى أعمال تنظيفها.