شهدت أسواق المنطقة الشرقية منذ نهاية الأسبوع الماضي ازدحاماً شديداً غير مسبوق من قبل الأسر البحرينية والقطرية لشراء احتياجاتهم الغذائية الرمضانية، وذلك لما تتميز به أسواق المنطقة الشرقية من رخص أسعارها ووفرة منتجاتها مقارنة بالأسعار في تلك الدول. وذكر صاحب أحد محلات بيع المواد الغذائية بالدمام محمد السعد عن قيام مواطن بحريني بشراء ما يقارب 10 آلاف ريال من المواد الغذائية وهذه الحركة في الطلب لم نشهدها في الأشهر السابقة. وأشار إلى أن بعض الزبائن البحرينيين يطالبونه بتوفير كميات كبيرة لهم من المواد الرمضانية، متوقعًا زيادة كبيرة في الطلب تتجاوز 65 %. وأضاف السعد أن هذا التدافع من قبل تلك الأسر لشراء المواد الأساسية الرمضانية قد يزيد من عمليات الطلب على تلك المواد ويضعها في دائرة الارتفاعات خصوصًا مع الكميات الكبيرة التي يشترونها. وعن أساب هذا التوجه، قال المواطن البحريني حسن جعفر ل "الوطن" أصبحت السعودية وجهتنا لشراء المواد الأساسية التي نحتاج إليها لعمل أكلات رمضان والتي لا تكون متوفرة بشكل كامل في السوق البحريني بالإضافة إلى قيام التجار البحرينيين بشراء تلك المواد من السعودية ودول أخرى وبيعها بأسعار أعلى. وأشار حسن إلى أن هذا التدافع من قبل الأسر البحرينية يأتي عقب ما تناقلته بعض المواقع الإلكترونية البحرينية عن موجة غلاء ستجتاح الأسواق السعودية مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، وقيام الناس بشراء ما يحتاجون إليه من المواد التي تكون غالبًا مقصدًا للشراء في شهر رمضان المبارك فقط. وأدى تناقل هذه الأخبار بين الأسر البحرينية إلى تشكيل مجموعات تتولى الشراء من أسواق المنطقة الشرقية مما أثار استغراب بعض أصحاب المحلات التجارية بالمنطقة عند قيام المواطن البحريني بطلب كميات كبيرة من المواد الغذائية الرمضانية تكفي لعدة أسر ونقلها عبر سيارات يتم تعبئتها بالكامل. فيما قال محمد القطان بائع في سوق القيصرية بالأحساء إن القهوة والهيل والأرز والزيوت والسكر والطحين وخبز الرقاق، هي الأكثر إقبالاً من الزبائن القطريين، بسبب انخفاض أسعارها في الأسواق السعودية مقارنة بأسعارها في قطر. وأكد أن سوق الأحساء يستقبل على مدار العام أفواجاً كبيرة من المتسوقين القطريين، الذين يحرصون على شراء كافة مستلزماتهم من المواد الغذائية وبكميات ليست بالقليلة، حتى أصبح لدى جميع باعة المواد الغذائية في أسواق الأحساء زبائن دائمين من قطر. وأوضح القطان أنه خلال زيارة للأسواق الشعبية في قطر، وجد أن معظم أسعار البضائع مرتفعة عن الأحساء بنسبة تتجاوز ال 25%، إذ تتفاوت سعر المعلبات من ريال إلى 5 ريالات سعودية، فمن البديهي أن المواطن القطري يحرص على جلب مؤونته من الأحساء وبالكميات المسموح بها عند خروجه من المنافذ البرية. وذكر باقر الغزال- بائع في سوق القيصرية- أنه كلما اقترب شهر رمضان من كل عام والأوقات القريبة من عيدي الفطر والأضحى من كل عام، شهد توافد أعداد كبيرة من الزبائن القطريين للسوق لشراء المواد الغذائية والملابس الرجالية والنسائية، مرجعاً سبب توافد القطريين إلى السوق إلى عاملين انخفاض الأسعار وجودة المنتج السعودي. وذكر بائع في سوق القيصرية علي العيسى أنه رغم التوافد القطري الكبير على السوق، إلا أن جميع الباعة ملتزمون بالبيع بالأسعار نفسها دون استغلال للوضع برفع السعر على الجنسيات الأخرى.