ساهم افتتاح الطريق الدائري الخارجي في الأحساء الرابط بين 3 مواقع رئيسية في المنطقة الشرقية "سلوى- العقير- الظهران"، في تراجع أعداد المتسوقين "الخليجيين" القاصدين الأسواق المحلية في المحافظة، خاصة سوق "السويق" في حي النعاثل وسوق القيصرية الأثري، مقارنة بالفترات الزمنية التي سبقت استحداث هذا الطريق على مدى الأعوام الماضية، حيث تغيرت وجهة التسوق إلى الدمام والخبر بدلا من الأحساء. وأبان باعة في سوقي السويق والقيصرية خلال أحاديثهم أمس إلى "الوطن" أن مبيعاتهم انخفضت بسبب توجه الكثير من زبائن محلاتهم "الخليجيين" إلى خارج الأحساء، وأنهم خسروا أعدادا كبيرة من زبائنهم الخليجيين الذين باتوا لا يفضلون التسوق من الأحساء، وأضافوا أن الزبائن الخليجيين تركوا أسواق الأحساء وتوجهوا إلى الدمام والخبر بعد افتتاح الطريق الدائري الخارجي الجديد، بعدما كانت سابقاً الوجهة المفضلة لديهم. وأكد علي الحمادة "بائع في سوق القيصرية" أن أعداد المتسوقين والسياح الخليجيين، خاصة القادمين من دول قطر والإمارات وعمان في انخفاض مستمر مقارنة بأعدادهم قبل نحو عام (قبل فتح الطريق أمام حركة المركبات)، وعزا ذلك إلى أن كثيرا منهم يفضل التوجه للتسوق في أسواق الدمام والخبر بعد افتتاح الطريق الدائري الخارجي. وأضاف أنه إلى قبل نحو عام كان جميع السياح الخليجيين مضطرين إلى عبور الهفوف واختراق وسط مدينة الهفوف أثناء توجههم إلى مدينتي الدمام والخبر، وهو ما يصاحبه عادة حركة تجارية كبيرة جراء دخولهم إلى وسط الهفوف، ويسبب ارتفاعا في نسب إشغال الفنادق والوحدات السكنية المفروشة، بجانب ارتفاع مبيعات المواد الغذائية والكماليات والملابس. وأوضح علي القطان "بائع في سوق السويق" أن محلاتهم لم تعد كما كانت سابقاً في اعتماد مبيعاتها على الخليجيين، فأعداد الزبائن الخليجيين في انخفاض ملموس، بالرغم من عمل حسومات على البضائع، وهناك ركود في حركة البيع والشراء، واصفاً ذلك ب "عزوف" الخليجيين، الذين يشكلون نسبة كبيرة من حجم مبيعاتهم، مشيراً إلى أن بعد السوق بالنسبة للطريق الدائري الجديد تسبب في تركهم سوق الأحساء وتفضيل أسواق الدمام والخبر. وأشار سعيد المري "قطري" إلى أنه من الطبيعي أن يتوجه المتسوقون والسياح القطريون إلى الدمام والخبر لعدة اعتبارات، منها أنهم سيكونون أمام فرصة سياحة وتسوق وقضاء أوقات من الرفاهية في الدمام والخبر بشكل أفضل وأكبر مقارنة بالأحساء، إذ إن المواقع السياحية والتسويقية في الأحساء قليلة جداً مقارنة بالدمام والخبر اللتين تملكان العديد من الأسواق المفتوحة والمغلقة، والتي من شأنها إعطاء الزبائن فرصة أكبر في اختيار البضاعة المناسبة بأسعار قد تكون منافسة للأسعار في الأحساء. وأضاف المري أن الطريق الجديد يختصر المسافة للوصول إلى الدمام والخبر في رحلتي الذهاب والإياب لأكثر من 60 كيلو متر، بجانب اتساعه ورحابته. وذكر سلطان الكواري "قطري" أن أفراد أسرته كانوا على تردد دائم للشراء من الدمام والخبر، ويفضلون الذهاب إليهما منذ فترة زمنية طويلة، والدخول إلى الأحساء يقل بسبب التنوع بين العلامات التجارية العالمية والتنوع في المعروضات وانتشار المقاهي والمطاعم العصرية، ومتاجر الموضة. وأكد علي إبراهيم "قطري" أن كثيرا من القطريين أصبحت وجهتهم المفضلة للتسوق والسياحة الدمام والخبر بعد افتتاح الطريق الجديد، وهو طريق جيد وناقل "حركة" أفضل من الطريق القديم الذي يجبرك على اختراق أكثر من 20 كيلومترا داخل حاضرة الأحساء، موضحاً أن دخول مواطني دولة قطر للأحساء حالياً بغرض شراء "التمور"، باعتبار أن أسواق التمور في الأحساء هي الأفضل على مستوى دول الخليج، بجانب حرص بعض القطريين على شراء بعض الفواكه والخضراوات التي تنتجها مزارع واحة الأحساء كالليمون الحساوي والبامية والبطيخ الحساوي وغيرها. يذكر أن طريق العقير الجديد الذي افتتح في صيف العام الماضي وبطول 50 كم، ويصل طريق سلوى الدولي بطريق الدمام - الأحساء، وفر على القادمين من دول الخليج دخول الأحساء، وسهولة الوصول للدمام؛ حيث لا يلزم القادمين بدخول مدينة الأحساء وضواحيها كما كان يحدث سابقا قبل افتتاحه، وهو ما ساهم في تقليل نسبة قدومهم إلى الأحساء للتبضع منها.