لم يشفع قرب دخول شهر رمضان المبارك، وإجازة جميع الطلاب وموظفي القطاعات الحكومية صباح أمس، في تطبيق تجربة أول أيام "السبت" كسوق شعبي "رديف" لسوق "الخميس" الشعبي في مدينة الهفوف بمحاذاة سوق الخضار المركزي في مخطط عين نجم، إذ سجل السوق بتأكيد "الباعة" و"الزبائن"، الذين التقت معهم "الوطن" صباح أمس، فشلاً ذريعاً في أول أيام تجربته، ووصفوا ولادة هذا السوق في موعده الجديد بأنها "ضعيفة" ومشوهة. وأبان علي العيسى "بائع" أن السوق شهد أمس تغيب كثير من الباعة في السوق، وبعض الباعة الذين حضروا إلى السوق اضطروا لمغادرته في ساعات مبكرة بسبب انخفاض أعداد الزبائن والمبيعات إلى أدنى المستويات، واتجهوا ببضائعهم إلى سوق بلدة "الحليلة" الشعبي، باعتبار هذا اليوم مخصصا لبلدة الحليلة – كما هو معتاد منذ أكثر من 60 عاماً-، طبقاً للتوزيع الأسبوعي لخارطة الأسواق الشعبية في الأحساء خلال أيام الأسبوع، بيد أنه ذكر أنه سيواصل الحضور يوم السبت المقبل مرة أخرى للسوق، متوقعاً نهوض السوق في الأسابيع المقبلة، وأن يشهد السوق إقبالاً كبيراً من الزبائن خلال أيام "السبت" في فصلي الشتاء والربيع مع اعتدال الأجواء المناخية وانخفاض درجات الحرارة، فكثير من الباعة والزبائن يفضلون الأسواق الشعبية المكشوفة في مثل هذه الأيام. وذكر جواد المطير، ومحمد السكران، وعدنان البراهيم "باعة طيور في السوق" أنهم مستمرون في الحضور كل يوم "سبت" إلى موقع السوق، وأن الأسابيع المقبلة، ستشهد حضورا كبيرا من الباعة والمتسوقين وهواة الطيور، ولا سيما أن كثيرا من هواة الطيور هم من الطلاب وموظفي الدولة، فستكون أيام السبت هي الأيام الأنسب لحضورهم للسوق، فالوقت الحالي الكثير من الزبائن في إجازات والبعض منهم مسافرون، مشيرين إلى أن المقياس لنجاح وإخفاق توقيت السوق "السبت" الرديف هو أيام الدراسة. وانتقد إبراهيم أبو صالح "بائع أحذية" إصدار حكم "الفشل" أو "النجاح" في أول أيام السوق، فموقع السوق "الحالي" يتوسط مدينتي الهفوف والمبرز الكبيرتين بالأحساء، ولا سيما أن بجواره سوق الخضار المركزي، وسوق التمور المركزي، وسوق اللحوم المركزي، وسوق القرية الشعبية، وهي أسواق يومية وتعمل على فترتين صباحية ومسائية، فتلك الأسواق واستمرار عملها يشفع في استقبال تدفق الزبائن في جميع الأيام، وبالتالي سيكون يوم "السبت" هدفاً لتركيز وتخصيص هذا اليوم للتسوق والتبضع من هذا السوق والأسواق الأخرى المركزية، ولا سيما أن أسعار البضائع في مباسط سوقي الخميس والسبت "الشعبيين" منافسة ومناسبة، وكثير من الباعة يقنعهم ربح مادي "محدود"، لافتاً إلى أن مبيعاته ليوم أمس من افتتاحه عند الساعة السادسة صباحاً حتى العاشرة صباحاً لا تتجاوز ال 80 ريالا، فيما كانت مبيعاته في أيام الخميس الماضية لا تقل عن 400 ريال في أيام الصيف مع انخفاض الباعة، وتصل إلى أكثر من ألف ريال في مواسم الأعياد وأيام الشتاء التي عادة ما تشهد توافد السياح والأجانب إلى السوق. وأشار علي النويحل "زبون" إلى أنه حضر صباح "أمس" إلى السوق، بعد تداول واسع على شبكات التواصل الاجتماعي على الشبكة الإلكترونية كالفيسبوك وتويتر وعلى أجهزة الاتصالات الحديثة عبر خدمة الواتساب، بأن سوق الخميس الشعبي سيكون مفتوحاً كذلك صباح السبت كتوقيت "رديف" آخر إلى جانب أيام الخميس "المعتادة"، بهدف استقطاب الزبائن من موظفي القطاعات الحكومية والطلاب، وبذلك سيكون موقع السوق مفتوحاً في صباح يومي الخميس والسبت من كل أسبوع، "إلا أنني فوجئت بانخفاض المتسوقين، وكذلك قلة الباعة، وهو ما يشير إلى أن ولادة هذا السوق في موعده الجديد كانت "ضعيفة" ومشوهة" -على حد قوله-، وهي مؤشرات تعطي انطباعاً بعدم استمرارية التوقيت الجديد "السبت"، مؤكداً أن "الولادة" الضعيفة لم تقتصر على الزبائن فقط، بل امتدت لكثير من الباعة الأصليين في السوق، إذ بقيت مواقع مباسطهم فارغة.