توقع رئيس اللجنة الزراعية بغرفة المدينةالمنورة وعضو مجلس إدارة الجمعية التعاونية متعددة الأغراض بالمدينة الدكتور حامد بن عيسى الفريدي، أن يشهد موسم جني الرطب هذا العام نقصا كبيرا في عدد العمالة مع انقضاء المهلة التي تم تحديدها لتصحيح أوضاع المخالفين لنظام الإقامة. ودعا الفريدي في تصريح إلى "الوطن"، إلى احتواء أزمة العمالة وتدارك المشكلة بأقرب وقت ممكن، موضحا أن موسم الرطب يمتد ل45 يوما فقط وأن المزارعين يجهدون أنفسهم لمدة عام كامل حتى يصلوا بأفضل التمور للموسم، لافتا إلى أن مغادرة العمالة المخالفة سيتسبب بأزمة في إنتاجية التمور. وأشار الفريدي إلى أن كل 5 نخلات يحتجن إلى عامل واحد يقوم بمتابعتهن والعناية بهن، متأملا أن يكون هناك تعاون بين المزارعين لتدارك النقص، مبينا أن وجود العمالة الموسمية يشكل حلا جزئيا للمشكلة. وذكر الفريدي أن ارتفاع درجات الحرارة ساهم في تبكير إنتاج النخيل هذا العام، مشيرا إلى أن تمور المدينة تسبق جميع مزارع المملكة بسبب أراضيها الجبلية، موضحا أن نخيل المسيجيد هو الأول في الإنتاج. ومن أوائل ما وصل للسوق هذا العام رطب "الربيعة" و"الحلية" و"العجوة"، بينما ينتظر وصول "الروثانة"، إضافة إلى باقي أنواع الرطب التي تشتهر بها المدينةالمنورة. وأوضح الفريدي أن للمزارعين بعض الطرق التي يستخدمونها للتعجيل باستواء التمور من بينها قطع الماء عن النخيل الذي يوشك على الاستواء، ويعرضون التمر لثاني أكسيد الكربون حتى يعجلون عملية استوائه ويروجونه في الأسواق في وقت أبكر من منافسيهم، مؤكدا أن هذه الطرق ليس لها أي ضرر على الإنسان أثناء تناوله لهذا التمر. وسجلت الأسعار الأولية للصندوق الواحد بين 50 و55 ريالا، ويغطي سوق المدينة للرطب جزءا كبيرا من متطلبات أسواق المملكة. وبين الفريدي أن أسعار التمور كان متوقع لها أن تصل إلى أعلى مما وصلت إليه الآن، مرجحا أن ترتفع الأسعار مع دخول شهر رمضان كونه موسما رئيسا لبيع التمور. وخص الفريدي الحرم النبوي بالذكر، مبينا أنه يستهلك نحو 20 طنا يوميا من الرطب والتمور في الإفطار خلال شهر رمضان، وقال: إن الحرم النبوي يستقبل 10 آلاف صندوق قبيل الإفطار يوميا تحوي في المتوسط 1.5 مليون حبة رطب. من جهته، ذكر مقبل بن حميدان العوفي، صاحب أحد المحلات في سوق التمور، أن أسعار الرطب تتراوح بين 50 إلى 65 ريالا للصندوق، وتمر العجوة يصل سعر الكيلو الواحد إلى 75 ريالا. وأوضح أن سعر تمر العجوة ارتفع عما كان عليه العام الماضي والذي وصل إلى 50 ريالا للكيلو، وأرجع ذلك إلى ندرته في هذا العام وتزايد الطلب عليه من المقيمين والزوار، مبينا أنه ومع دخول شهر رمضان قد تشهد هذه الأسعار تغيرا ملحوظا للأعلى. وأوضح العوفي أن أسواق المدينة استقبلت من الرطب الحلية، والربيعة وقليل من العجوة، مشيرا إلى أنه في الأسابيع المقبلة ستكون متوافرة بكثرة بإذن الله نظرا لارتفاع درجات الحرارة المستمر، مضيفا أنه وحسب خبرته أن في شهر رمضان ستكون التمور متوافرة بجميع أنواعها وسيحرص على توفيرها للزبائن، نظرا للطلب المتزايد على التمور بأنواعها في شهر رمضان.