يتزامن حلول شهر رمضان هذا العام مع موسم الرطب بأنواعه العديدة. ويزداد الطلب على الرطب في هذا الشهر الفضيل لاعتباره مكونا أساسيا على مائدة الإفطار لكل الصائمين، لكن اللافت للانتباه هذا العام عدم انخفاض أسعار الرطب في السوق من كافة أنواعه. «عكاظ» التقت عددا من المتعاملين في سوق الرطب في جدة، الذين أرجعوا عدم الانخفاض إلى عدة أسباب، من أبرزها قلة المعروض بسبب عوامل بيئية أو مناخية، من قلة الأمطار التي أدت إلى جفاف الكثير من الآبار التي تعتمد عليها غالبية المزارع في ريها للنخيل، وبالتالي موت كثير من المزارع في مناطق ستارة والكامل، وهي من المناطق المزودة لجدة ببعض أنواع التمور مثل اللبانة وغيرها، وكذلك البرد الشديد الذي أثر على العديد من مزارع منطقة القصيم، وكذلك نزوع بعض المزارعين إلى تقليص إنتاج بعض النخيل لتحسين المنتج مع أو قلة إنتاجها، وهو ما دعا بعض التجار لمحاولة احتكار الأصناف ذات الدرجة العالية من الجودة قبل دخول الشهر الفضيل للمضاربة فيها والتحكم في سعرها لاستنزاف جيوب المستهلكين. مضاربة ويتوقع المتعامل في سوق التمور أحمد الجبر، أن ترتفع أسعار الرطب والتمور تلقائيا في رمضان، رغم أنها لم تشهد انخفاضا منذ بدء موسم الرطب. وعزا ذلك لعدة أسباب من أبرزها قلة الإنتاج هذا العام لعوامل بيئية ومناخية، مما جعل بعض التجار الذين يتحكمون في السوق من خلال تخزين كميات كبيرة من التمور وطرحها بهدف رفع أسعارها من 10 ريالات إلى 20 ريالا للكيلو، من خلال شراء إنتاج مزارع بالكامل، لذلك يطالب بتدخل حماية المستهلك بضبط السوق وحمايتنا من جشع التجار. احتكار الأجود ويستغرب صاحب مزرعة نخيل، حمدان السلمي لجوء بعض التجار إلى شراء كامل المعروض في السوق، قائلا: فوجئت قبل أيام بوجود تاجر كبير اشترى كامل المعروض في السوق من الأنواع الجيدة وبأي سعر يقف عليه المزاد، وهو ما يعني رغبة أكيدة في محاولة الاحتكار لتخزينه في برادات ومن ثم بيعه بعد انتهاء الموسم أو قلة المعروض والتحكم في السعر. ويوضح البائع في السوق أحمد عمر، أن موسم الرطب والتمر بدأ منذ شهر ونصف الشهر، وأكثر نوع يفضله الناس هو (الروثانة)، خاصة المنتج في المدينة. وقال إن الأسعار في الوقت الحالي تعتبر غير مناسبة، لأن سعر صندوق الرطب ب 10 ريالات للكيلو الواحد)، وأحيانا يصل إلى 15ريالا ويكون ربحي ريالا واحدا، فإذا ارتفعت أسعار التمور فذلك بسبب التجار الذين يخزنون كميات كبيرة لتضخ في السوق في شهر رمضان بهدف الاستغلال والربح. أما المواطن أحمد عايش، فيؤكد أنه قبل دخول رمضان من المفترض أن تكون أسعار الرطب مناسبة، وأن تراقب البلدية ووزارة التجارة الأسواق لمنع ضعاف النفوس من احتكار المعروض في السوق وتخزينه، لأن التجار يخزنون النوعية الجيدة من التمور، ليرفعوا سعرها ويستغلوا حاجة الناس إلى هذه السلعة.