تراوحت أسعار صندوق الرطب في أول ظهور له بسوق المدينةالمنورة بين 50 ريالا إلى 55 ريالا، في الوقت الذي لا يزال الكثير من المستهلكين في انتظار ما يصنفونها بالتمور الفاخرة خاصة تمرة العجوة، التي يرافقها شح واضح في إنتاج النخيل في السنوات الماضية وخصوصا في العقدين الأخيرين. ومع دخول شهر شعبان بدأ موسم جني الرطب بشتى أنواعها من الحلية والبرني، إضافة إلى أجود أنواع التمور العجوة والروثانة، فيما يمثل موسم الرطب بشائر خير للفلاحين لأنه يبشرهم بجهدهم الطويل في رعاية النخلة، لأن الرطب يعد المرحلة الثانية في مراحل إنتاج التمور، حيث يسمى ما قبل الرطب الخلال ثم التمر الذي يكون ذروة إنتاج النخلة. وتشتهر المدينةالمنورة بتمورها ذات النوعية الجيدة والتي وردت بعض أسمائها في أحاديث نبوية شريفة، كما لا بد لأي زائر للمدينة أن يمر على هذه الأسوق لشراء بعض أنواع التمور والتي تعتبر هدية نموذجية ومباركة، يفرح بها المسلمون عندما تأتيهم على بعد آلاف الأميال في بلادهم. ويقول الفلاح حمدان الجهني: إن موسم الرطب يبدأ بعد منتصف رجب من كل عام، ويكون إنتاج النخلة من الرطب حسب درجات الحرارة كلما ارتفعت درجة الحرارة في الصيف ساهمت في نضوج ليتحول إلى رطب، وهذا يعني موسم خير وفرح لنا جميعا. أما البائع علي عواد، فيقف أمام كميات كبيرة من الرطب بأنواعه الروثانة والبيضة والبرحي وغيرها، وقد ثبت عليها الأسعار التي تراوحت بين 50 و60 ريالا للصندوق الواحد حسب النوعية والنضوج، وتمتاز حلاوة الرطب حسب نوعياته أيضا ويكون الحلاوي أكثر حلاوة من غيره. من جهته، أوضح عضو مجلس الجمعية التعاونية الزراعية بالمدينةالمنورة حامد الفريدي ل"الوطن"، أن ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الأخيرة ساهم في نضوج عدد من أصناف التمور مبكرا، مبينا أن المزارع يتابع مزرعته بنفسه ويتقيد بالإرشادات الزراعية واستخدام المبيدات قبل فترة التحريم تساهم في الحفاظ على التمور، وتمنع إصابة النخيل بالأمراض التي ينتج عنها تلف للمحاصيل الزراعية خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة.