بدأ مزارعو أشجار النخيل في واحة الأحساء الزراعية أمس، في قطف أول تباشير "رطب" أشجار النخيل من بواكير صنف "الطيار"، التي بدأ نضوجها قبل أسبوع من موعدها التقليدي، إيذانا ببدء موسم "الرطب" في بعض مزارع وبساتين الواحة، لتسجل "واحة الأحساء"، كأول منطقة زراعية في المملكة تبدأ في قطف "رطب" الموسم الحالي، فيما تواصل الأصناف الأخرى نضوجها بتحول لون ثمارها من اللون الأخضر إلى اللون الأصفر والأحمر. وأكد عضو لجنة التمور والنخيل في غرفة الأحساء وشيخ سوق التمور المركزي في الأحساء عبدالحميد بن زيد الحليبي ل"الوطن" أمس، أن الكميات المتوفرة حاليا من "الرطب" من مزارع واحة الأحساء قليلة جدا، ولم يتسن للمزارعين طرح إنتاجهم الزراعي من الرطب في الأسواق المحلية في الوقت الحالي، واعتاد المزارعون الأحسائيون "تهادي" بشائر رطب نخيل مزارعهم، من خلال تقديم محصول البشائر لأقاربهم وأرحامهم وأصدقائهم استبشارا بموسم الرطب، متوقعا أن تستقبل الأسواق المحلية الرطب مطلع الأسبوع المقبل وبكميات محدودة جدا. وأرجع الحليبي قطف رطب صنف "الطيار" في بعض المزارع دون مزارع أخرى أمس، إلى العناية الكبيرة التي يحظى بها نخيل تلك المزارع من ملاكها، علاوة على استخدام أحدث التقنيات الزراعية وأجود أنواع الأسمدة الزراعية الطبيعية، والتربة المناسبة والسقي وفق جدول زمني مقنن، إضافة إلى التلقيح في وقته المحدد، وكذلك الأجواء المناخية المواتية لزراعة التمور والرطب في الأحساء التي شهدتها الأحساء خلال الفترة الماضية بدءا من وقت التلقيح حتى موعد قطاف الثمار، مبينا أن محصول الموسم الحالي من الرطب سيكون ذا جودة عالية في معظم مزارع واحة الأحساء وذات كمية وفيرة. وذكر المزارعون علي العمر، ناصر الجاسم، محمد العلي، أن قطف "الرطب" قبل موعده، وتسجيل حصاده قبل المناطق الزراعية في بعض مناطق المملكة والدول المجاورة، سيسهم في الحفاظ على السعر مع بدء نزوله إلى الأسواق المحلية في الأحساء، وأن المزارعين سيحرصون على طرح إنتاجهم من الرطب في جميع الأسواق المحلية وكذلك تصدير كميات كبيرة من إنتاجهم إلى أسواق مدن ومحافظات المنطقة الشرقية، وكذلك بعض دول الخليج المجاورة، مضيفين أن الأيام القليلة المقبلة من شهر شعبان المقبل، ستشهد وصول كميات كبيرة من مختلف أصناف الرطب، وأبرزها صنف "الخلاص"، الذي يعتبر أفضلها وأجودها، وهي منتشرة في جميع مزارع الواحة بما فيها بعض المنازل، إذ تحرص بعض الأسر على غرس "نخلة" من هذا الصنف في منازلها، وعادة ما يكون موعد نضج نخيل المنازل قبل نخيل المزارع. وقللوا من تعرض أسعار الرطب في نهاية الموسم الحالي إلى مستويات متدنية بسبب توافر الكميات الكبيرة والمتنوعة من المحصول خلال منتصف ونهاية موسم الرطب، الذي يستمر شهرين متواصلين، وعزوا ذلك إلى الطلبات الكبيرة على الرطب على المائدة الرمضانية خلال وجبات الإفطار في شهر رمضان المقبل.