سيختفي التمر من موائد الصائمين هذا العام لتصادف جني محصول التمر مع أيام عيد الفطر للمرة الأولى منذ 34 عاماً حسب الروزنامة الزراعية، فيما بدأ في الانتشار محصول الرطب الأحسائي بأسعار تتراوح بين 10 و40 ريالا للكيلو جرام. وطبقاً لتصريحات شيخ سوق التمورالمركزي في الأحساء عضو لجنة النخيل والتمور في غرفة الأحساء عبدالحميد زيد الحليبي إلى "الوطن": يتزامن موعد بدء جني محصول تمور 2.5 مليون نخلة منتشرة في 30 ألف حيازة زراعية في مدن وقرى واحة الأحساء الزراعية مع أول أيام عيد الفطر المبارك ووفقا للتقويم (روزنامة) الزراعي، المعروف عند المزارعين المحليين. وأكد أن الأجواء المناخية التي تشهدها الأحساء منذ بدء موسم تلقيح النخيل حتى يومنا الحالي مواتية لمحصول التمور، متوقعاً جودة محصول الموسم الجديد، مبينا أن موائد إفطار شهر رمضان الحالي في الأحساء لن تشتمل على أطباق "تمور" الموسم الجديد لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة عقود زمنية، وستكون بديلاً عنها أطباق "الرطب"، مبيناً أن المتوفر حالياً من تمور الأحساء هو من محصول الموسم الماضي. ولفت الحليبي إلى أن مستودعات "التبريد"، التي بدأت في الانتشار داخل مزارع الأحساء، ساهمت في حفظ التمور بجودته على مدار العام بعيداً عن الظروف المناخية والآفات الحشرية. واستدرك الحليبي في تصريحه أن وجود عشوائية في استخدامها من قبل بعض المزارعين، مطالباً الجهات المعنية في أقسام الإرشاد بالمديريات العامة للزراعة، بإصدار نشرات تعريفية بطرق استخدام تلك "البرادات"، وتحديد مواقع إنشائها داخل المزرعة، بجانب تعريف المزارعين بدرجات الحرارة المناسبة للتمور. وأشار إلى أن "رطب" مزارع الأحساء، يغرق حالياً منافذ البيع في كافة مدن ومحافظات المنطقة الشرقية بجانب بعض دول الخليج المجاورة، وبأسعار تبدأ ب 10 ريالات إلى 40 ريالا للكرتون الواحد سعة كيلو غرام واحد، متوقعاً أن تشهد مبيعات "الرطب" إقبالاً كبيراً في رمضان بصورة غير مسبوقة، وهو أمر طبيعي كبديل للتمور. وذكر أن الطاقة الإنتاجية لمحصول نخيل الأحساء من الرطب يمثل 10%، والتمور تمثل 90%، على اعتبار أن فترة بقاء التمور صالحة للتناول لمدة زمنية طويلة مقارنة بالرطب الذي لا تتجاوز فترة بقائه صالحاً للأكل إلا أياماً معدودة. وأوضح صالح المكينة "مزارع" أن الأحساء تشهد حالياً جني الرطب وأن الأحسائيين ينتظرون موسم الصيف ليجنوا الرطب ويتبادلوه فيما بينهم ومنهم من يوزع محاصيله على الأهل والأصدقاء، وأن مجالس الأسر تشهد حاليا كثرة الأطباق المنوعة من أصناف الرطب تقدم للضيوف، مؤكداً أن شهر رمضان سيرفع الطلب على الرطب كما أن عمليات بيع الرطب والتمور تزداد في رمضان حيث يعد من أفضل أشهر السنة في عمليات البيع. وأبان مسلم السعد "بائع" أن هناك إقبالا كبيرا من الزبائن على شراء الرطب في الوقت الذي هناك تدفق كبير من الكميات الواردة للأسواق، مبيناً أن الأسعار مقبولة للمزارع والزبون، مؤكداً أن العمالة الوافدة تزاحم الباعة والمزارعين السعوديين في مباسطهم. وأشار إلى أن أسعار الموسم الحالي تعد الأفضل مقارنة بالمواسم السابقة، نتيجة تدهور الأسعار وانخفاضها لأقل من نصف تكاليف زراعتها وإنتاجها في الأعوام الماضية، إذ إن كمية كبيرة من المحصول في المواسم الماضية، يضطر المزارع إلى بيعها من الرطب بأقل الأسعار، أو تعرضه للتلف والفساد، وتحوله إلى علف للبهائم والحيوانات، مرجعاً جودة محصول رطب الموسم الحالي، إلى العناية التي تجدها النخلة من المزارع، والأجواء المناخية التي عاشتها واحة الأحساء طوال فترة نمو الثمار. وطالب المسؤولين في مركز أبحاث النخيل والتمور في الأحساء "مركز تميز بحثي" التابع لجامعة الملك فيصل بإيجاد حلول علمية لاستخدام التقنيات الحديثة في حفظ الرطب أسوة بحفظ التمور لما لها من مردود اقتصادي لقطاع الزراعة بالمملكة، وذلك بإطالة فترة بقاء الرطب سليماً وإمكانية تصديره طازجاً لمختلف دول العام بحالة طازجة لحل مشكلة توافر الرطب بكميات كبيرة ولفترة قصيرة جداً لسرعة فساده.