أكد مزارعو أشجار النخيل في واحة الأحساء الزراعية، أن رياح "البوارح"، التي هبت خلال اليومين الماضيين برياح نشطة وحارة وجافة مثيرة لعواصف ترابية، نعمة من نعم الله تعالى على أشجار النخيل في نضج بواكير ثمار "الرطب"، موضحين خلال أحاديثهم إلى "الوطن" أمس، أنها تساهم وبشكل مباشر في نضج الرطب وإعطائه جودة عالية ولونا أصفر يميل إلى الذهبي، وكبر حجم الثمرة، وهذه معايير جودة ثمرة الرطب، مبدين ارتياحهم الشديد من هذه الرياح التي وصفوها ب"الهادئة والمألوفة لديهم". وقال شيخ التمور في سوق الأحساء المركزي عضو لجنة النخيل والتمور في غرفة الأحساء عبدالحميد الحليبي، إن رياح "البوارح" من الرياح النافعة، وهي من التقلبات الجوية الصيفية المعروفة في المنطقة الشرقية منذ القدم وبالأخص في واحة الأحساء الزراعية، وهذه الرياح تسهم بشكل كبير في تحول ثمرة الرطب من مرحلة "الخلال ذو اللون الأخضر" إلى مرحلة "البسر ذو اللون الأصفر أو الأحمر" وبالأخص بواكير الرطب، وهي الأصناف المبكرة كالطيار والغر والمجناز، وتعرف عند الكثير من المزارعين المحليين ب"طباخ الرطب"، متوقعا أن تستقبل أسواق الأحساء بواكير الرطب خلال ال15 يوما المقبلة. وأضاف أن المزارعين يحرصون كل الحرص على تغطية محصول "الرطب" بألياف وأكياس مسامية لمنع وصول الغبار للثمار للحفاظ على جودتها من الأتربة وذرات الغبار المتطايرة في الأجواء، مؤكدا جودة محصول العام الحالي بسبب مناسبة الأجواء المناخية طوال فترة زراعته قبل نحو 3 أشهر حتى الوقت الحالي وخلوه من الإصابات الحشرية وعناية واهتمام المزارعين بنخيلهم والمحصول. وبين المزارع محمد الجاسم أن موسم البوارح، يشهد انخفاضا حادا في الرطوبة النسبية، وخلو السماء تماما من السحب وتكون رياحه قوية، ودرجة الحرارة العظمى تصل إلى 45 درجة مئوية، وهي فترة يتغير فيها السعف السفلي للنخلة تدريجيا وبربط العذوق في السعف، مضيفا أن معدل إنتاج النخلة الواحدة من 100 إلى 150 كيلوجراما. وأبان حسن الحجي "مالك مزرعة"، أن مزارعي نخيل الأحساء يحرصون على جودة منتجهم بمتابعته المستمرة منذ بدء التلقيح حتى موعد الصرام وفي مثل هذه الأيام يقومون برش نخيلهم وقائيا بالكبريت الميكروني، وذلك بمعدل 250 جراما لكل 100 لتر، وكذلك وضع الألياف على النخيل، وكذلك وضع أكياس ورق "كرافت" المخرمة على النخلة لحمايتها من الغبار والحشرات. يذكر أن في واحة الأحساء بها قرابة 2.5 مليون نخلة في نحو 30 ألف حيازة زراعية تنتشر في واحة الأحساء على مساحة تقدر ب10 آلاف هكتار.