شهد سوقا الخميس الشعبي والخضار والفواكه المركزي في مدينة الهفوفبالأحساء أول من أمس، وصول تباشير رطب "الطيار" من أشجار نخيل مزارع واحة الأحساء، وبيع سعر الكيلو جرام ب 30 ريالاً، وسط إقبال جيد على الشراء. وأبان وكيل أمين الأحساء للخدمات المهندس عبدالله بن محمد العرفج ل "الوطن" أمس أن أمانة الأحساء، ستبدأ بالتعاون مع جمعية النخلة في الأحساء، اعتباراً من الأسبوع المقبل في توزيع أكثر من 100 ألف عبوة كرتونية على باعة الرطب والمزارعين "مجاناً"، سعة كيلو جرام، وكيلوجرامين لوضع محصولهم من الرطب في هذه العبوات، بدلاً من الوضع الحالي في أكياس بلاستيكية أو صناديق خشبية، وذلك بهدف منع حالات الغش التي قد تحصل في عرض الرطب أثناء البيع، لافتاً إلى أن الموسم الحالي ستقوم الأمانة بتوزيع تلك العبوات للتوعية بهدفها، وسيبدأ تطبيق إلزامية هذه العبوات في الموسم المقبل على الجميع، ومنع ومخالفة بيع أو جلب الرطب في غير هذه العبوات الكرتونية، مبيناً أن جهات الاختصاص في الأمانة، شرعت في تطبيق تنظيمات جديدة داخل سوق التمور المركزي في الهفوف لتطوير العملية التسويقية والتنظيمية فيه. بدوره، أكد شيخ سوق التمور المركزي في الأحساء عبدالحميد بن زيد الحليبي ل "الوطن" أمس أن أسواق الأحساء، ونقاط البيع المنتشرة في كافة مدن وقرى الأحساء، ستشهد خلال الأيام القليلة المقبلة، توفر كميات كبيرة من أوائل أصناف الرطب، وهي الطيار والغر والمجناز، لافتاً إلى أن الكميات المتوفرة في الوقت الحالي، تعتبر قليلة مقارنة بالطلب المتزايد عليها من الأهالي ومواطني مجلس التعاون الخليجي، وتعرف محلياً أولى أيام جني الرطب ب "البشرى"، احتفاءً بهذه الثمرة، مبيناً أن الإقبال الكبير على شراء الرطب ببداية موسمه، يعتبر عادة سنوية محببة لأبناء الخليج في الاحتفاء بالنخلة وتقدير إنتاجها، علاوة على القيمة الغذائية لهذه الثمرة، ويشكل مصدر رزق للكثير من المزارعين في واحة الأحساء. وأشار الحليبي إلى أن الأجواء المناخية المواتية لزراعة أشجار النخيل التي شهدتها واحة الأحساء منذ بدء تلقيح النخلة حتى موعد جني ثمارها، ساهمت في جودة الثمار مقارنة بالموسم الحالي، إضافة إلى انخفاض كميات التمور في هذا الموسم مقارنة بالموسم الماضي، لافتاً إلى أن كميات التمور في الموسم الحالي، انخفضت بمقدار 25% عن العام الماضي، وهو ما أكسب تلك الثمار جودة عالية، مرجعاً ذلك إلى أن النخلة في الموسم الماضي كانت تحمل أكثر من 20 طلعا "عذق"، ومن المعروف زراعياً أن النخلة لا يمكن إجهادها موسمين زراعيين بكميات طلع تتجاوز عن ال 20 طلعا، ويكون الحد الأقصى في الموسم الآخر لا يتجاوز ال 15 طلعاً فقط لضمان جودة الثمرة. وعزا المزارع إبراهيم بن علي الدوى وصول "الرطب" مبكراً نوعاً ما إلى الأسواق في الأحساء في الموسم الحالي إلى ارتفاع درجة الحرارة، الأمر الذي ساهم في نضج الثمرة مبكراً، متوقعاً استمرار بيع الرطب في الأسواق المحلية حتى أيام عيد الفطر المبارك المقبل، لافتاً إلى أن جميع الباعة والمزارعين يعيشون خلال هذه الأيام الأولى من التباشير قمة الهرم التسويقي للرطب من ناحية الجودة والسعر والزيادة الكبيرة في الطلب، ويحققون من خلالها إيرادات كبيرة، وتبدأ بعد ذلك الأسعار تنخفض بعد مرور 3 أسابيع من التباشير. واستبعد المزارع علي المسلم قيام المزارعين بإشعال النيران بجانب أشجار النخيل وتسليط الحرارة عليها لضمان سرعة نضوجها، وجلبها إلى الأسواق بغرض الفوز ب "تباشير" الرطب، وبيعها بأسعار مرتفعة، مضيفاً أن ذلك الإجراء لا يخدم النخلة وثمرها، وإنما يلحق الضرر بها وبثمرها- على حد تأكيده-، مضيفاً أن الأسعار مرتفعة حالياً في سوق الأحساء، ويحرص الكثير من المزارعين الأحسائيين على بيع محصولهم بأسعار مرتفعة أكثر، من خلال ذهابهم بها إلى أسواق الدمام والقطيف وبعض دول الخليج وبالأخص دولة قطر، معتبراً أن الأسعار في الوقت حالياً مرضية للمزارعين، معرباً عن ارتياحه الشديد لعدم وصول الرطب الخليجي إلى أسواق الأحساء بشكل خاص والأسواق السعودية بشكل عام حتى الوقت الحالي، مما منح رطب الأحساء الصدارة في السوق المحلي، موضحاً أن نضوج الرطب الأحسائي قبل الرطب في المناطق الأخرى، ساهم كذلك في ارتفاع سعره. وذكر المزارع عبدالله العيسى أن للرطب الأحسائي أصنافا عديدة منها الخلاص والشيشي والرزيز، والهلالي والوصيلي والخنيزي. يذكر أن واحة الأحساء تعد من أكثر مناطق المملكة زراعة لأشجار النخيل، وتضم أكثر من 30 ألف حيازة زراعية يوجد بها 2.2 مليون نخلة، تنتج نحو 100 ألف طن من التمور والرطب.