كشفت الأمطار التي شهدتها العاصمة خلال اليومين الماضيين، عن سوء تصميم وصيانة الطرق التي تحوّلت إلى حفر ومستنقعات تصطاد السيارات المارة، وسط مطالبات من الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد للسكان بالتبليغ عن أي تجمعات للمياه كي تتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن، والكشف عما إذا كان هناك شبهات فساد أو تقصير في تنفيذ المشاريع. ورصدت "الوطن" خلال جولتها أمس للوقوف على تأثير الأمطار على طرقات العاصمة العديد من مشاهد التقصير في مواقع متفرقة تعكس عدم تنفيذ وصيانة الطرق بالشكل المطلوب؛ حيث انكشف العمل البدائي في بعض الطرق التي كانت طبقاتها العليا "مردومة" بطبقة من التربة والأسفلت الرديء الذي لم يستطع الصمود أمام الأمطار التي اقتلعت الطبقة الخارجية في بعض المواقع، فيما أزيلت في مواقع أخرى طبقات الأسفلت كاملة، وتحولت إلى حفر عميقة، عطفا على هبوط العديد من الطرقات، وسط استياء العديد من السكان، الذين طالبوا بالكشف عن جوانب القصور والفساد الذي قد يكون سبباً في عدم تنفيذ المشاريع بالشكل المطلوب. وقال المواطن محمد الدعجاني إن الأمطار كشفت سوء تنفيذ خدمات الطرق التي لم يلتزم المقاولون بتنفيذها على الوجه الأمثل، وإنه لاحظ مع بداية هطول الأمطار الخلل الواضح في تصميم العديد من الطرق. من جهة أخرى، أكد الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة القصيم المقدم إبراهيم أبالخيل في تصريح ل"الوطن" أن رجال الدفاع المدني باشروا 28 حالة احتجاز مركبات في مناطق طينية أو كثبان رملية؛ حيث تم إخراجها وتسليمها لأصحابها، فيما داهمت السيول بعض المنازل في الأحياء الجنوبيةالشرقية لمدينة بريدة، وجرى إخلاء منزلين وإيواء ساكنيهما بشقق مفروشة، إضافة إلى مداهمة منزل في مركز الملقاء تم إخلاء 13 من ساكنيه وإيوائهم. وأضاف المقدم أباالخيل أن الفرق باشرت أيضاً حالات احتجاز 435 رأساً من الأغنام داهمتها السيول، نفق منها 49 رأساً، إضافة إلى إنقاذ 90 رأساً من الإبل وتسليمها لأصحابها. وبالتوازي مع ذلك، يتابع أهالي القصيم جريان وادي الرمة الذي يعد أكبر الأودية بالمملكة بحذر منذ بداية هطول الأمطار التي تشهدها المنطقة. وأوضح عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند أن وادي الرمة يعد من أهم الظواهر "الجيومورفولوجية" في هضبة نجد، ويعتبر أكبر وأطول أودية الجزيرة العربية، ويقوم بتصريف سيول هضبة نجد المتبلورة "الواقعة فوق الدرع العربي". ولفت إلى أن حوض وادي الرمة يمتد غرباً من حرات بركانية سوداء ترتفع عن سطح البحر بأكثر من 1300 متر كحرة هُتَيء، وحرة خيبر شرق منطقة المدينةالمنورة، وينتهي شرقاً على أعتاب نفود الثويرات بالقرب من مركز البندرية جنوب الأسياح ليبلغ طول الوادي بذلك 600 كم تقريباً.