أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن تشاؤمها بشأن فرص الحوار بين المعارضة السورية ونظام بشار الأسد بعد أن قبل الائتلاف الوطني السوري مبدأ الحوار مع النظام سعيا وراء حقن الدماء. وأشارت المتحدثة باسم "الخارجية" فيكتوريا نيولاند أول من أمس إلى أن إعلان رئيس التحالف أحمد معاذ الخطيب طوال عدة أسابيع، يعكس استعدادا للحوار مع النظام لتجنب سقوط المزيد من أبناء الشعب، وأن الرد كان تكثيف عمليات القتل والعنف. وأضافت "لم نستمع حتى الآن للرد المناسب من نظام الأسد. لذا وكما قالت المعارضة نفسها فإننا نعتقد أن من الصعب الحوار مع شخص يواصل قصف المدنيين". وفيما رفضت الخارجية الأميركية انتقاد تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف التي بدا منها أنه يتراجع عما تم الاتفاق عليه في جنيف من تصورات عامة لحل الأزمة في سورية، فإن نيولاند أشارت في الوقت ذاته إلى أن هناك تباينا بين الموقفين الأميركي والروسي في تفسير بعض عبارات خطة جنيف. وترجع أهمية تلك الملاحظة إلى أن عضو "مجموعة سورية" بمجلس الأمن القومي فريدريك هوف الذي استقال في نهاية العام الماضي، وجه انتقادات حادة أول من أمس إلى لافروف بأنه تراجع عن اتفاقية جنيف. ويبدو من عبارات نيولاند أن الخارجية الأميركية حريصة حتى الآن على الإبقاء على جسورها مفتوحة بشأن سورية مع موسكو. وبدا ذلك واضحا من قول نيولاند إنها لن تنجر إلى انتقاد لافروف "لأن ذلك لن يكون مفيدا". وتابعت "حين تقول اتفاقية جنيف إن الحل هو فترة انتقالية تحت إشراف حكومة تتشكل بالاتفاق بين الأطراف جميعا فإن ذلك لا يعني أن تلك الأطراف تضم أشخاصا من النظام أيديهم مخضبة بدم أبناء الشعب السوري". ولا يحدد نص الحل المقترح في جنيف استثناء عناصر النظام المتورطين مباشرة في عمليات القتل. وقالت نيولاند "لاسبيل هناك لتفسير كلمة الاتفاق على نحو يتضمن الأسد أو أعضاء نظامه ممن تلوثت أيديهم بالدم". ويعني ذلك بصورة قاطعة أن الخلاف الروسي – الأميركي قد تحدد الآن على نحو لا يمكن عبوره. إذ إن موسكو تبنت موقف الأسد الذي يقضي بأن يتضمن تفسير كلمة "الاتفاق" ضم عناصر أساسية من نظام الأسد بل وربما بشار الأسد نفسه إلى الحكومة الانتقالية وهي صيغة أعربت واشنطن عن رفضها لها على نحو ما قالت نيولاند.