كشفت وزارة الخارجية الأميركية أن عددا من التعديلات التي أدخلها المبعوث المشترك كوفي عنان على خريطة الطريق التي اقترحها لحل الأزمة في سورية قد لقيت قبولا من إدارة الرئيس باراك أوباما مما حملها على تغيير موقفها والقبول بالمشاركة في مؤتمر مجموعة العمل المتعلق بسورية الذي سيعقد في جنيف غدا. وكانت تقارير أميركية قد أشارت إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كينتون قد أعربت عن اعتزام بلادها رفض المشاركة في المؤتمر في حالة دعوة إيران إليه؛ مما دفع بعنان إلى تعديل قائمة المدعوين لتتضمن الجامعة العربية والدول التي تشغل مواقع رسمية في إطارها. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نيولاند إن التعديل الأهم جاء في محتوى الخطة الجديدة التي تبناها عنان لإحداث التغيير المطلوب في سورية. وذكرت نيولاند أن الولاياتالمتحدة لم تكن لتشارك لو لم تكن تعتقد أن المؤتمر يحظى بفرصة للنجاح، وأن خطة عنان الجديدة مقبولة وقابلة للتطبيق. وتابعت ردا على سؤال حول ما إذا كانت موسكو تبنت موقفا بناءً من خطة عنان الجديدة "لن أتحدث نيابة عن الروس ولكن المعيار الذي وضعناه للمشاركة هو ما إذا كان المؤتمر يمكن أن يؤدي إلى إحداث تقدم ملموس. وقد كنا على اتصال دائم مع عنان الذي كان بدوره على اتصال دائم مع الدول الأعضاء الآخرين. وبناء على تلك المشاورات فإن لدينا آمالا بأن ينجح المؤتمر الذي سيعقد في جنيف". وسئلت نيولاند عما إذا كان النجاح في تقدير الوزارة يعني أن روسيا وافقت على خطة تقتضي ببدء مرحلة انتقالية تتضمن رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة في دمشق، فقالت "مرة أخرى هذا هو الهدف. الهدف هو وضع تفصيلات عمل الفترة الانتقالية". وأشارت إلى أن الأسد راهن منذ البداية على أن روسيا والصين لن تتخليا عن مساندته". وأضافت "الآن فإن الأمل والتوقع هو أن العمل الدولي المشترك على الخطة الانتقالية سيكون إشارة واضحة لبشار الأسد بأنه لم يعد يحظى بشيك على بياض من تلك الدول التي ساندته وأن الوقت قد حان للسير إلى الأمام، كما أن ذلك سيكون رسالة واضحة لمن يدعمون النظام في الداخل". وفي المقابل لم تستبعد روسيا تشكيل حكومة انتقالية في سورية وفق المقترح الذي أعده عنان والخاص بضم ممثلين عن الحكومة والمعارضة. غير أن وزير خارجيتها سيرجي لافروف نفى أن تكون الأطراف المشاركة في المؤتمر قد اتفقت على مشروع خطة عنان الجديدة الخاصة بإنشاء حكومة انتقالية. وأكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن وزير الخارجية لوران فابيوس سيمثل فرنسا في اجتماع جنيف. وقال "كما سبق أن قلنا، يجب على هذا الاجتماع الذي أراده كوفي عنان ودعمناه أن يخرج بموقف مشترك حول حل سياسي ذي صدقية للمأساة السورية". وأضاف "على مجموعة العمل أن تتفاهم على المبادىء والمراحل لانتقال ديموقراطي في سورية، إضافة إلى أولوية وقف القمع وتسهيل وصول المساعدة الإنسانية للسكان المدنيين". ومن جانبه قال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيليه إن الدول التي يحق لها إصدار قرارات الفيتو في مجلس الأمن تقف حالياً أمام مسؤولية كبيرة تجاه الشعب السوري الذي يعاني من ويلات نظامه. وأضاف أن احتمال التوصل لحل سياسي للأزمة السورية معلق "بخيط حريري" وذلك في ضوء العنف المتصاعد في البلاد.