تشهد أودية تهامة بمنطقة الباحة هذه الأيام إقبالا كبيرا من أهالي مدينتي بلجرشي والباحة الواقعتين على قمم جبال السراة الباردة، وذلك هربا من شدة البرد وتكون الصقيع لاسيما في ساعات الصباح الباكر وفي الليالي التي تصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر. يقول علي العمري من أهالي محافظة المخواة: يعتبر الجزء التهامي من منطقة الباحة من الأماكن السياحية الشتوية لأهالي المنطقة؛ حيث يلوذون بها هربا من البرد القارس الذي يجتاح سلسلة جبال السراة لينعموا فيها بأجواء دافئة، ففي كل عام وعند اشتداد البرد في الأجزاء الشرقية من المنطقة وعلى سلسلة جبال السراة تحديدا تشهد المناطق التهامية في محافظة المخواة إقبالا كبيرا من سكان مدينتي بلجرشي والباحة خاصة بعد افتتاح طريق الملك عبدالله الذي يربط محافظة بلجرشي بالمخواة، وذلك هربا من شدة البرودة ليجدوا في الجزء التهامي الدفء والأماكن الواسعة والجميلة التي هيئت لطالبي الدفء من المناطق المرتفعة. ويضيف العمري أن طريق الملك عبدالله الذي يربط بين محافظتي بلجرشي والمخواة سهل الكثير على أهالي بلجرشي واختصر لهم المسافة الطويلة التي كانوا يقطعونها للتمتع بالأجواء الدافئة في تهامة المنطقة. ويقول عبد العزيز علي العمري إن هناك الكثير من الأودية الجميلة ذات الرمال البيضاء الواسعة وذات الأشجار الوارفة تنتشر في كل نواحي المحافظة، وهي كافية لاستيعاب آلاف السواح في فصل الشتاء؛ فهناك أودية مشهورة يرتادها طالبو الدفء عادة في كل سنة، وهي وادي مليل شمال غرب المحافظة ووادي الأحسبة جنوب غرب المحافظة ووادي الشوق ووادي بطاط ووادي ضيان. وعن الأماكن الأثرية التي يقصدها السواح وطالبو الدفء في تهامة يقول بندر سعيد العمري: هناك العديد من الأماكن الأثرية المنتشرة في القطاع التهامي لمنطقة الباحة يحرص كثير من زوار المناطق التهامية على رؤيتها، وهي مدينة عشم الأثرية في مركز ناوان غرب المحافظة وآثار العصداء على ضفاف وادي الأحسبة وقريتا الخلف والخليف في محافظة قلوة. وعن تجهيزات البلدية واستعداداتها لاستقبال طالبي الدفء في المخواة، قال رئيس بلدية المخواة المهندس علي بن عبد الرحمن المحيا: أكملت البلدية استعداداتها لاستقبال طالبي الدفء من الأجزاء السروية للمنطقة في وقت مبكر؛ وذلك بتجهيز أكبر ثلاث ساحات بالمحافظة بها ألعاب وملاهٍ للأطفال في متنزه المخواة العام والساحة الشعبية، وزودت بالعديد من الملاهي والألعاب كما هيئت لها دورات مياه ومرافق، وزودت بإنارة وأرصفة واسعة تستوعب آلاف المرتادين.