انتعشت حركة المبيعات في المطاعم والمحلات التجارية بمحافظة المخواة مع بداية موسم الشتاء وتوقع عدد من الاقتصاديين والمتعاملين أن يزيد دخل المحلات اكثر من 50 مليون ريال خلال موسم الشتاء بسبب الإقبال الشرائي الكبير الذي حظيت به من الزوار والسياح لمرتفعات جبال السروات. وتشهد المدن التهامية بمنطقة الباحة هذه الأيام حضورا كبيرا من المتنزهين القادمين من المرتفعات الجنوبية والهاربين من موجات البرد، التي بدأت تجتاح المنطقة حاليًا، مما أنعش الحركة التجارية خاصة مع إجازة نهاية الاسبوع. وساهم ذلك في الإقبال على الشقق المفروشة والمراكز السكنية، ولوحظ استخدام العديد من العائلات للخيام الشخصية، حيث فضلوا الاستمتاع بالأجواء التهامية البرية التي تميل إلى الاعتدال في درجة الحرارة لا سيما بعد هطول الامطار التي شهدتها المنطقة، وهو ما دفع بقوافل المشتين والزائرين والباحثين عن الدفء والطبيعة إلى أحضان تهامة الساحرة بشكل لافت للنظر. وأشار المواطنون إلى أن موجة البرد التي اجتاحت مدن السراة في الباحة جعلتهم يهرعون هربا من البرد مع نهاية دوام الأربعاء من كل أسبوع للاستمتاع بالاجواء المعتدلة والدافئة في سواحل تهامة. وشهدت عقبة الباحة ازدحاما واضحا أثناء النزول مع تلك العقبة نهاية كل اسبوع، وكذلك في العودة يوم الجمعة، فيما حقق الاقبال المتزايد على الحدائق وملاعب الأطفال والمظلات والفنادق والشقق نشاطا في الحركة التجارية في سواحل التهامة، ويعتبر وادي الاحسبة من الاودية المميزة الذي يطل على المزارع المتناثرة على ضفافه، وشكل لوحة جمالية جذبت ولفتت أنظار العشرات من زوار سواحل تهامة، الأمر الذى جعل كثيرًا من الزائرين يقضون اجازة نهاية الاسبوع في سواحل تهامة البرية والجبلية. كما سجل السوق الشعبي لمحافظة المخواة الواقع في وسط المدينة إقبالا كبيرا من الزوار ممن يفضلون متعة التسوق بين جوانبه ومقتنياته التراثية والصناعات الخفيفة والمنتجات التي تزخر بها المحافظة وتشتهر بها، مثل العسل البلدي والحنيذ الشعبي وروائح البرك والكادي العطرية وغيرها من المنتجات التهامية. فيما استعدت المطاعم والاستراحات بتهامة لاستقبال زوار الموسم الذين يأتون إليها بحثًا عن الدفء وهروبًا من الضباب والأجواء الباردة بالسراة فهناك يلقى الزائر كل ما يريده من طعام وجلسات عائلية، وأكلات شعبية. فالمظبي والعصيدة والمشويات أشهر ما يميز تهامة هذه الأيام. ولكثافة الزوار من الشباب والعوائل القادمين للاستراحات لتناول العشاء والسهر قد لا تجد مكانًا خاليًا لجلوسك، وقد يطول انتظارك، لذلك يفضل الكثيرون الطلبات الخارجية على ما تقدمه تلك المطاعم من مظبي ومندي ومظغوط ومدفون، وكذلك العصيدة والمرق وبعض من الأكلات الشعبية المعروفة بالمنطقة. ويقول سعيد خميس إن أهالي الباحة اعتادوا التعامل مع البرد بالبحث عن نقيضه؛ فتراهم يهربون إلى المخواة الدافئة وخصوصًا مع نهاية الأسبوع، مشيرًا إلى أن هناك من يمارس يوميًا الذهاب إلى المنتزهات والأودية في المخواة وقلوة، ويستمتعون بالمناظر الجميلة في أودية «الأحسبة» و»ناوان» والمواقع الأثرية التي تشتهر بها كقرية «ذي عين» وقرية «الخلف والخليف». ويشير فهد وصالح دخيل الله إلى أنهم يتوجهون إلى محافظة المخواة بصفة مستمرة، للتدفئة وتناول الأكلات الشعبية التي تشتهر بها المنطقة.