تشهد المدن التهامية بمنطقة الباحة هذه الأيام حضورا كبيرا من المتنزهين القادمين من المرتفعات الجنوبية والهاربين من موجات البرد، التي بدأت تجتاح المنطقة حاليًا، مما أنعش الحركة التجارية خاصة مع إجازة نهاية الاسبوع، حيث ساهم ذلك في الإقبال على الشقق المفروشة والمراكز السكنية، ولوحظ استخدام العديد من العائلات للخيام الشخصية، حيث فضلوا الاستمتاع بالأجواء التهامية البرية التي تميل إلى الاعتدال في درجة الحرارة لا سيما بعد هطول الامطار التي شهدتها المنطقة، وهو ما دفع بقوافل المشتين والزائرين والباحثين عن الدفء والطبيعة إلى أحضان تهامة الساحرة بشكل لافت للنظر. وأشار المواطنون إلى أن موجة البرد التي اجتاحت مدن السراة في الباحة جعلتهم يهرعون هربا من البرد مع نهاية دوام الأربعاء من كل أسبوع للاستمتاع بالاجواء المعتدلة والدافئة في سواحل تهامة. وشهدت عقبة الباحة ازدحاما واضحا أثناء النزول مع تلك العقبة نهاية كل اسبوع، وكذلك في العودة يوم الجمعة، فيما حقق الاقبال المتزايد على الحدائق وملاعب الأطفال والمطلات والفنادق والشقق نشاطا في الحركة التجارية في سواحل التهامة، ويعتبر وادي الاحسبة من الاودية المميزة الذي يطل على المزارع المتناثرة على ضفافه، وشكل لوحة جمالية جذبت ولفتت أنظار العشرات من زوار سواحل تهامة، الأمر الذى جعل كثيرًا من الزائرين يقضون اجازة نهاية الاسبوع في سواحل تهامة البرية والجبلية، كما سجل السوق الشعبي لمحافظة المخواة الواقع في وسط المدينة إقبالا كبيرا من الزوار ممن يفضلون متعة التسوق بين جوانبه ومقتنياته التراثية والصناعات الخفيفة والمنتوجات التي تزخر بها المحافظة وتشتهر بها، مثل العسل البلدي والحنيذ الشعبي وروائح البرك والكادي العطرية وغيرها من المنتوجات التهامية. فيما استعدت المطاعم والاستراحات بتهامة لاستقبال زوار الموسم الذين يأتون إليها بحثًا عن الدفء وهروبًا من الضباب والأجواء الباردة بالسراة فهناك يلقى الزائر كل ما يريده من طعام وجلسات عائلية، وكذلك أكلات شعبية. فالمظبي والعصيدة والمشويات أشهر ما يميز تهامة هذه الأيام. ولكثافة الزوار من الشباب والعوائل القادمين للاستراحات لتناول العشاء والسهر قد لا تجد مكانًا خاليًا لجلوسك، وقد يطول انتظارك، لذلك يفضل الكثيرون الطلبات الخارجية على ما تقدمه تلك المطاعم من مظبي ومندي ومظغوط ومدفون، وكذلك العصيدة والمرق وبعض من الأكلات الشعبية المعروفة بالمنطقة. ويقول عبدالرحمن الغامدي إن أهالي الباحة اعتادوا التعامل مع البرد بالبحث عن نقيضه؛ فتراهم يهربون إلى المخواة الدافئة وخصوصًا مع نهاية الأسبوع، مشيرًا إلى أن هناك من يمارس ذلك يوميًا بالذهاب إلى المنتزهات والأودية في المخواة وقلوة، ويستمتعون بالمناظر الجميلة في أودية “الأحسبة” و“ناوان” والمواقع الأثرية التي تشتهر بها كقرية “ذي عين” وقرية “الخلف والخليف”. ويشير خالد محمد وخالد الغامدي إلى أنهم يتوجهون إلى محافظة المخواة بصفة مستمرة، وذلك للتدفئة وتناول الأكلات الشعبية التي تشتهر بها المنطقة.